أبو بكر الرازي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أبو بكر الرازي:

هو محمد بن بن يحيى بن زكريا الرازي، كان طبيباً وكيميائيّاً وفيلسوفيّاً ورياضيّاً مُسلماً، يُعدّ واحداً من أهم علماء العلوم، اشتهر بفطنتهِ وذكائهِ واجتهادهِ إلى جانب حُبّه للعلم منذ صغره، حيث أثبت براعته واجتهاده في العديد من العلوم المُختلفة كالطب والكيمياء والفيزياء والموسيقى والرياضيات والأدب والفلسفة.

اختلفت الروايات حول مكان وتاريخ ولادة أبو بكر الرازي، حيث أنّ هناك روايات ذُكرت أنّه ولِد في مدينة الري في الفارسيّة بالقرب من طهران في سنة “865”، حيث قضى مُعظم حياته في مدينة السلام، حتى أنّه بدأ بدراسة الطب في بغداد، كما أنّه كان ينصح بضرورة تعليم الطلاب الذين يعيشون في المدن المُزدحمة بالسكان أصول الطب وكيفيّة صناعة الأدوية؛ وذلك نظراً لكون تلك المُدن يزداد عدد مرضاها بشكلٍ كبير.

لُقّب أبو بكر بإمام عصره في علم الطب، هذا وقد تعلّم على يديه العديد من الطلاب الذين جاءوا من مُختلف بلدان العالم، إلى جانب ذلك فقد استمر أبو بكر في العمل كطبيباً إلى جانب أنّه تولّى منصب الرئاسة على جميع أطباء مدينة الري بيمارستان.

وصفه العديد من الشعراء والكُتّاب في معظم كتاباتهم وأشعارهم، حيث ذكره الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء وقال عنه: ” الأستاذ الفيلسوف أبو بكر، محمد بن زكريا الرازي الطبيب، صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، كثير الأسفار، وافر الحرمة، صاحب مُروءةٍ وإيثار ورأفةً بالمرضى، وكان واسع المعرفة.

كان الرازي يشتهر في كل مكان يذهب إليه، كما أنّه كتب الكثير من الرسائل التي تختص في مُختلف الأمراض إلى جانب أنّه صنّع أنواع عديدة من المراهم والكريمات التي تُستخدم في علاج الحروق والنُدبات وغيرها، كما أنّه كتب في كل فروع الطب والمعرفة، هذا وقد تمت ترجمت العديد من تلك الرسائل إلى اللغةِ اللاتينيّة.

بعد أن أكمل الرازي دراسته الطبيّة في بغداد، قام حاكم مدينة الري بتوجيه دعوةً إليه من أجل العودة إلى مدينته؛ حتى يتولّى إدارة مُستشفى الري، فاستجاب الرازي لدعوة ذلك الحاكم كما أنّه ألّف له كتاباً خاصاً سماه” المنصوري في الطب” حيث ذكر فيه كل أمراض الجسم وكيفيّة علاجها.

استطاع المُفسرين والباحثين من تحليل شخصيّة الرازي ووضعهِ المادي من خلال اللجوء إلى كتاباته حيث تبيّن من إحدى مقولاته التي كتبها في كتابه” السيرة الفلسفيّة” أنّه كان يُعاني من الفقر والتقشُّف إلى جانب أنّه كان مُتواضعاً ومحبوباً.

هذا وقد كان الرازي يؤمن بفلسفة سقراط الحكيم، كما أنّه كان يؤمن باستمرار التقدُّم في البحوث الطبية، إلّا أنّ هذا التقدم لا يمكن أن يتحقق إلّا من خلال اللجوء إلى دراسة كتب الأوائل، إلى جانب ذلك فقد كان للرازي العديد من النشاطات والإسهامات في الفيزياء، حيث أنّه عمل بشكلٍ كبير في تعيين وتحديد الكثافة النوعيّة لجميع السوائل.

الرازي والكيمياء:

كان للرازي نشاطاتٍ عديدة ومُميّزة، حيث ظهرت هذه الإنجارات بصورةٍ جليّة في تقسيم المواد التي ظهرت في عصره إلى أربعة أقسام رئيسيّة وهي: المواد المعدنيّة والنباتيّة والحيوانيّة إضافةً إلى المواد المُشتقّة، كما أنّه قام بتفصيل ودراسة جميع المواد والمُركبات الكيميائيّة وصنّفها إلى مجموعة من النظريّات والتعميمات وذلك بالاعتماد على خصائص كل منها.

هذا وقد تمكّن الرازي من فصل المعادن إلى أنواع وتقسيّمات مُحددة وذلك بالإعتماد على خصائص وصفات هذه المعادن، كما أنّه قام باستخدام طُرق مُحددة في تحضير العديد من الحموض حيث ما زالت هذه الطُرق تُستخدم حتى يومنا هذا، كما أنّه تمكّن من كتابة مجموعة من الكتب الكيميائيّة ذكر فيها كل ما يخص علوم الكيمياء ومن أهم هذه الكتب هو “كتاب الأسرار”.

يُعتبر الرازي أول من قام بذكر حمض الكبريتيك الذي سماه أيضاً باسم” زيت الزاج أو الزاج الأخضر”، إلى جانب ذلك فقد نجح الرازي في تحضير مجموعة من الحوامض المُختلفة، كما أنّه تمكّن من استخلاص الكحول عن طريق اللجوء إلى عمليّة التقطير لمجموعة من المواد النشويّة والسكريّة.

قام الرازي باكتشاف عدد من الأدوات الكيميائيّة والتي صنّفها إلى مجموعتين إحداهما ضمّت جميع الأدوات التي يتم استخدامها في صهر المعادن كالمنفاخ والموقد والمطارق، في حين ضمّت المجموعة الأخرى جميع الادوات والأواني التي تُستخدم في عمليّات التحويل للمواد غير المعدنيّة كالموقد الأسطوانيّ والغربال وغيرها.

الانتقادات التي وجّهت إلى الرازي:

أخبر العديد من القرّاء والعلماء بأنّ هناك مجموعة من الكتب والمقالات التي كتبها الرازي تحتوي على انتقادات واعتراضات تُنسب إلى الأديان السماويّة والنبوّة والكتب السماويّة؛ الأمر الذي جعل العديد ممّن يقرأون هذه الكُتب بالتشكيك في ديانة الرازي واسلامه.

هذا وقد وصفه البعض بالزندقةِ والكفر، إلى جانب أنّهم اتهموه بالإلحاد، ومن أشهر الأشخاص الذين نقدوه هو الفيلسوف والطبيب ابن سينا، إضافةً إلى البيروني الذي قام بتصنيف بعض من كُتب الرازي ووضعها تحت مُسمّى “كُتب في الكفريّات” حيث كان هذا الكتاب وحسب مُعتقداته ينتقد جميع الأديان.

وعلى الرغم من جميع هذه الإنتقادات حول ديانة الرازي واسلامه إلّا أنّ هناك عدداً من المُدافعين عن إسلامه، أشهرهم عبداللطيف العديد الذي نفى كُفر الرازي وأكد اسلامه، حيث ذكر أنّ أبو بكر الرازي “مؤمناً بالله وبالرسالة المُحمديّة وباقي الرسالات السماويّة”.


شارك المقالة: