نبذة عن أبو بكر بن أبي عيسى:
هو أحمد بن عمر بن أبي عيسى الأنصاري، يُكنى بأبو بكر، عُرف في زمانه باسم” ابن أبي عيسى الأنصاري”، كان عالماً رياضياً وحاسباً وفلكيّاً عربياً مُسلماً، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته العلمية والثقافية.
كان أبو بكر من مواليد مدينة الأندلس التي مكث فيها مُعظم حياته، كما أنّ أولى دراساته كان قد مارسها في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات أو الأقاويل، إلّا أنّ هناك من ذكر أنّه كان من أبناء القرن الرابع للهجري، كما أنّه لم يتم ذكر الكثير عن سيرة حياته، ولكن عُرف عنه أنّه كان ابناً لأسرةٍ علمية وعملية، تسعى دائماً للوصول إلى ما تريده دون اللجوء إلى أحد.
ساهم أبو بكر بن أبي عيسى في تقدّم وازدهار علوم الرياضيات ومجالاته بشكلٍ خاص، كما أنّه بذل جهوداً كبيرة حتى تمكّن من تحقيق العديد من الابتكارات والاكتشافات، إلى جانب أنّه كان دائم البحث والاستمرار؛ الأمر الذي جعله يحصل على كماً علمياً واسعاً مكّنه من أن يُصبح واحداً من أهم وأعظم العلماء الذين بزغوا في ذلك الزمان.
وعلى الرغم من اهتمام أبو بكر بعلم الرياضيات بشكلٍ خاص، إلّا أنّه كانت له العديد من الميولات والاهتمامات في شتّى العلوم الأخرى كالأدب والشعر والفلسفة إلى جانب اهتمامه في علوم الفلك والرصد والتنجيم؛ الأمر الذي جعله يُحقق شهرةً كبيرة في زمانه وحتى بعد وفاته.
إضافةً إلى ذلك فقد استطاع أبو بكر بن أبي عيسى من دراسة علم الحساب والعدد والمُقارنة، حتى أنّه حقق نجاحاتٍ كبيرة وواضحة ساعدته في الحصول على العديد من المُكافئات والتقديرات والجوائز، إلى جانب مكانته وقيمته التي وصلت إلى أبعد الدول والمناطق.
اشتهر أبو بكر بن أبي عيسى في ذلك الزمان بمحاضراته التي كان يُقيمها باستمرار والتي كان لها دور كبير في إتاحة الفرصة له في أن يلتقي بعدد كبير من العلماء والأساتذة ومن عاصره من رجال العلم والدين، حيث أخذ العديد من علومهم ومعارفهم، كما أنّه كان قد تلمّذ على يد أشهرهم.
عُرف عن أبو بكر بن أبي عيسى أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في العديد من الدول الغربية، كما أنّه تمكّن من تقديم جميع أبحاثه ودراساته في كل مكان كان يزوره؛ الأمر الذي جعله يحظى باهتمام العديد ممن عاصره من علماء وحكماء وفلاسفة وأساتذة.
اشتهر أبو بكر بن أبي عيسى بذكائه وفطنته وحنكته، إلى جانب أنّه كان صاحب رأي صائب لا يحمل الخطأ، كما اشتهر بأمانته وصدقه وكرم أخلاقه حيث كان لا يرضى بالظلم والإهانة، ساعياً إلى الوصول إلى أعلى درجات المعرفة والعلم، كما أنّه كان مُحباً للخير لا يلجأ إليه أحد ويرده دون أن يلبي له ما طلب، إلى جانب ذلك فقد كان أبو بكر بن أبي عيسى يتمتع بذاكرةٍ قوية ساعدته بشكلٍ واضح على تطوير فكره وثقافته وعلومه.
هذا وقد كان أبو بكر بن أبي عيسى واحداً من أهم وأكبر العلماء في ذلك الزمان، حيث قدّم العديد من الإنجازات والاكتشافات التي زادت من علومه ومعرفته إلى جانب دورها الكبير والواضح في تقدّمه وزيادة مكانته ودرجته، إضافةً إلى دورها الكبير في أنّه قد حظي باهتمام العديد من العلماء والمؤلفين، حتى أنّ بعض منهم كانوا قد ذكروه في كتبهم، حيث ذكره صاعد الأندلسي في كتابه” طبقات الأمم” مادحاً إياه، قائلاً عنه:” لقد كان أبو بكر مُتقدماً في العديد من العلوم كالحساب والفلك والهندسة والعلوم، كما أنّه كان يجلس دائماً لتعليم ما تعلّمه للطلبة والتلاميذ”.
اعتمد أبو بكر في تقديم أبحاثه ودراساته التي اختصت بشكلٍ كبير في علوم الرياضيات ومجالاته على مبدأ التجربة والتطبيق، حيث كان لا يُقدّم أيُّ إسهامٍ أو اختراع إلّا بعد تأكده من أنّه صحيح خالي من الأخطاء، كما أنّه كان يحث على ضرورة الالتزام والرجوع إلى أهم الدلائل والوقائع التي تُثبت صحة ما توصل إليه.
تولّى أبو بكر بن أبي عيسى العديد من المهام والمناصب التي جعلت منه شخصيةً أكثر شهرة وتطور، كما أنّ مكانته وقيمته زادت في نفوس العديد من الممالك والحكّام والسلاطين، حيث بذل العديد من الجهود والتضحيات ليتمكّن من تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام، حيث أنّه عمل مدرساً ولفترةٍ طويلة لعدد من الطلبة الذين كانوا قد تلمّذوا على يده.