ما لا تعرفه عن الدينوري:
هو أحمد بن داوود الدينوري، يُكنّى بأبو حنيفة، كان مهندساً وعالماً وفلكياً وفيلسوفاً ونحوياً ولغوياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في حوالي عام” 282″ للهجرة والموافق” 895″ للميلاد، كان يُلقّب بالدينوري وذلك نسبةً إلى مدينة الدينور الواقعة في إيران بين كل من همدان وكرمنشاه، هذا وقد اختلفت الروايات حول أصله فهناك من يقول أنّه ذو أصلٍ كردي وهناك من يقول أنّه فارسي.
كان أبو حنيفة الدينوري من مواليد مدينة إيران التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث يُقال أنّه من أبناء القرن الثالث للهجرة، ولم يتم ذكر تاريخ ميلاده في أي من الروايات والكتب إلّا أنّه كان قد ذُكر أنّه من مواليد عام” 212″ للهجرة والموافق” 828″ للميلاد، إلى جانب أنّه كان ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة بعلمها وعملها في ذلك الزمان، والتي كانت تحثّ على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في دراساته وأبحاثه، كما عُرف عنه أنّه قد بدأ بممارسة أعماله في سنٍ مُبكر.
إلى جانب ذلك فقد كان لأبو حنيفة الدينوري العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، إضافةً إلى إبداعاته وإسهاماته في شتى العلوم والمعارف؛ الأمر الذي جعل منه من أهم العلماء الذين بزغوا في تلك القرون.
يُعدّ أبو حنيفة الدينوري واحداً من العلماء الذين برعوا في علومٍ مُتنوعة، فقد كانت له اهتماماتٍ كبيرة في علوم النباتات، إضافةً إلى اهتمامه بعلم الفلك والرصد والحساب والطقس، إلى جانب ميولاته حول الشعر والنثر النحو واللغة والبلاغة.
كان أبو حنيفة الدينوري من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة إيران بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على أهم الدلائل والأسباب المُتعلقة باكتشافاته قبل أن يُقدم أي شيءٍ منها.
تولّى أبو حنيفة الدينوري العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وفلكيين وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، من أهم الأعمال التي تولاها هي تعيينه على الإشراف على كل من يهتم بعلم النبات، كما أنّه كان عمدة الأطباء والعشّابين.
عُرف عن أبو حنيفة الدينوري أنّه كان يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات والتي كانت تُعقّد في شتى البلاد والدول، حيث كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعله يتلمّذ على يد أشهرهم، حيث أخذ عن ابن البيطار الكثير من علومه ومنهجه ومعرفته.
حظي أبو حنيفة الدينوري بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس من عاصره من علماء وكيميائيين، كما أنّ العديد منهم كانوا قد ذكروه في مُعظم كتبهم ومؤلفاتهم، فقد قال عنه شمس الدين الذهبي في إحدى كتبه بما معناه:” لقد كان الدينوري صدوقاً كبير الدائرة، صاحب خُلقٍ وخلق، طويل الباع والبال، قدّم العديد من الكتب في شتى العلوم”.
إسهامات واكشتافات الدينوري:
قدّم أبو حنيفة الدينوري العديد من الإسهامات والاكتشافات في شتى العلوم والمعارف، حيث كان لها الدور الكبير والواضح في تقدّم علومه وفكره، كما أنّ مكانته وقيمته العلمية زادت بشكلٍ واضح، ومن أهم تلك الإسهامات:
- يُعدّ أبو حنيفة الدينوري أول العلماء العرب الذين توصلوا إلى طريقة التهجين في النباتات؛ الأمر الذي جعله يتمكّن من ابتكار أنواعاً جديدة من الثمار تمتلك صفات جديدة وذلك عن طريق اللجوء إلى عمليات التهجين إمّا بالتطعيم أو المُزاوجة.
- يُعتبر أبو حنيفة الدينوري أول من أسس علم النبات في العالم العربي.
- تمكّن الدينوري من تقديم وصفاً توضيحياً شاملاً عن مئات النباتات، كما أنّه كان من أوائل العلماء الذين بيّنوا مراحل نمو النباتات وإنتاج الثمار.
أشهر مؤلفات الدينوري:
تمكّن أبو حنيفة الدينوري من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات، التي فُقدّ جزءاً كبيراً منها بعد وفاته، إلّا أنّ هناك أجزاءاً أخرى لا يزال موجوداً حتى هذه الأيام، ومن أهم تلك الكتب وأشهرها:
- كتاب” علم النبات “: يُعدّ هذا الكتاب من أهم الكتب التي قدّمها الدينوري، حيث احتوى في مضمونه على مجموعة من الأفكار والمعلومات التي تتعلق بالنباتات وأنواعها ومراحل نموّها وتطورها.
- كتاب” الأخبار الطوال “: يُعدّ هذا الكتاب واحداً من الكتب التي تم نشرها وتحريرها أكثر من مرة، كما أنّه كان من أهم الكتب التاريخية، تُرجم إلى العديد من اللغات الأوروبية.