ما لا تعرفه عن أبو كامل بن أسلم:
هو شجاع بن أسلم بن محمد بن شجاع، يُكنى بأبو كامل، اشتهر في زمانه باسم” أبو كامل الحاسب”، كان عالماً رياضياً وفلكيّاً وحاسباً عربياً مصرياً مُسلماً، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته العلمية والثقافية.
ولد أبو كامل الحاسب في مدينة مصر التي كان قد مكث فيها مُعظم حياته، كما أنّ أولى دراساته كان قد مارسها في مسقط رأسه، ذكرت بعض الروايات أنّه كان من مواليد حوالي عام” 850″ للهجرة، كما أنّ كل ما يحيط بحياته كان غامضاً حيث أنّه لم يتم ذكر الكثير عن سيرة حياته، ولكن عُرف عنه أنّه كان ينتمي لواحدة من الأسر المعروفة والتي اشتهرت بعلمها ودراساتها، إلى جانب أنّ أفرادها كانوا دائمي العمل والتعلّم؛ الأمر الذي جعل من أبو كامل الحاسب شخصيةً عملية إلى جانب أنّها علمية.
ركّز أبو كامل الحاسب في دراساته وأبحاثه بشكلٍ خاص على علوم الرياضيات ومجالاته، كما أنّه كان قد حصل على معلوماتٍ جمة فيما يتعلّق بعلم الحساب والعدد، هذا وقد عُرف عنه أنّه كان يعتمد على مبدأ التجرة والتطبيق قبل أن يُقدّم أية معلومة أو فكرة؛ وذلك نظراً لإيمانه أنّه يجب على صاحب العلم أن يُقدّم كل ما هو صحيح ودقيق لبناء جيلٍ خالي من الأخطاء.
إضافةً إلى ذلك فلم تقتصر اهتمامات وميولات أبو كامل الحاسب على علوم الرياضيات فقط، بل كانت له العديد من الاهتمامات في شتى العلوم الأخرى كالأدب والشعر والفلسفة إلى جانب اهتمامه في علوم الفلك والرصد والتنجيم؛ الأمر الذي جعله يُحقق شهرةً كبيرة في زمانه وحتى بعد وفاته.
عُرف عن أبو كامل الحاسب أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في العديد من الدول الغربية، إلى جانب أنّه تمكّن من تقديم جميع أبحاثه ودراساته في كل مكان كان يزوره؛ الأمر الذي جعله يحظى باهتمام العديد ممن عاصره من علماء وحكماء وأساتذة.
هذا وقد ذكرت العديد من الروايات والكتب أنّ السبب الرئيسي وراء كثرة سفر أبو كامل الحاسب وتنقلاته هو أنّه لم يكتفي بالعلوم والمعرفة التي أخذها عن من عاصره من علماء وأساتذة، فقرر الانتقال إلى عدد من الدول المجاورة والتي بدأ يتعلّم فيها كل الأمور والمفاهيم التي تتعلّق بعلوم الرياضيات ومجالاته، حتى تمكّن في النهاية من الحصول على كماً علمياً واسعاً مكّنه من العودة إلى دياره لاثبات مهاراته وجداراته.
اشتهر أبو كامل الحاسب بذكائه وفطنته وحنكته، إلى جانب أنّه كان صاحب رأي سديد وصائب، هذا وقد كان يمتلك ذاكرة قوية ساعدته في حفظ وفهم كل ما يدور حوله؛ كما أنّه اشتهر في زمانه بنباهته وشخصيته القوية التي جعلت العديد ممن عاصروه يُقلدونه ويأخذون عنه.
كان أبو كامل الحاسب واحداً من أهم وأكبر العلماء في ذلك الزمان، حيث قدّم العديد من الإنجازات والاكتشافات التي زادت من علومه ومعرفته إلى جانب دورها الكبير والواضح في تقدّمه وزيادة مكانته ودرجته، هذا وقد كانت بعض من هذه الإنجازات بمثابة موسوعةٍ علمية يرجع إليها كل من يبحث عن العلم.
تولّى أبو كامل الحاسب العديد من المهام والمناصب التي جعلت منه شخصيةً أكثر شهرة وتطور، كما أنّ مكانته وقيمته زادت في نفوس العديد من الممالك والحكّام والسلاطين، حيث بذل العديد من الجهود والتضحيات ليتمكّن من تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام، فقد كان أستاذاً وكاتباً مشهوراً في ذلك الزمان.
عُرف عن أبو كامل أنّه كان يُقدم العديد من المُحاضرات والندوات في شتى الدول والمدن التي يزورها والتي كان يحضرها العديد من كبار الشيوخ والأساتذة والعلماء، حيث كان يتناول في تلك المُحاضرات الحديث عن أهم العلوم والمعارف التي اكتسبها، كما أنّه كان يتطرق في أغلب الأحيان إلى الحديث حول أهم الأسس والمبادئ التي يجب أن يتمتع بها صاحب العلم؛ وذلك لما له من أثر واضح على من يتبعه ويأخذ عنه.
حظي أبو كامل الحاسب بمكانةٍ كبيرة في نفوس من عاصره من علماء، كما أنّه كان له دور كبير في تلمُّذ العديد منهم، هذا وقد تم ذكره في بعضٍ من كُتبهم ومؤلفاتهم، فقد ذكره القفطي في كتابه أخبار العلماء باخبار الحكماء أنّه قال:” لقد كان أبو كامل الحاسب عالم زمانه، فاضل وقته، كما أنّه كان حاسب زمانه وأوانه، تلّمذ على يده العديد من الطلبة والتلاميذ”.
أشهر مؤلفات أبو كامل الحاسب:
- ” كتاب الجمع والتفريق “.
- ” كتاب الخطأين “.
- ” كتاب كمال الجبر وتمامه والزيادة في أصوله “.
- ” كتاب الوصايا بالجبر والمقابلة “.