أبو يوسف الكندي

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالكندي:

هو يعقوب بن إسحاق الكندي، يُكنى بأبو موسى، يُعدّ علامةً تاريخيّةً مُميزة، كان أبو موسى عربيّاً مُسلماً، اشتهر في علمه الواسع، بَرِعَ في العديد من المجالات والعلوم كالفلك والفلسفة والرياضيات كما أنّه اشتهر في الموسيقى وعلم النفس والطب، لُقّب أبو يوسف الكندي” بفيلسوف العرب”.

وُلد الكندي في عام”185″هجري في بيت إحدى شيوخ قبيلة كندة في بلدة الكوفة، وهناك تلقى الكندي علومه ومفاهيمه الأساسيّة، كما أنّه تميّز بابداعه وجدارته إلى جانب نشاطه وعمله المُستمر؛ الأمر الذي جعله يشتهر بشكلٍ سريع ومُستمر.

اشتهر الكندي بكثرة تنقّله وترحاله، ممّا جعله يلتقي بالعديد من العلماء الذين أخذ عنهم وأخذو منه، كما أنّه كان أول علماء المسلمين الفلاسفة المتجولين؛ الأمر الذي جعله يكتسب العديد من المعارف والعلوم، هذا وقد عمل الكندي جاهداً على تعليم العرب والمسلمين العديد من اللغات إلى جانب حرصه على تعليمهم مجموعة من فلسفات الأمم المختلفة كالفلسفة اليونانية والهلنسيتية.

يُعتبر الكندي واحداً من العباقرة الأذكياء الموزعين في العالم والذي لم يتجاوز عددهم إثني عشر عبقريّاً، حيث ذُكر أنهم أهل الطراز الأول في الذكاء، إلى جانب ذلك فقد اشتهر الكندي بشكلٍ كبير في مجال الترجمة حيث أبدع بشكلٍ واسع في ترجمة العديد من المؤلفات والكتابات؛ نظراً لأنّه كان مُلمّاً باللغة السريانيّة واليونانيّة وغيرها العديد من اللغات.

كان الكندي كثير السفر، ففي بداية حياته استقر في البصرة ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة بغداد التي بدأ فيها دراسته وأبحاثه وتجاربه، حتى استطاع أن يُحقق شهرةً ونجاحاً واسعاً؛ الأمر الذي جعله يتولّى عدداً من المناصب والمهام، فقد قام المأمون بتوليه مهنة الإشراف في بيت الحكمة على عمليّة الترجمة العلميّة من مُختلف اللغات إلى اللغة العربية.

تأثّر الكندي في بداية حياته بشكلٍ كبير في العلوم القديمة، حيث كان ذلك التأثير واضح جليّاً في فكره وعمله واعتقاده؛ الأمر الذي أدى به إلى العمل على كتابة مجموعة من الكتب والمؤلفات خاصة كتابة أطروحات أصليّة تحدّث فيها بشكلٍ خاص عن مجموعة من العلوم كالرياضيات والصيدلة إلى جانب تطرُّقه إلى موضوع الأخلاقيات.

على الرغم من اهتمام الكندي في العديد من العلوم والمعارف، إلّا أنّه توسّع بشكلٍ كبير في في مجال الطب، فأخذ يجوب البلاد حتى يحصل على أكبر قدر من المعلومات والمعارف الخاصة بهذا العلم، كما أنّه تمكّن من دراسة العديد من الأدوية وكيفية استخدامها والعلاج بها، حيث كان الكندي واحداً من العلماء الذين استخدمو الأعشاب في صناعة أنواع مُعينة من الأدويّة.

علاقة الكندي مع الخلفاء العباسيين:

كان الكندي قريباً من الخلفاء العباسيين حيث حظي بمكانةٍ مُتميّزة في جوارهم خاصةً الخليفة المُعتصم الذي أعُجب بعلمه وذكاءه؛ الأمر الذي جعله يطلب من الكندي أن يكون المُربّي الخاص لابنه، حيث استمرت تلك العلاقة بين الخلفاء والكندي إلى أن جاء الخليفة أبو الفضل جعفر المتوكل الذي اشتهر بتسلّطه وتشدده في الدين، كما أنّه كان قاسيّاً مع الكندي، ممّا دفعه إلى الإبتعاد عن الخلفاء وعزلهم.

اشتهر الكندي بخطِّه المُتميز والجميل، حيث كان يعمل خطّاطاً لدى الخليفة المُتوكل، وفي بداية عمل الكندي مع المتوكل كانت العلاقة تسير بشكلٍ جيد، إلى أن بدأ الوشاة والحاسدين بتشويه صورة وسمعة الكندي أمام المتوكل، حتى نحجوا في ذلك، فقد بدأ الكندي يتعرّض للضرب والإهانة على يد الخليفة المُتوكل، واستمرت تلك المُعاناة حتى أخر أيام ذلك الخليفة.


شارك المقالة: