أثير الدين الأبهري

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن الأبهري:

هو أثير الدين المُفضل بن عمر بن المفضل الأبهري السمرقندي، كان إماماً وشيخاً وعالماً، كما أنه كان حكيماً وفيلسوفاً معروفاً، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دور كبير وواضح في نمو وازدهار الدولة الإسلامية، سُميّ بالأبهري نسبةً إلى أبهر التي كانت مدينةً فارسية قديمة واقعة بين كل من قزوين وزنجان.

اشتهر الأبهري في زمانه وحتى بعد وفاته، فإلى جانب أنّه كان فيلسوفاً ومؤرخاً تاريخياً استطاع أن يُحقق نجاحاً كبيراً في علم الفلك والرياضيات والمنطق؛ الأمر الذي جعله واحداً من أهم العلماء الذين بزغوا في زمانه وحتى بعد وفاته.

عاش الأبهري مُعظم حياته في الموصل، ثم انتقل بعد ذلك إلى أربيل؛ بهدف حصوله على العلم والمعرفة، وحتى يتمكّن من إتمام أبحاثه وتجاربه، كما عُرّف عنه أنّه كان كثير السفر والترحال، أخذ علمه عن العديد من العلماء والأدباء والمؤرخين.

يُعدّ الأبهري واحداً من أهم تلامذة العالِم الكبير كمال الدين موسى بن يونس بن محمد، والذي قال عنه في بعض رواياته:” ليس بين العلماء من يُماثل كمال الدين في علمه ومعرفته”، كما تولّى الأبهري الكثير من المناصب والمـهام التي جعـلت مِنه مكانة قيّمة في ذلك الزَمان.

كان الأبهري ذو شخصيةً محبوبةً اجتماعيةً، كما أنّه كان مُحباً للفضلاء مُقرباً لهم، حظى بالعديد من المُكافآت والتقديرات التي جعلته يُواصل عمله وبحثه باستمرار، إلى جانب أنّه حصل على العديد من الهدايا تقديراً له على ما بذله في سبيل إيصال العلم والمعرفة إلى كل من يحتاجها.

إنجازات الأبهري:

حقق الأبهري العديد من النجاحات في مُختلف العلوم، كما أنّه كان مُتمكّناً من علم المنطق والفلسفة، إلى جانب اهتمامه بالأزياج الفلكية والحركات الفلكيّة، حيث استطاع أن يربط بين كل من تلك الاهتمامات مع علم الرياضيات، هذا وقد كانت له اهتمامات خاصة في آلات الرصد الفلكية كالإسطرلاب الذي كتب عنه رسالة خاصة بيّن فيها كل الأمور التي تتعلّق به من ناحية النوع والهدف وطريقة عمله.

إلى جانب ذلك فقد كانت له العديد من المقالات التي تناولت مواضيع وعلوم مُختلفة، حيث كانت له مقالةً خاصة بعلم الهندسة التي وضّح فيها الأدلة والبراهين التي تُعبّر عن صحة حل ومعلومات كمال الدين الخاصة بكيفية إنشاء مربع مُكافئ لقطع دائرة، كما أنّه كانت له مقالةً علميّة موجودة حالياً في إحدى المكتبات المعروفة والتي كانت تُشير إلى أنّ الأبهري حاول جاهداً إثبات نظرية التوازي التي اكتشفها العالِم إقليدس.

أساتذة وتلاميذ الأبهري:

اشتهر الأبهري في زمانه وحتى بعد وفاته بشكلٍ كبير جداً، حيث كان العديد من العلماء والمؤرخين والأدباء وغيرهم الكثير يأخذون عنه ويتعلمون منه، إلى جانب أنّه كان يلجأ لبعض من علماء ومُفكرين زمانه في بعض أبحاثه ومعارفه، ومن أشهر الأساتذة الذين كان الأبهري يلجأ إليهم هو الشيخ الإمام قطب الدين إبراهيم المصري، والإمام الفتح كمال الدين موسى بن أبي الفضل.

أمّا أشهر التلامذة الذين تعلّموا على يد الأبهري وأخذو منه العديد من علومهم ومعارفهم، كما أنّه كان له دور كبير وواضح في نجاح مُعظم أبحاثهم وأعمالهم، فهم: الشيخ الإمام العالِم الأصولي شمس الدين أبو عبد الله الأصفهاني، وزكريا بن مُحمد بن محمود القزويني المُكنى بأبو عبد الله، إضافةً إلى قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن مُحمد بن إبراهيم الشافعي.

أشهر مؤلفات الأبهري:

تمكّن الأبهري كغيره من العلماء من تحقيق عدداً من الإنجازات التي أحدثت نقلةً نوعيةً في حياته وبعد وفاته، كما أنّه قام بتأليف عدداً من الكتب التي لا يزال جزءاً منها قائماً حتى يومنا هذا، ومن أشهر تلك المؤلفات:

  • كتاب هداية الحكمة في الطبيعة والحكمة والمنطق: حقق هذا الكتاب شهرةً واسعة، حيث كان واحداً من أهم الكتب التي قام الأبهري في كتابتها، ذكر فيه كل ما يتعلّق بحركة الكواكب والنجوم والطبيعة والأفلاك، كما أنّه كان يتحدّث بشكلٍ خاص عن علم الفلك؛ الأمر الذي جعله المصدر الرئيسي في دراسة وتحديد تاريخ الفلك.
  • كتاب تنزيل الأفكار في تعديل الأسرار في المنطق: كان الهدف من كتابة الأبهري لهذا الكتاب هو تحرير جميع الأفكار والمبادئ التي استقر عيلها في رأيه، كما أنّه ذكر أهم القوانين المنطقية والحكمية التي لجأ إليها في إتمام أبحاثه ودراساته.
  • كتاب متن إيساغوجي في المنطق: يعود السبب وراء تسميته بهذا الإسم إلى الكلمة اليونانية والتي كانت تعني الكليات الخمس، عمل العديد من العلماء على ترجمته إلى اللغة العربية، حيث كان أبو عثمان الدمشقي أول من قام بترجمته وصياغته.
  • إضافةً إلى ذلك فقد كان للأبهري عدداً من الكتب التي لم يرد عنها أي ذكر أو توضيح، ومن هذه الكتب: كتاب تهذيب النكت، وكتاب درايات الأفلاك، كتاب الزيج الشامل، وكتاب المجسطي في الهيئة.

  • اهتم الأبهري في علم الفلك بشكل كبير، حيث قام بتأليف كتاباً خاصاً لهذا العلم، والذي ذكر فيه كل ما يتعلق بالحركات الفلكية وكيفية حسابها واستنتاجها، إضافةً إلى كتاب الإدراك في دراية الأفلاك، كما أنّه كتب رسالة خاصة سماها الإسطرلاب.
  • كتابالإحتساب في علم الحساب.
  • كتاب الكشف عن الحقائق في تحرير الدقائق في المنطق.

شارك المقالة: