ما لا تعرفه عن الفرغاني:
هو أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني، يُكنّى بأبو العباس، كان عالماً رياضياتياً وفلكياً مُسلماً، ذكرت بعض المصادر أنّه كان من أصلٍ عربي، في حين ذكرت أخرى أنّه فارسي، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في حوالي عام”247″ للهجرة والموافق” 861″ للميلاد.
كان الفرغاني من مواليد مدينة فرغانة في أوزباكستان التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث يُقال أنّه ولد في القرن التاسع للميلاد في أيام الخليفة العباسي المأمون، ولم يتم ذكر تاريخ ميلاده بدقةٍ حيث يُقال أنّه ولد في حوالي عام”798″ للميلاد.
إلى جانب ذلك فقد كان للفرغاني العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع، هذا وقد كان يُعرف عند الأوروبيين باسم” Alfraganus”.
يُعدّ الفرغاني واحداً من أهم العلماء الذين برعوا في العديد من العلوم خاصةً في مجال الفلك والرياضيات، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في تلك المجالات، كما أنّه اختص بشكلٍ واضح في علم الحساب والعدد والهندسة، إلى جانب ميولاته ةاهتمامته المُختلفة.
كان الفرغاني من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة بغداد بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، ففي بداية حياته انتقل إلى مدينة بغداد العراق وهناك تمكّن من جمع الكثير من العلوم التي كان لها دوراً كبيراً في إبراز شخصيته وازدهارها، إلى جانب ذلك فقد كان الفرغاني يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه.
تولّى الفرغاني العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأعمال التي تولّاها أنّه عمل في بيت الحكمة في بغداد، كما أنّه ساهم في عملية قياس طول خط الزوال الكائن في إحدى مُدن مدينة العراق.
التقى الفرغاني بعدد كبير من العلماء والباحثين والفلكيين، كما أنّه تلّمذ على يد أشهرهم، حيث أخذ علومه ومعرفته فيما يتعلق بمجال الرياضيات وعلومه عن الخوارزمي الذي كان قد عاصره وتعلّم معه.
كان الفرغاني يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعله يحظى بمكانةٍ وقيمةٍ عظيمة في نفوس كل من كان يحضره.
إسهامات الفرغاني:
تمكّن الفرغاني من تقديم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه وازدهاره، إضافةً إلى دورها في رقي ونهوض دولة الفرغاني، ومن أهم تلك الإنجازات:
- تمكّن الفرغاني بُمساعدة مجموعة من العلماء وتحت إشراف الخليفة العباسي المأمون من حساب قطر الأرض وذلك بعد أن تمكّن من حساب طول خط الزوال.
- ساهم الفرغاني بشكلٍ كبير وواضح في بناء مقياس النيل في مدينة القاهرة حيث أبدى جهوداً كثيرة في سبيل نجاح هذا العمل.
- تمكّن الفرغاني من صناعة أدواتٍ فلكية كثيرة أهمها الإسطرلاب الفلكي.
- قدّم الفرغاني وصفاً دقيقاً وشاملاً لكتاب بطليموس” المجسطي ” وذلك من خلال اعتماده بشكلٍ كبير على أهم النتائج والقيم التي كان قد توصّل إليها من سبقه من علماء وفلكيين.
- تمكّن الفرغاني من تقدير أقطار الكواكب السيارة.
أشهر مؤلفات الفرغاني:
- كتاب” جامع علم النجوم والحركات السماوية “: يُعدّ هذا الكتاب من أهم وأشهر الكتب التي قدّمها الفرغاني، كما أنّه حظي باهتماماتٍ عديدة، فقد تمت ترجمته إلى عدد من اللغات أهمها اللاتينية ومن ثم تُرجم إلى العبرية، إضافةً إلى ذلك فقد كان لهذا الكتاب تأثيراً كبيراً وواضحاً على علم الفلك.
- كتاب” حساب الأقاليم السبعة “.
- كتاب” في أصول علم النجوم “.
- كتاب” الكامل في صناعة الإسطرلاب الشمالي والجنوبي بالهندسة والحساب “.
- كتاب” بناء الساعات الشمسية “.
- كتاب” العمل بالإسطرلاب “.
- كتاب” في أصول علم النجوم “.