إن الأمل الوحيد لكوكبنا في البقاء مرهون باستخدام الموارد المتجددة، وهذه المهمة تجتذب الكثير من الاهتمام في معظم دول العالم، حيث تتكون الطاقة المتجددة من أشكال مختلفة من المصادر بما في ذلك: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والوقود الحيوي والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه المصادر نظيفة للطاقة وتنبع من مصادر طبيعية وتزداد شعبيتها بشكل مطرد مع مرور الوقت، ومع ذلك لا يدرك الكثير من الناس تماماً الفوائد المذهلة للطاقة المتجددة، لذا فإن الغرض من هذا المقال هو تسليط المزيد من الضوء على بعض الحقائق حول الطاقة المتجددة مع بعض الإحصائيات والنقاط البارزة.
ما هي أشهر الحقائق عن الطاقة المتجددة؟
- مصادر الطاقة المتجددة تخلق وظائف أكثر من الوقود الأحفوري: غالباً ما يطرح السياسيون حجة أننا بحاجة إلى حماية الوظائف في صناعة الوقود الأحفوري ضد تبني المزيد من موارد الطاقة المتجددة، ومع ذلك فإن الحقيقة هي أن الطاقة المتجددة تخلق حوالي ثلاثة أضعاف فرص العمل مقارنة بالوقود الأحفوري.
- تساعد الطاقة المتجددة الناس في جميع أنحاء العالم في الحصول على الكهرباء: إن أكثر من مليار شخص حول العالم لا يستطيعون الحصلون على الكهرباء، والطاقة المتجددة هنا ساعدت على توفير الكهرباء لهذه الناس، حيث أنها تكون أرخص من تمديد الشبكة الكهربائية إلى المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وهي أيضاً أقل تكلفة من أنظمة الديزل والكيروسين، مما يجعلها مثالية للمجتمعات الأصغر والأكثر فقراً.
- جميع أشكال الطاقة المتجددة تتجددبشكل مستمر: إن الأشكال الرئيسية للطاقة المتجددة هي: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والوقود الحيوي والطاقة الحرارية الأرضية، ويتم تجديد جميع هذه المصادر باستمرار لأن هذه المصادر طبيعية المصدر.
- تعمل الطاقة المتجددة على تحسين استقرار وموثوقية شبكة الطاقة: يُقترح أن الطاقة المتجددة بنسبة 100٪ لن تكون موثوقة أو مستقرة، ومع ذلك من غير المرجح أن تفشل أنواع مختلفة من حلول الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسبب سوء الأحوال الجوية؛ نظرًا لأنها منتشرة على مساحة أكبر وتتكون من وحدات متعددة من المعدات.
- استثمارات الطاقة المتجددة: إن استثمارات الطاقة المتجددة فعالة من حيث التكلفة، حيث أصدرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة موجزاً سياسياً جديداً يوضح أن الطاقة المتجددة أصبحت الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتوليد الكهرباء لمئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين ليسوا على الشبكة.
- الطاقة المتجددة لا ينبعث منها أي غازات: في أي نقاش حول تغير المناخ تتصدر الطاقة المتجددة عادةً قائمة التغييرات التي يمكن للعالم تنفيذها لدرء أسوأ آثار ارتفاع درجات الحرارة؛ وذلك لأن مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا تنبعث منها ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى التي قد تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
- إن موثوقية الطاقة المتجددة تفوق موثوقية شبكة الكهرباء: من الشائع على نطاق واسع أن الشبكة الكهربائية للدول تتقلب بشكل مستمر، مما يجعلها ليست نظاماً مثالياً بنسبة 100٪، ونظرًا لأن الطاقة المتجددة تستخدم نظاماً متعدد المصادر لتوليد الطاقة فيمكننا الاعتماد عليها خاصةً بالمقارنة مع معايير شبكة الطاقة.
- تخزين الطاقة الشمسية: بشكل عام إن القلق المتكرر بشأن الطاقة الشمسية هو أنها توفر الطاقة فقط عندما تكون الشمس مشرقة، ولكن فإن التطورات الجديدة تعني أنه يمكن الآن تخزين الطاقة من أشعة الشمس في ملح خاص واستخدامها في الليل، حيث تمتص محطة توليد الكهرباء في معظم دول العالم أشعة الشمس خلال النهار وتضخ سبع ساعات من الطاقة في الليل إلى المناطق المحيطة.
وعلى الرغم من جهودنا الحالية في استخدام المصادر المتجددة إلا أننا لم نصل إلى هناك بعد، حيث يعتقد العلماء أنه إذا تم إغلاق الطاقة المتجددة لدينا فإن كل ضوء الشمس الذي يسقط على الكوكب في ساعة واحدة فقط يمكن أن يغذي متطلبات الطاقة في العالم لمدة عام كامل.
الطاقة المتجددة ليست تكنولوجيا جديدة: على الرغم من وجود الكثير من التكنولوجيا المحيطة بالطاقة المتجددة إلا أنها ليست اختراعاً جديداً، ففي عام 200 قبل الميلاد على سبيل المثال كان بعض الناس في الصين يستخدمون طواحين الهواء لضخ المياه وطحن الحبوب، كما كان الرومان أول من استخدم الطاقة الحرارية الأرضية لتدفئة منازلهم.
ونظرًا للتوسع المستمر في عالم التكنولوجيا ومع تسليط الأضواء على الإنترنت هناك حاجة إلى المزيد من الطاقة لتشغيل مراكز البيانات لتغذية عادتنا على الإنترنت، حيث تساعد شركات مثل: Google وFacebook على تلبية هذا الطلب من خلال تمويل وتطوير مزارع الطاقة الشمسية الضخمة التي تنتج ملايين الكيلوات النظيفة كل عام. - مستقبل الطاقة المتجددة: وفقًا للصندوق العالمي للطبيعة فإنه يمكن للعالم بأسره الحصول على كل الطاقة التي يحتاجها من الموارد المتجددة بحلول عام 2050، وإنهاء اعتمادنا على الوقود الأحفوري والموارد الأخرى المستنفدة، ولكن فقط إذا تم اتخاذ القرارات السياسية والمالية والمجتمعية الصحيحة وبسرعة.