ما لا تعرفه عن أليساندرو فولتا:
هو أليساندرو جيسبي أنطونيو أنستازيو فولتا؛ كان عالماً وفيزيائياً ورياضياتياً إيطالي، قدّم العديد من الإسهامات والابتكارات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه واشتهاره، إلى جانب دورها في تطوّر شتى العلوم والمعارف، هذا وقد ساهم في إحداث نقلةً علمية ضخمة ساهمت بشكلٍ كبير في تقدّم حياة البشرية بأكملها، حيث يُعتبر أول من قام في حوالي عام “1799” للميلاد بالعديد من التجارب التي توصل من خلالها إلى اختراع البطاريات الكهربائية والتي كانت تُعرف في ذلك الزمان باسم العمود الفلطائي.
تمكّن فولتا من خلال اختراعه لتلك البطاريات من Yثبات أنه ومن الممكن للكهرباء أن تتولد بالشكل الكيميائي، حيث تمكّن من خلال استنتاجه ذلك من نفي المقولة السائدة حول أنّه من الصعب أن يتم توليد الكهرباء بطريقةٍ غير استخدام الكائنات الحية، هذا وقد شكّل هذا الاختراع الذي قدّمه فولتا ضجةً علمية واسعة أدت إلى لجوء العديد من العلماء إلى القيام بمثل تلك التجارب حتى يتمكّنوا من التطوّر والتقدّم في مجال الكيمياء الكهربائية.
ولد العالم ألساندرو فولتا في الثامن عشر من شهر فبراير لعام “1745” للميلاد، حيث أنّه كان من مواليد مدينة كوما الكائنة في إيطاليا والتي مكث فيها مُعظم حياته، كما أنّ أولى أبحاثه ودراساته كانت في مسقط رأسه، إلى جانب ذلك فقد كان ألساندرو فولتا ابناً لواحدة من الأسر الغنية والمعروفة بعلمها وثقافتها؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً علمية في سنٍ مبكر.
حظي ألساندرو فولتا باهتمام العديد ممن حوله من علماءٍ ومخترعين ومبتكرين حيث يُعتبر العالم نابليون بونابرت واحداً من أولئك العلماء الذين أبدوا إعجابهم بمبتكرات فولتا واختراعاته، إلى جانب رغبة العديد من الدول من احتضانه والعناية بهم؛ وذلك نظراً لبراعته وانجازاته التي ساهمت بشكلٍ كبير في تقدّم وازدهار مدينته، حيث ظهر اهتمام الدول المجاورة بفولتا واضحاً من خلال حصوله على دعوةٍ خاصة من المعهد الفرنسي الكائن في فرنسا؛ وذلك لقيامه بعرض وإثبات اختراعاته التي توصل إليها أمام أهم أعضاء ذلك المعهد.
تولى فولتا العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه ورقيه وتطوّر علومه وثقافته، كما أنّها كانت السبب وراء اهتمام العديد من الحكّام والسلاطين والأمراء بموهبة وفكر فولتا، حيث حظي بعنايةٍ خاصة من الإمبراطور الإيطالي طوال فترة حياته مكّنته من إنجاز العديد من الاختراعات والابتكارات.
إلى جانب ذلك فقد تولى فولتا منصب رئاسة قسم الفيزياء التجريبية في إحدى الجامعات الإيطالية المعروفة، حيث بقي في ذلك المنصب قرابة أربعين عاماً؛ الأمر الذي جعله يشتهر بشكلٍ كبير كما أنّه كان يحظى بشعبيةٍ ضخمة وواسعة بين طلابه لما تمتع به من براءةٍ وذكاءٍ وحنكةٍ.
عُرف عن ألساندرو فولتا أنّه كان شخصيةً مُنفردة أكثر ما تميل إلى العزلة والإنفراد، كما أنّه كان يُحاول جاهداً الابتعاد عن أضواء الشهرة والعالمية، فعلى الرغم من نجاحاته المهنية الواسعة إلّا أنه كان يُفضل العيش في بيته مُنعزلاً مع أسرته بعيداً عن أجواء الحياة العامة، كما أنّه كان يرغب دوماً بقضاء أكبر وقتٍ ممكن مع أسرته.
هذا وقد نال ألساندرو فولتا العديد من الجوائز والتكريمات التي قُدّمت له كتكريماً وتقديراً على إنجازاته وابتكاراته التي قدّمها، حيث تم منح لقب فولت على وحدة الجهد الكهربائي في نظام الوحدات الدولي وذلك تكريماً وتقديراً على جهوده التي بذلها في سبيل تطور شتى العلوم والمعارف.
أشهر إنجازات ألساندرو فولتا:
تمكّن فولتا من تقديم العديد من الابتكارت والإنجازات الرائدة في شتى العلوم والمعارف، هذا وقد ترّكزت ابتكاراته وإسهاماته بشكلٍ خاص على علوم الفيزياء بالتحديد، ومن أهم تلك الإنجازات:
- نجح فولتا في ابتكار جهاز خاص يعمل على توليد الكهرباء السكونية، حيث يُعدّ هذا الجهاز واحداً من أهم وأعظم الأجهزة التي ساهمت في ترقية وشهرة فولتا بشكلٍ كبير.
- اهتم فولتا بدراسة علوم الكيمياء وكل ما يتعلق بها خاصةً الغازات، حيث قام بإجراء العديد من التجارب والأبحاث حول ذلك الموضوع حتى تمكّن في النهاية من اكتشاف غاز الميثان وذلك بعد قيامه بتجربة جمع بعض أنواع الغازات في مُستنقعاتٍ مُحددة.
- لجأ فولتا إلى طريقة الصعق الكهربائي في داخل إناءٍ مُحكم الإغلاق لمُساعدته على إشعال غاز الميثان حتى نجح في ذلك.
- تمكّن فولتا من دراسة وتحديد العلاقة الني تربط بين الجهد الكهربائي والشحنة والتي توصل من خلال دراساته أنّ قيّم كل منهما تتناسب تناسباً مباشراً مع بعضهما البعض.
- وضع فولتا قانوناً خاصاً بتكثيف الشحنات، كما أنّه وبعد قيامه بمجموعة من التجارب تمكّن من ايجاد شحنة خاصة بمقياس الجهد أطلق عليها اسم الفولت.
- تمكّن فولتا من اختراع أول بطاريةٍ كهربائية حيث تتكون تلك البطارية بشكلٍ رئيسي من قطبين رئيسيين إحداهما هو الزنك والآخر هو النحاس.
وفاة ألساندرو فولتا:
أُصيب فولت بسلسلةٍ من الأمراض المُتسعصية والتي بدأت تزداد شيئاً فشيئاً حتى تدهورت صحته، حيث بقي في معاناته مع الأمراض حتى توفي في الخامس من شهر مارس لعام “1827” للميلاد وهو في الثانية والثمانين من عمره.