ما هو سبب تسمية الجيوسنكلينات؟
تم استعمال عبارة الجيوسنكلينال بعدة معاني مختلفة ولذلك فمن المهم معرفتها وفهمها، فالجيولوجيين استخدموا اسم جيوسنكلينال وأسموه لكل حوض ترسيبي متطاول، يحتوي على خصائص تلك المنخفضات التي تحولت خلال التاريخ الجيولوجي إلى سلاسل جبلية.
إن هذا التحديد الاختياري الغامض يتسبب بأن تكون هذه المنخفضات ذات أبعاد كبيرة مثل: تلك التي تتميز بها السلاسل الجبلية، وهكذا فإن أطوالها قد تقع بين عدة مئات إلى عدة الآلاف من الكيلو مترات، أما سماكة الرسوبيات فقد تقع بين 5 إلى 20 كيلومتر، السحنات البتروغرافية لهذه الرسوبيات وهي عادة مارنية أو سحنات قارية بعض الأحيان.
واعتماداً على الشكل والسحنات ونوع التطور الذي يتبعه الجيوسنكلينال فقد ظهرت تسميات عديدة معقدة، وذلك بإضافة الحروف في مقدمة لفظة الجيوسنكلينال مثل: اورثو ortho، بارا para، أو eu، اكسو exo، ولقد تبين أن معظم هذه التعابير لا تمثل مدلولاً محدداً، وأن أفضلها هو ميوجيوسنكلينال وأوجيوسنكلينال.
نطلق لفظة ميوجيوسنكلينال على المنخفضات المميزة، حيث تكون سحنات ضحلة قليلة العمق مثل الكلس، أما الأوجيوسنكلينال فإنها تتميز بسحنات أكثر عمقاً كالفليش والشيست أو مجموعات عميقة كالراديولاريت، وتكون متشاركة مع مجموعات ماغماتية تحت شكل أوفيوليت أو اندفاعي أساسي.
ما هي أهمية سحنات الرسوبيات الجيوسينكلياتية؟
يمكن أن نستنتج من التسميات المبينة أعلاه أن الميوجيوسنكلينال تتوافق مع قشرة قارية، في حين أن الأوجيوسنكلينال تتوافق نظراً لسحنتها العميقة ووجود كتل ماغماتية مع قشرة محيطية أو مع قشرة قارية، وما يجب ملاحظته أن هذا التمييز ليس واضحاً دوماً وإنما يكون واضحاً في بعض الحالات.
وفي أغلب الأحيان لا يمكن التمييز بين الميوجيوسنكلينال والأوجيوسنكلينال، حيث إنها تكون موضوعة بجانب بعضها البعض، أي أنها تكون متشاركة فيما بينها وبالتالي لا توجد أية قواعد تربط بينها، ومن الناحية البنوية فإن سحنة الترسبات الجيوسنكلينية تفيد دراستها لمعرفة الاعتبارات التالية:
- إن السحنة تحدد الأسلوب التكتوني للسلسة، فمثلاً مجموعة شيستية لا تتصرف أثناء الطي مثل مجموعة كلسية، وبذلك فإن الأسلوب التكتوني يتوقف على السحنة أو الليتولوجيا.
- السحنات تسمح بإعطاء فكرة عن شكل الجيوسنكلينال في وقت ما والتغيرات التي تعرض لها، وبالتالي يمكن تتبع تطور الجيوسنكلينال عبر التاريخ الجيولوجي.
- بما أن شكل السلسلة يتوقف على الشكل الهندسي للجيوسنكلينال الذي توضعت عليه، فيمكن بالاعتماد على دراسة السحنات أخذ فكرة عن النية العامة للسلسلة، وذلك فيما إذا نظرنا للأمور بمقياس كبير جداً أي بمقياس القشرة الأرضية.
