من هو ابن أبي أصيبعة؟
هو موفق الدين أبو العباس، أحمد بن سديد القاسم بن خليفة بن يونس الخرزي الأنصاري، ولد في أسرةٍ عملية جادة مُتعلمة، كانت الطب المهنة الأساسية لمعظم أفراد تلك الأسرة، كان يُكنى في بداية حياته بأبو العباس، ومن ثم قام جده وأطلق عليه اسم ابن أبي أصيبعة.
أبو العباس ابن أبي أصيبعة، كان طبيباً ومؤرخاً مُسلماً، حقق العديد من الإنجازات والإسهامات التي جعلت منه شخصيةً لها مكانةً وقيمةً عند من عاصروه وسبقوه من العلماء، كما أنّ صيته بقي حتى بعد وفاته، كان من مواليد دمشق، حيث مكث فيها مُعظم حياته.
اشتهر ابن أبي أصيبعة بكثرة سفره وتنقله، حيث انتقل من دمشق إلى مصر التي عمل فيها طبيباً لمدة سنة؛ الأمر الذي جعله يشتهر بشكلٍ كبير هناك، إلى جانب ذلك فقد كان له تأثّرات كبيرة على من يحيط به من علماء وأدباء ومُفكرين.
كان ابن أبي أصيبعة من العلماء الذين أتقنوا العديد من العلوم والمجالات، حيث اهتم بكل من الفلك والفلسفة والأدب إلى جانب اهتمامه الرئيسي في الطب،أخذ العديد من العلوم والمعارف عن علماء زمانه، انتقل في بداية حياته إلى القاهرة لتلقي علوم الطب، واستقر فيها إلى أن أتم مُعظم مسيرته التعليمية.
تولى ابن أبي أصيبعة العديد من المهام والمناصب التي جعلت منه شخصية لها كيان وقيمة في ذلك الزمان، حيث بذل قصارى جهده في خدمة الدولة، حتى أنّ شهرته وصلت إلى أسماع عز الدين؛ الأمر الذي جعله يُعجب بشخصيته وعمله فأرسل إليه طلباً بالقدوم إلى مدينة صرخد التي عجبه مناخها حتى مكث فيها بقيّة حياته.
دراسة ابن أبي أصيبعة:
مارس ابن أصيبعة العديد من العلوم والمجالات التي جعلته يشتهر في فترة زمنية قصيرة، اهتم بشكلٍ خاص في تعلُّم كل ما يتعلّق بعلوم الطب، اشتهر بذكاءه وفطنته وسرعة حفظه وفهمه، مارس العديد من التجارب والدراسات التي جعلته يُحقق العديد من الإنجازات والإسهامات.
اهتم ابن أبي أصيبعة في دراسة الطب، انتقل إلى القاهرة لإتمام أبحاثه ودراساته التي كانت مُعظمها قائمة على أساس التجربة والتدقيق، حقق العديد من الاكتشافات التي كانت وما زالت قائمة حتى يومنا هذا، كما تُعدّ دراسات ابن أبي أصيبعة مصدراً رئيسياً للعديد من العلماء الذين عاصروه وحتى من جاءوا بعده.
لجأ ابن أبي أصيبعة إلى البيمارستان النوري (وهو أول مستشفى في التاريخ الإسلامي) إلى التطبيق فيه، حيث عمل على تطبيق وتجربة جميع الدروس والأبحاث التي توصّل إليها، حتى تمكّن في النهاية من تحقيق كماً هائلاً من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهار وتطور الدولة العربية والإسلامية.
أخذ ابن أبي أصيبعة علومه عن عدد من العلماء والأطباء والفلاسفة الذين سبقوه، كابن النفيس وابن سينا والرازي، كما أنّه اشتهر بكثرة أبحاثه التي لجأ إليها العديد من الطلبة والعلماء وحتى الأطباء لإتمام أبحاثهم ودراساتهم وعلومهم.
بعد أن أتم ابن أبي أصيبعة مُعظم علومه ودراساته، انتقل مرة أخرى إلى القاهرة وهناك مارس فيها طب العيون، الذي استطاع أن يحقق فيه شهرةً عالميةً واسعة وصلت إلى العالم الغربي.
أشهر مؤلفات ابن أبي أصيبعة:
حقق ابن أبي أصيبعة العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً في تطور العديد من العلوم وازدهارها، وإلى جانب تلك الإسهامات، تمكّن من تأليف عدداً من الكتب التي لا يزال جزءاً منها قائماً حتى يومنا هذا، ومن أشهر تلك المؤلفات:
- كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء: حقق هذا الكتاب شهرةً كبيرة زادت من مكانة وقيمة ابن أبي أصيبعة في زمانه وحتى بعد وفاته، حيث تم كتابة هذا الكتاب وتقديمه إلى أمين الدولة وزير الملك الصالح، هذا وقد باشر ابن أبي أصيبعة في تأليف هذا الكتاب في حوالي عام”640″ للهجرة في مدينة دمشق وأنهاه قبل وفاته بسنة أي في عام”667″ للهجرة.
يُعدّ كتاب عيون الأنباء من أهم المصادر والمراجع التي تتعلّق في الحديث عن علوم الطب وتاريخه عند العرب، هذا وقد تم تقسيم هذا الكتاب إلى خمسة عشر باباً، كما أنّه تُرجم إلى حوالي أربعمئة لغة؛ حتى يتمكّن معظم أطباء وحكماء العالم الإستفادة منه، ومن أشهر اللغات التي تُرجم إليها: اللغة الفارسية والإغريقية واليونانية والرومانية والعربية وغيرها العديد، كما أنّه وصل إلى مُعظم دول وبلاد العالم. - كتاب حكايات الأطباء في علاجات الدواء: لم يتم ذكر أي معلومات تتعلق حول هذا الكتاب، ولكن يُقال كما ورد في بعض الروايات أنّه كان له دور كبير في ذلك الزمان، حيث ساعد العديد من الأطباء والعلماء في معرفة أهم الأدوية التي قد يتم استخدامها لعلاج بعض الأمراض.