ابن الشاطر

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن ابن الشاطر:

هو علاء الدين بن علي بن إبراهيم بن محمد بن المطعم الأنصاري، يُكنى بأبو الحسن، عُرف في زمانه باسم ابن الشاطر، من أهم علماء الرياضيات في العالم العربي العربي والإسلامي، كما أنّه كان فلكياً معروفاً ومشهوراً، قدّم العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب قيمتها الثقافية والفكرية التي جعلت منه واحداً من أهم وأشهر العلماء.

ولد ابن الشاطر في حوالي عام”704″ للهجرة والموافق” 1304″ للميلاد، حيث كان من مواليد مدينة دمشق التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ درساته الأولية التي كانت قد بدأها في سنٍ مُبكرة كانت في المكان الذي ولد فيه، هذا وقد نشأ ابن الشاطر في جوٍ أسري علمي مُهيئ بشكلٍ كامل للدراسة والأبحاث، حيث كانت أسرته تحرص دوماً على ضرورة اعتماد الفرد على نفسه؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً عملية قبل أن تكون علمية.

توفي والد ابن الشاطر وهو في السادسة من عمره؛ الأمر الذي جعله يعيش في منزل جده الذي كفله وتبناه طوال فرة حياته، وبعد وفاة جده انتقل إلى زوج خالته الذي أخذ عنه الكثير، كما أنّه تعلّم على يده كل ما يتعلق بتطعيم العاج؛ وهذا هو السبب وراء تسميته بالمُطعم.

عُرف عن أبو الحسن ابن الشاطر أنّه كان كثير السفر والتنقل خاصةً أنّه كان قد جمع ثروةً كبيرة مكّنته من الإنتقال والسفر بحريةٍ تامة دون أن يتعرض إلى أية عائقٍ مادي، حيث يُقال أنّه جاب مُعظم البلاد والدول العربية والأوروبية؛ وذلك رغبةً منه في الوصول إلى أعلى درجات العلم، كما أنّه كان يطمح إلى الحصول على شهرة تفوق الحدود والتوقعات، إلى جانب حُبه للإطلاع على مُعظم جامعات وكليات الدول التي يزورها لتطوير علمه وفكره وثقافته.

هذا وقد كانت أولى وجهات ابن الشاطر إلى مصر ومن ثم زار جميع مدن بلاد الشام، حتى تمكّن من الحصول على كماً علمياً واسعاً، ولكنّ وبالرغم من قيمة المعلومات والأفكار التي جمعها إلّا أنّه لم يكتفي بها لذلك قرر التوجه إلى زيادرة بعض من بلاد الدول الغربية، حتى أنّه استطاع تحقيق شهرةً كبيرة في الدول الأوروبية بشكلٍ خاص، وبعد أن حقق ما كان يريد الحصول عليه من علومٍ ومعرفة قرر العودة إلى مسقط رأسه في دمشق لإكمال ما كان قد بدأ به من اكتشافات.

اشتهر ابن الشاطر بذكائه وفطنته وحدته، كما أنّه كان يُعرف بصلابته وقوته وحبه للعلم والعمل وفعل الخير، كما أنّه كان واحداً من العلماء الذين استمروا في دراساتهم وأبحاثهم على الرغم من الظروف الزمانية والمكانية التي تعرض إليها، إضافةً إلى أنّه اشتهر بعلومه ومعرفته وشهاداته التي تجعل منه انساناً ذو قيمةً ومكانةً مرموقه في مجتمعه، حيث يُقال أنّ شهرته بلغت الحدود الأوروبية بشكلٍ كبير؛ الأمر الذي جعل ما توصل إليه من أبحاثٍ واكتشافات من أهم ما توصل إليه التاريخ في ذلك الزمان.

إنجازات وإسهامات ابن الشاطر:

استطاع ابن الشاطر أن يُحقق العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً في شهرته، إلى جانب أنّه كان قد تولى العديد من المناصب والمهام التي جعلت منه شخصيةً موثوق بها قادرة على تحمل المسؤولية، كما أنّ أعماله ودراساته لا تزال واحدة من أهم المراجع والمصادر الموجودة في عدد من المكتبات والكليات والجامعات الحالية، ومن أهم تلك الإسهامات:

  • تمكّن ابن الشاطر من تصحيح المزاول الشمسية التي تداولت لسنينٍ طويلة في العديد من البلاد والدول العربية.
  • درس ابن الشاطر كل ما يتعلّق بحركة الأجرام السماوية، كما أنّه نجح في إثبات زاوية انحراف دائرة البروج.
  • تمكّن ابن الشاطر من تصحيح نظرية العالم بطليموس والتي كانت تنص على أن الأرض هي مركز الكون، وأن الشمس هي التي تدور حولها.
  • بذل ابن الشاطر جهوداً كبيرة في علم الفلك، حيث تمكّن من انتاج نموذجاً خاصاً يتوافق مع الملاحظات التجريبية وعمليات الرصد الفلكي.
  • تمكّن ابن الشاطر من صناعة الإسطرلاب الذي نبغ فيه بشكلٍ كبير؛ الأمر الذي جعل من علومه وأبحاثه ثورةً علمية أدت إلى إحداث تغيّرات وتحولات كبيرة في علوم الفلك.
  • نجح ابن الشاطر من خلال دراساته المُتعلقة بعملية الرصد من الوصول إلى أنّ المسافة الواقعة بين كل من الشمس والقمر لم تتغير بشكلٍ جوهري.
  • نجح ابن الشاطر في ابتكار ساعاتٍ متساوية في الطول تعمل على حساب الوقت طوال العام، حيث اعتمد في ابتكاره هذا على أهم التطورات والتعديلات الحسابية والصناعية التي كان قد قام بها العديد ممن سبقه.
  • اخترع ابن الشاطر جهازاً خاصاً يعمل على حفظ وتحديد الوقت، وقد سُميّ هذا الجهاز باسم” صندوق الياقوت”؛ حيث كان الهدف الرئيسي لهذا الجهاز هو تحديد مواعيد الصلاة بشكلٍ دقيق.
  • تمكّن ابن الشاطر من الوصول إلى أهم الإبتكارات الفلكية، حيث تمكّن من وضع نموذجاً فلكياً خاصاً قادر على تحديد مسارات كل من كوكبي عطارد والقمر؛ الأمر الذي جعل من هذا الإبتكار بدايةً لإنطلاق ما يُعرف بالثورةً العلمية الأوروبية.
  • تمكّن ابن الشاطر بمساعدة العديد من العلماء الفلكيين المُسلمين من بناء مجموعة من المراصد الفلكية، كمرصد البتاني الكائن في مدينة دمشق، ومرصد الدينوري في مدينة أصبهان، إضافةً إلى كل من مرصد البيروني في حلب ومرصد أولغ بيك في سمرقند ومرصد ابن الشاطر نفسه في دمشق.
  • قام ابن الشاطر باكتشاف مجموعة من الأجهزة الفلكية التي اخترعها بنفسه، كما أنّه قدّم العديد من الأعمال في هذا العلم حيث وضع السجلات والجداول الفلكية التي تعمل على تحديد المواقيت.

أشهر أساتذة ابن الشاطر:

عُرف عن ابن الشاطر أنّه كان يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يحضرها العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي سمح له أن يتأر بهم بشكلٍ كبير كما أنّه كان قد أخذ عنهم الكثير من علومهم ومعارفهم، هذا وقد تلمّذ ابن الشاطر على يد مجموعة من العلماء والفلكيين والأساتذة الذين بزغوا في زمانه ومن أشهرهم:

  • تعلّم ابن الشاطر كل ما يتعلق بأمور الدين وعلم الحديث على يد الشيخ عبد الله بن سلمان النشاوري والذي كان قد التقى به عندما رحل إلى مكة في حوالي عام” 785″ للهجرة.
  • انتقل ابن الشاطر إلى مصر بعد أن غادر مكة، وهناك التقى بعدد من العلماء ممن برعوا في العديد من العلوم، أمثال العلامة الحافظ عبد الرحيم العراقي، وابن المُلقن والعز ابن جماعة وغيرهم الكثير.
  • التقى ابن الشاطر في مدينة فلسطين بعدد من العلماء والأساتذة والشيوخ، حيث سمع من محمد بن أحمد الخليلي، وشمس الدين القلقشندي، كما أنّه أخذ عن ابن حجر الكثير من العلوم.

أشهر مؤلفات ابن الشاطر:

  • كتاب” الزيج الجديد “.
  • كتاب” إيضاح المغيب في العمل بالربع المجيب “.
  • كتاب” مختصر العمل بالإسطرلاب “.
  • ” رسالة في الربع العلائي “.
  • كتاب” تعليق الإرصاد “.

شارك المقالة: