ما لا تعرفه عن ابن الصفار:
هو أحمد بن عبد الله بن عمر الغافقي، يُكنى بأبو القاسم، والمعروف في زمانه باسم” ابن الصفار”، من أهم علماء الرياضيات، عربياً إسلامي، قدّم العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب قيمتها الثقافية والفكرية التي جعلت منه واحداً من أهم وأشهر العلماء.
كان ابن الصفار من مواليد مدينة الأندلس التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ درساته الأولية التي كانت قد بدأها في سنٍ مُبكرة كانت في المكان الذي ولد فيه، هذا وقد نشأ أبو القاسم في جوٍ أسري علمي مُهيئ بشكلٍ كامل للدراسة والأبحاث، حيث كانت أسرته تحرص دوماً على ضرورة اعتماد الفرد على نفسه؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً عملية قبل أن تكون علمية.
عُرف عن أبو القاسم ابن الصفار أنّه كان كثير السفر والتنقل، حيث يُقال أنّه جاب مُعظم البلاد والدول العربية والأوروبية؛ وذلك رغبةً منه في الوصول إلى أعلى درجات العلم، كما أنّه كان يطمح إلى الحصول على شهرة تفوق الحدود والتوقعات، إلى جانب حُبه للإطلاع على مُعظم جامعات وكليات الدول التي يزورها لتطوير علمه وفكره وثقافته.
اشتهر ابن الصفار بذكائه وفطنته وحدته، كما أنّه كان يُعرف بصلابته وقوته وحبه للعلم والعمل وفعل الخير، هذا وقد كان ابن الصفار واحداً من العلماء الذين استمروا في دراساتهم وأبحاثهم على الرغم من الظروف الزمانية والمكانية التي تعرض إليها، حتى أنّه وعند اظطراب مدينة الأندلس في زمن الفتنة لم يتوقف عن ممارسة دراساته بل أنّه قرر الانتقال إلى واحدة من المدن المُجاورة لإستمرار ما كان قد بدأ به.
استطاع ابن الصفار أن يُحقق العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً في شهرته، إلى جانب أنّه كان قد تولى العديد من المناصب والمهام التي جعلت منه شخصيةً موثوق بها قادرة على تحمل المسؤولية، كما أنّ أعماله ودراساته لا تزال واحدة من أهم المراجع والمصادر الموجودة في عدد من المكتبات والكليات والجامعات الحالية.
اشتهر ابن الصفار بعلومه ومعرفته وشهاداته التي تجعل منه انساناً ذو قيمةً ومكانةً مرموقه في مجتمعه، حيث يُقال أنّ شهرته بلغت الحدود الأوروبية بشكلٍ كبير؛ الأمر الذي جعل ما توصل إليه من أبحاثٍ واكتشافات من أهم ما توصل إليه التاريخ في ذلك الزمان.
تولى ابن الصفار العديد من المهام والمناصب التي تمكّن من تحقيق نجاحاتٍ باهرة فيها؛ الأمر الذي جعله يحظى بمكانةٍ علمية قديرة، إلى جانب حصوله على عدد من الجوائز والتكريمات؛ تقديراً له على الجهود التي بذلها في سبيل النجاح في كل ما وُكل إليه.
التقى ابن الصفار في العديد من العلماء والشيوخ والأدباء الذين بزغوا في زمانه، حيث أخذ عنهم مُعظم علومهم ومعرفتهم، إلى جانب أنّه كان قد تلمّذ على يد أشهرهم، كما أنّه كان تلميذاً للعالم الكبير مُسلمة المجريطي الذي كان له الأثر الكبير في وصول ابن الصفار إلى ما توصل إليه، إضافةً إلى أنّه كان قد تلمذ على يده العديد من الطلبة والعلماء.
سيرة ابن الصفار:
كان ابن الصفار من العلماء الذين بدأؤ علومهم الأساسية في سنٍ مُبكرة، حيث كانت أولى اهتماماته ترتكز على علوم الرياضيات وكل ما يتعلق بها، إلى جانب أنّه كان يرتكز على مفاهيم وعلوم أقليدس التي تختص بعلم الهندسة وأصولها حتى يتمكّن من فهم كل الأمور التي تتعلق بذلك العلم.
حقق ابن الصفار نجاحاً باهراً وكبيراً في علوم الرياضيات والهندسة؛ الأمر الذي جعل مكانته العلمية تزداد بشكلٍ كبير إلى جانب قيمته ومكانته العظيمة التي جعلته يُسمى بالمهندس لما وصل إليه من علم ومعرفة، هذا وقد عمل ابن الصفار مُدرساً لفترة طويلة، حيث كان يتّبع في تدريسه طرقاً حديثة وغريبة ساعدته على تحقيق شهرةً عظيمة وواسعة.
وإلى جانب اهتمام ابن الصفار في علوم الرياضيات، كانت له اهتماماتٍ وميولاتٍ مُتعددة، حيث اهتم بعلم الفلسفة والهندسة، إلى جانب اهتمامه بعلوم الأدب والشعر، أمّا جُلّ اهتمامه فقد كان فيرتكز على علوم الفلك حتى تم اعتباره واحداً من أكبر علماء الفلك الذين ظهرو في ذلك الزمان وحققوا نجاحاتٍ كبيرة، هذا وقد ظهر اهتمامه بعلم الفلك من خلال رصده لحركات النجوم والأجرام السماوية.
مؤلفات ابن الصفار:
تمكّن ابن الصفار كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات التي ما زال بعضاً منها قائما حتى يومنا هذا، ومن أهم تلك الكتب كتاب “العمل بالإسطرلاب” الذي تميّز بحسن عباراته ومحتواه.