من هو ابن القس؟
هو مسعود البغدادي، والمشهور بابن القس، كان طبيباً وعالماً وفيلسوفاً عربياً مسلماً، إلى جانب أنّه كان مؤرخاً وأديباً بزغ في بداية عهد الدولة العباسية، التي حاول جاهداً على تقديم العديد من النجاحات والأبحاث في سبيل ازدهارها وتقدّمها، كان من مواليد مدينة بغداد، لم يتم ذكر الكثير عن سيرته وحياته، إلّا أنّه استطاع أن يُحقق شهرةً واسعة في عهده وحتى بعد وفاته.
اشتهر ابن القس في زمانه بشكلٍ كبير، حيث كان واحداً من أهم أطباء عصره وأشهرهم، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات في مجال الطب والأدوية، إلى جانب اهتماماته المُختلفة في العديد من العلوم، حيث كان يهتم بالأدب والفلسفة إلى جانب حبه الشديد للشعر وأدائه.
كان ابن القس يتميز بذكائه وفطنته وشدة حدته، كما أنّه كان من الأطباء الحاذقين النبلاء، استطاع أن يحتل مكانةً عظيمة في نفوس العديد من العلماء والأطباء، كما أنّه أخذ عن العديد من العلماء والشيوخ الذين سبقوه وعاصروه.
عُرف عن ابن القس أنّه كان كثير السفر والتنقّل، حيث يُقال أنّه جاب مُعظم بلاد ومناطق العالم وذلك بحثاً وطلباً للعلم، ورغبةً منه في تقديم ما هو أفضل في علوم الطب والأدوية، إلى جانب أنّه تولّى العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً واضحاً في تقدّمه وازدهاره، ففي بداية حياته خدم الخليفة المُستعصم واختص به، كما أنّه كان الطبيب الخاص لعائلته وخاصته؛ الأمر الذي جعله يحظى بتقديرات ومُكافئات كبيرة تقديراً له على عمله المبذول وجهده الكبير.
على الرغم من كثرة سفر وتنقل ابن القس إلّا أنّه كان راغباً محباً لبغداد المدينة التي ولد فيها، وعاش حياته وطفولته، كما أنّ أولى أبحاثه ودراساته كانت فيها، ويقال أنّه عند سقوط بغداد على يد الغول انعزل ابن القس في منزله وانقطع عن العالم إلى أن مات ودفن هناك.
حظي ابن القيس بمكانةٍ كبيرة في نفوس العديد من العلماء والأطباء الذين عاصروه، كما أنّ العديد منهم كانوا يُقدمون له المدح والثناء؛ وذلك تقديراً له على جهوده وأعماله التي قدّمها في سبيل تقدّم وازدهار الدولة العباسية والعربية، حيث قال عنه ابن العبري:” لقد كان ابن القس واحداً من أهم المشاهير في هذا الزمان، والذيث يقصد به زمان ابن العبري في عهد الدولة العباسية، كما وصف عمله المُتواصل بالدقة والصدق والأخلاق، ممّا جعله الخادم والطبيب لخليفة ذلك الزمان.