ابن الهائم الإشبيلي

اقرأ في هذا المقال


من هو الإشبيلي؟

هو عبد الحق الغافقي الإشبيلي، يُكنى بأبو محمد، عُرف في زمانه باسم ابن الهائم الإشبيلي، كان عالماً رياضياً وفيلسوفاً وفلكيّاً عربياً مُسلماً، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته العلمية والثقافية.

كان ابن الهائم من مواليد مدينة إشبيلية في الأندلس، التي كان قد مكث فيها مُعظم حياته، كما أنّ أولى دراساته كان قد مارسها في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات أو الأقاويل، إلّا أنّ هناك من يقول أنّه بزغ في بداية القرن الثامن عشر للميلاد، ولكن لم يتم ذكر الكثير عن سيرة حياته، ولكن عُرف عنه أنّه كان ينتمي لواحدة من الأسر المعروفة والتي اشتهرت بعلمها ودراساته، كما أنّها كانت تحث على ضرورة التزام الفرد بأعماله واعتماده على ذاته؛ الأمر الذي جعل من ابن الهائم شخصيةً عملية قبل أن تكون علمية.

لم تقتصر اهتمامات وميولات ابن الهائم على علوم الرياضيات ومجالاته فقط، بل كانت له العديد من الاهتمامات في شتى العلوم الأخرى كالأدب والشعر والفلسفة إلى جانب اهتمامه في علوم الفلك والرصد والتنجيم؛ الأمر الذي جعله يُحقق شهرةً كبيرة في زمانه وحتى بعد وفاته.

إضافةً إلى ذلك فقد استطاع ابن الهائم من دراسة علم الحساب والعدد والمُقارنة، حتى أنّه حقق نجاحاتٍ كبيرة وواضحة ساعدته في الحصول على العديد من المُكافئات والتقديرات والجوائز؛ حيث يعود السبب وراء ذلك إلى تأثيره الكبير في تطوّر وتقدّم علم الفلك بشكلٍ خاص في المغرب العربي.

عُرف عن ابن الهائم أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في العديد من الدول الغربية، كما أنّه تمكّن من تقديم جميع أبحاثه ودراساته في كل مكان كان يزوره؛ الأمر الذي جعله يحظى باهتمام العديد ممّن عاصره من علماء وحكماء وفلاسفة.

هذا وقد يعود السبب الرئيسي وراء كثرة سفر ابن االهائم وتنقلاته هو أنّه لم يكتفي بالعلوم والمعرفة التي أخذها عن من عاصره من علماء وأساتذة، فقرر الانتقال إلى عدد من الدول المجاورة والتي بدأ يتعلّم فيها كل الأمور والمفاهيم التي تتعلّق بعلم الرياضيات ومجالاته، إلى أن حصل على كماً علمياً واسعاً مكّنه من العودة إلى مدينة الاندلس التي حظي بها بمكانةٍ وتكريماتٍ عديدة.

كان ابن الهائم يُقيم العديد من الندوات والمحاضرات التي يحضرها كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة، كما أنّه أخذ عنهم العديد من علومهم ومعارفهم أمثال صاعد الأندلسي الذي كان له دوراً كبيراً وواضحاً في مُساعدته على تقديم واحداً من أهم وأشهر انجازاته وهي تقديم مجموعة من الجداول الفلكية التي تم استخدامها للتنبؤ بحركات كل من الشمس والقمر وباقي كواكب المجموعة الشمسية بالنسبة إلى النجوم الثابتة.

اشتهر ابن الهائم بذكائه وفطنته وحنكته، إلى جانب أنّه كان صاحب رأي سديد وصائب، لا يرضى بالظلم والإهانة، مُحباً للخير، كثير العمل والعلم، واسع المعرفة، كما أنّه كان يتمتع بذاكرةٍ قوية ساعدته بشكلٍ واضح على تطوير فكره وثقافته وعلومه.

كان ابن الهائم واحداً من أهم وأكبر العلماء في ذلك الزمان، حيث قدّم العديد من الإنجازات والاكتشافات التي زادت من علومه ومعرفته إلى جانب دورها الكبير والواضح في تقدّمه وزيادة مكانته ودرجته، كما أنّه كان يتمتّع بمكانةٍ عالية في نفوس من عاصره من علماء وأساتذة.

عُرف عن ابن الهائم أنّه كان دائم البحث والدراسة، إلى جانب أنّ تجاربه التي كان يعتمد في تقديمها على أهم الدلائل والوقائع التي أمامه للتأكد من نجاحها، حيث أنّه لم يُقدّم أي اكتشاف أو نتيجة دون التأكد من أنّها صحيحة خالية من الأخطاء.

تولّى ابن الهائم العديد من المهام والمناصب التي جعلت منه شخصيةً أكثر شهرة وتطور، كما أنّ مكانته وقيمته زادت في نفوس العديد من الممالك والحكّام والسلاطين، حيث بذل العديد من الجهود والتضحيات ليتمكّن من تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام.

إنجازات ابن الهائم:

تمكّن ابن الهائم من تحقيق عدداً من النجاحات والإسهامات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تطوّر علمه ونفسه، حيث تمكّن من تقديم مجموعة من البيانات والمعلومات التاريخية حول أشهر وأهم علماء الفلك مثل ابراهيم بن يحيى الزرقالي الذي كان من أعظم راصدي الفلك في ذلك الزمان.

إلى جانب ذلك فقد تمكّن ابن الهائم من تقديم عدداً من الابتكارات في علوم الرياضيات بشكلٍ خاص، حيث كان من أوائل العلماء الذين توصّلوا إلى المعادلات المُثلثية الكروية، كما أنّه أطلق لقب مسار الشمس على خط الطول”49″ درجة.


شارك المقالة: