التعريف بابن الهيثم:
هو الحسن بن الحسين بن الهيثم، يُكنى بأبو علي، كان عالماً عربي مُسلماً، يُعتبر علامة تاريخيّة مُميزة، اشتهر في انجازاته وإسهاماته العظيمة التي قدمها في كل من الرياضيات والبصريات والفيزياء، إلى جانب ازدهاره في الفلك والهندسة والطب والصيدلة.
وُلد ابن الهيثم في فترة العصر الذهبي للإسلام فقد وُلد في مدينة البصرة في عام”354″ هجري، لم يتم التوصّل إلى أصل ابن الهيثم حيث ذكرت بعض الروايات بأنّه من أصلٍ عربي في حين ذكرت أخرى أنّه يعود في أصله إلى الفارسيّة، ولكن على الأغلب فهو من أصلٍ عربي.
تميّز ابن الهيثم بِحبه للعلم والمعرفة، إلى جانب ذكائه وفطنته، قرأ مجموعةً كبيرةً من الكُتب التي تتحدّث بشكلٍ رئيسي عن العقيدة الإسلاميّة إلى جانب حُبه لقراءة الكتب العلميّة؛ الأمر الذي جعلّه يتوسّع في معرفته وعلمه، ممّا دفعه إلى البدء في كتابة العديد من الكتب والمؤلفات.
تمكّن ابن الهيثم من تغيير وتصحيح العديد من المفاهيم التي سادت في زمانه؛ وذلك بالاعتماد على مجموعة من النظريات والفرضيّات التي وضعها عدداً من العلماء كأرسطو وأقليدس وبطليموس، ومن أهم تلك المفاهيم أنّه تمكّن من اثبات صحة أنّ الضوء يأتي إلى العين عن طريق الأجسام، كما أنّ الأصل في اكتشاف الكاميرا يعود إليه، إلى جانب العديد من الإسهامات والإنجازات التي استطاع تحقيقها.
إلى جانب ذلك فقد حظيّ ابن الهيثم بمكانةٍ مرموقةٍ في زمانه، حيث ذكرت العديد من الروايات بأنّه كان أول من أسس علم البصريّات، كما أنّه كان واحداً من أهم رواد المنهج العلمي، حيث كان أول من لجأ إلى أسلوب التجربة الرياضيّة من أجل تفسير نتائج الرصد والبحث.
اشتهر ابن الهيثم بكثرة سفره وتنقله وترحاله، ففي بداية حياته استقر بشكلٍ شبه دائم في القاهرة، وهناك بدأ بإجراء دراساته وأبحاثه، التي توصل من خلالها أنّه قادر على تنظيم حركة وفيضانات نهر النيل وذلك بالإعتماد على مدى معرفته وفهمه للرياضيات؛ وعند سماع الخليفة الحاكم بذلك الأمر طلب منّه تنفيذ تجربته، فعلى الرغم من اندهاش الجميع بتلك التجربة ونجاحها إلّا أنّه لم يتم الموافقة على تنفيذها ولضمان حياته وخوفاً على نفسه ادّعى ابن الهيثم بالجنون.
وبعد ذلك انتقل ابن الهيثم إلى مدينة الشام ولكنه لم يحظى بأي فرصة عمل؛ الأمر الذي دفعه وبعد فترةً قصيرة من الإنتقال إلى بغداد لعله يتمكّن من إكمال ما بدأ به في القاهرة، ولكنه لم يصل إلى ما يريده فقرر في النهاية العودة إلى مصر حيث ارتبط بشكلٍ كبير في الجامع الأزهر الذي كان يُعتبر في ذلك الزمان جامعة المدينة، وهناك كتب العديد من الروايات والأطروحات التي تناولت مواضيع مُتعددة.
سبب تسمية ابن الهيثم بالبصري:
أمّا سبب تسميّة ابن الهيثم بالبصري؛ فذلك نسبةً إلى مسقط رأسه في البصرة، إلى جانب ذلك ونظراً لعلمه وابداعه فقد سماه الغرب “ببطليموس الثاني”، أمّا عند الأوروبيين فقد كانو يُسمونّه “بالفيزيائيّ العظيم”، ومع استمرار ابن الهيثم في تجاربه وأبحاثه تمكّن من تحقيق نجاحاً كبيراً في أعماله التي أجراها حول عدداً من المواضيع الهندسيّة.