من هو ابن بطوطة؟
هو محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللوائيّ الطنجي يرجع في نسبه إلى إحدى القبائل المعروفة باسم “لواته”، كان رحالة مسلم، يُكنى بأبو عبدالله، من أكثر وأشهر الرحالة المسلمين، سُميّ بشيخ الرحالين؛ لكثرة ترحاله وتنقله حيث استمرت رحلاته لمدة ثمانية وعشربن عاماً.
تميّز أبو عبدالله بحبه للاستطلاع والاستكشاف، كما أنّه كان يتحدّى الصعاب ولا يخشاها في سبيل حصوله على ما يريد، وإلى جانب ذلك فقد اشتهر بتدوين أخبار وأحوال البلاد التي يجوبها، إضافةً إلى ذلك فقد كان ابن بطوطة رحالةً ومؤرّخاً إلى جانب كونه قاضي من أهم قضاة الدولة الإسلاميّة في ذلك الوقت.
لُقّب محمد بن عبد الله بإبن بطوطة؛ وذلك نسبةً إلى أمه التي كان اسمها في الأصل فطومة، إلى جانب ذلك فإنّ كل المعلومات التي تتحدّث عن حياة ابن بطوطة واسهاماته ورحلاته تعود في مصدرها الرئيسي إلى السير الذاتية التي وردت في سياق حكايات رحلاته، هذا وقد اشتهر ابن بطوطة بِحبه للشعر حيث كان دائم المدح في ملوك وأمراء الدول الإسلاميّة المُختلفة.
نشأ ابن بطوطة في عائلة مُحبة للعلم والتعلُّم، حيث اشتهرت عائلته بأعمل القانون، إلّا أنّه ونظراً لعدم وجود مدارس أو بيوت للعلم أو حتلى كُليّات في ذلك الزمان قرّر ابن بطوطة السفر؛ وذلك بحثاً عن العلم وعن من يقوم بإعطاء العلوم، إلى جانب أنّه كان يسعى دائما في البحث عن أفضل المكتبات التي تتوفّر فيها جميع الكُتب والمعارف التي قد يحتاجها لإكمال دراسته.
ولد ابن بطوطة في الخامس والعشرين من فبراير في عام”1304″ للميلاد وذلك خلال عهد الدولة المرينيّة في إحدى المدن المغربية والتي كانت تُعرف بطنجة، تولى ابن بطوطة كحال البقية من أفراد عائلته العديد من المناصب خاصةً في مجال القضاء، هذا وقد تنتمي عائلته إلى قبائل السواحل الإفريقيّة وصولاً إلى المصريّة.
كان ابن بطوطة كثير السفر والتنقّل طلباً للعلم والمعرفة، حيث انتقل في بداية حياته إلى المغرب لدراسة العلوم الشرعيّة؛ الأمر الذي جعله يُحقق نجاحاً كبيراً في هذا المجال، ولكنّه لم يُكمِل مسيرته العلميّة رغبةً منه، حيث كان يُحب السفر بشكلٍ مُتواصل.
أمّا أولى رحلات إبن بطوطة فقد كانت وهو في عمر العشرين، حيث كان الحمار أول وسيلة استخدمها لتنقّله، فقد كانت تلك الرحلة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج التي سلكها بمفرده حيث اتشهر بأنّه انطوائي لا يُحب مُرافقة أحد في رحلاته، ثم بعد ذلك توسّعت رحلاته إلى أن جاب البلاد الإسلاميّة باكملها.
توفي ابن بطوطة بعد أن قضى حياته بحثاً عن العلم، حيث كانت آخر رحلاته في عام “1355”، بعد أن تم تعيينه قاضياً في المغرب، ثم بعد ذلك بدأت صحة ابن بطوطة تدهور شيئاً فشيء إلى أن توفي في عام”1368″.