من هو ابن جبير؟
هو محمد ين أحمد بن جبير الكناني، يُكنّى بأبو الحسن، اشتهر في زمانه باسم ابن جبير الأندلسي، كان عالماً وجغرافياً وفيلسوفاً عربياً مسلماً، كما أنّه كان من أشهر الرحالة الذين بزغوا في ذلك الزمان، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها درواً واضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في تطور علومه وفكره وثقافته.
كان ابن جبير الأندلسي من مواليد مدينة بلنسية التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ أولى دراساته وأبحاثه التي أجراها كانت في مسقط رأسه، حيث ولد في حوالي عام “540” للهجرة والموافق” 1145″ للميلاد، إلى جانب ذلك فقد كان ابن جبير ينتمي لواحدة من أهم وأشهر الأسر المعروفة والعريقة في ذلك الزمان، كما أنّ جميع أفرادها برعوا في العديد من العلوم والمجالات؛ الأمر الذي جعل من ابن جبير شخصيةً علمية منذ سن مبكرة.
عُرف عن ابن جبير أنّه كان كثير السفر والتنقل، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم ورغبةً منه في إتمام أبحاثه ودراساته، إضافةً إلى أنّه كان يطمح إلى تحقيق شهرةً عالمية تسمح له بالإنضمام إلى قائمة أشهر وأفضل العلماء العرب.
تولّى ابن جبير الأمدلسي العديد من المهام والمناصب التي كان لها درواً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وازدهاره، إلى جانب أنّه حظي بمكانةٍ وقيمة في نفوس كل من عاصره من فلاسفة ومؤرخين وجغرافيين وغيرهم، حيث عينه أمير غرناطة في ذلك الزمان في وظيفة كاتم السر، كما أنّه عمل كاتباً وشاعراً ومدرساً لفتراتٍ طويلة.
اهتم ابن جبير بشكلٍ كبير في كل ما يتعلّق بعلوم الفلك والجغرافيا، حيث سعى جاهداً للحصول على أكبر قدر ممكن من العلوم والمعارف التي أتاحت له الفرصة في استمراره بالبحث والاستكشاف، وإلى جانب اهتمامه بتلك العلوم فقد كانت له ميولاتٍ مختلفة في شتى العلوم والمعارف، فقد اهتم بعلم الحساب والفلك واللغة إلى جانب اهتمامه في الشعر وعلوم الدين والفقه وغيرها الكثير من العلوم.
إلى جانب ذلك فقد كان لابن جبير الأندلسي العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع، هذا وقد كانت مُعظم أعماله من أهم المصادر التي يلجأ إليها العديد ممن عاصره من علماء وأساتذة وطلاب.
يُعدّ ابن جبير الأندلسي واحداً من أهم وأشهر العلماء الرحالة الذين برعوا في العديد من العلوم، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تُتيح له الفرصة أمام البدء بإجراء مجموعة من التجارب والأبحاث؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً معروفة ومشهورة في جميع دول وبلاد العالم خاصةً مدينة الأندلس التي كانت أولى اهتماماته.
رحلات ابن جبير:
قام ابن جبير الأندلسي خلال مسيرته العلمية والعملية بثلاث رحلاتٍ رئيسية، كان لها الدور الأكبر في اشتهاره وتطور علومه وثقافته، وهذه الرحلات هي:
- الرحلة الأولى: توجه ابن جبير الأندلسي في رحلته الأولى إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والتي كانت في حوالي عام” 578″ للهجرة، وبعد الانتهاء من أداء مناسك الحج توجّه إلى مجموعة من الدول المُحيطة والبعيدة، حيث زار ما يُقارب جميع الدول العربية والإسلامية، هذا وقد استمرت رحلة ابن جبير هذه ما يُقارب عامين، حتى قرر العودة إلى نقطة انطلاقه في مدينة غرناطة.
- الرحلة الثانية: استمرت هذه الرحلة لابن جبير قرابة العامين، حيث توجه فيها بالتحديد إلى بيت المقدس الذي فُتح في ذلك الوقت على يد صلاح الدين الأيوبي، هذا وقد كانت هذه الرحلة في حوالي عام” 585″ للهجرة.
- الرحلة الثالثة: كانت هذه الرحلة أطول الرحلات التي أجراها ابن جبير الأندلسي حيث بدأت في حوالي عام” 601″ للهجرة واستمرت حتى وفاته، حيث بقي يتنقل بين كل من مكة المكرمة والإسكندرية وبيت المقدس، حتى توفي في مدينة الإسكندرية في حوالي عام” 614″ للهجرة.
أشهر مؤلفات ابن جبير:
تمكّن ابن جبير الأندلسي كغيره من العلماء من تقديم عدداً من الكتب والمؤلفات، التي لم يُذكر منها إلا كتاب ” رحلة ابن جبير” والذي كان قد كتبه قبل وفاته بفترةً وجيزة، حيث احتوى على أهم التفاصيل والمذكرات الشخصية ويوميات سفره.
إلى جانب ذلك فقد تم تقسيم هذا الكتاب إلى مجموعة من الفصول التي تناولت مواضيع متعددة، ومن أهم تلك الفصول والعناوين التي كان قد ذكرها كتاب ابن جبير الأندلسي في كتابه:
- ” البشرى بالسلامة “.
- ” أهوال البحر “.
- ” ذكر مشاهد أهل البيت رضي الله عنهم “.
- ” ذكر مصر والقاهرة “.