من هو ابن حمزة المغربي؟
هو علي بن ولي بن حمزة المغربي، يُلقب بالنسّاب، كان عالماً رياضياً وفيلسوفاً وفلكياً عربياً مُسلماً، من أصلٍ جزائري، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية إلى جانب دورها في تقدّمه وتطوّره، هذا وقد كانت تلك الإنجازات السبب الرئيسي وراء شهرة المغربي التي كانت قد وصلت إلى العالم الغربي والإسلامي.
كان ابن حمزة المغربي من مواليد مدينة الجزائر التي نشأ وترعرع فيها، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده في أي من الروايات، إلّا أنّه قد ورد عنه أنّه كان من العلماء الذين بزغوا في بداية القرن السادس عشر للميلاد، كما أنّه كان ينتمي لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة في ذلك الزمان بعلمها الواسع وفكرها الثقافي، حيث أنّه وإلى جانب أصله الجزائري فقد كانت له أصول تركية؛ وذلك نظراً لكون أمه كانت تركية.
هذا وقد نشأ ابن حمزة المغربي وترعرع في مسقط رأسه في الجزائر التي كان قد أتم مُعظم دراساته وأبحاثه فيها، كما أنّه سعى دائماً من أجل النهوض بتلك المدينة، حيث عُرف عنه أنّه كان كثير البحث والعمل والعلم، كما عُرف عنه أنّه كان من العلماء الذين يتصفون بالدقة والصدق في كتاباتهم إلى جانب كونه يتحلى بالأمانة في أي شيء ينقُله؛ الأمر الذي جعله يُلقّب بالنسّاب لكونه كان ينسب كل ما ينقله من فكرة أو مقالة أو معلومة إلى صاحبها.
ركّز ابن حمزة المغربي في دراساته وأبحاثه على علوم الرياضيات ومجالاته، حيث استطاع أن يُقدّم نجاحاتٍ باهرة في ذلك المجال، إلى جانب ذلك فقد كانت له العديد من الميولات والاهتمامات في شتى العلوم والمعارف، فقد اهتم بشكلٍ واضح في كل من علوم الأدب والشعر والفلك والرصد والتنجيم، إلى جانب اهتمام في أغلب الأحيان في علوم الحساب والعدد والهندسة.
هذا وقد عُرف عن ابن حمزة المغربي أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في العديد من الدول الغربية؛ وذلك رغبةً منه في تطوّر علمه ومعرفته، إضافةً إلى رغبته في إيصال كل ما توصّل إليه من علومٍ ومعرفة إلى أكبر عددٍ ممكن من تلك الدول.
كان ابن حمزة المغربي يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يحضرها العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة، حيث كان يتناول في تلك المُحاضرات الحديث عن أهم العلوم والمعارف التي توصل إليها؛ الأمر الذي جعله يأخذ عن من التقى بهم العديد من علومهم ومعارفهم، إلى جانب أنّه كان قد تلمّذ على يد أشهرهم.
هذا وقد اشتهر ابن حمزة المغربي بذكائه وفطنته وحنكته، كما أنّه كان واحداً من أهم وأكبر العلماء في ذلك الزمان، إلى جانب علومه ومعرفته التي لم يتوصّل أحد إلى مكانتها ودرجتها، إضافةً إلى أنّه كان يتمتع بذاكرةٍ قوية ساعدته على حفظ كل الأمور التي كان قد تعرّض لها، هذا وقد أشاد العديد من الناس والعلماء بعقلية ابن حمزة المغربي وتواضعه وكرم أخلاقه.
أشهر انجازات ابن حمزة المغربي:
- كان ابن حمزة المغربي أول من أسس علم اللوغاريتم، كما أنّه تمكّن من وضع الأساسات لهذا العلم.
- قدّم ابن حمزة المغربي عدداً من الأبحاث والدراسات في علم المُتواليات والتي كانت وما زالت في أغلب الأحيان المصدر الرئيسي الذي بُني عليه أحد فروع علم الرياضيات.
- نجح ابن حمزة المغربي في حل مشكلة المسألة الهندية الفلكية التي عجز عن حلها العديد من علماء العالم العربي والغربي، هذا وقد يعود السبب وراء تسمية هذه المسألة بالمكية لكون ابن حمزة المغربي قد سمع بها في أثناء مكوثه في مكة المكرمة.
مؤلفات ابن حمزة المغربي:
تمكّن ابن حمزة المغربي كغيره من العلماء من تقديم عدداً من الكتب والمؤلفات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وازدهاره، إلى جانب أنّها حققت نقلةً نوعية في أهم العلوم التي تحدّث عنها المغربي، ومن أهم تلك الكتب:
- كتاب” تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد “: يُعدّ هذا الكتاب واحداً من أهم وأشهر الكتب التي قدّمها ابن حمزة المغربي، حيث شمل هذا الكتاب على كل الأمور التي تتعلّق بالمسألة المكية، إلى جانب أنّ قسم منه احتوى على بعض الأمور المُتعلّقة في مسألة تقسيم الإرث التي يتم ذكرها بشكلٍ مُتواصل في الحياة اليومية والإجتماعية.
إلى جانب ذلك فقد كان هذا الكتاب يبحث في بعض المسائل الحسابية، إلى جانب تطرّقه إلى مسائل كل من المساحة والحجم؛ الأمر الذي جعل هذا الكتب يحظى باهتمام العديد إضافةً إلى أنّه نال إعجاب العديد من المؤرخين الذين بزغوا في تلك الأيام.
