من هو ابن صغير؟
هو علاء الدين علي بن نجم الدين عبد الواحد بن شرف الدين بن الصغير، كان طبيباً وعالماً وفيلسوفاً عربياً مُسلماً، حقق العديد من الإنجازات والإسهامات التي كان لها دوراً كبير في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، كما أنّ له العديد من الابتكارات والاختراعات التي ساعدت في تقدّمه وزيادة قيمته ومكانته العلمية والعملية.
حقق ابن الصغير شهرةً عظيمة في زمانه وحتى بعد وفاته، كما أنّه قدّم العديد من التضحيات في سبيل إيصال علمه وابتكاراته، اعتمد في دراساته وأبحاثه على مبدأ التجربة أولاً، كما أنّه كان يعتمد في نجاحها على الدلائل والوقائع التي أمامه.
عُرف عن ابن الصغير أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، حيث جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم ورغبةً منه في إتمام دراساته، كما أنّه كان يطمح إلى الوصول إلى أعلى درجات العلم والمعرفة، إلى جانب ذلك فقد اشتهر بذكائه وفطنته وحنكته؛ الأمر الذي جعله يُحقق نجاحاً كبيراً في كل الأمورالتي بحث عنها وتعلّمها.
كان ابن الصغير من أبناء القرن الثامن للهجري من مواليد مصر، التي مكث فيها مُعظم حياته وأبحاثه، إلى جانب استمراره في أبحاثه ودراساته، كما أنّه التقى بعدد كبير من شيوخ تلك المدينة الذين أخذ منهم، وأخذوا عنه، هذا وقد تلمّذ على يده عدداً كبيراً من العلماء والطلاب والأطباء والأدباء الذين حققوا نجاحاتٍ كبيرة وشهرةً عظيمة.
عُرف عن ابن الصغير أنّه كان من أهل الحفظ والتطلّع والدراسة، حيث كان الطب وعلومه هو أولى اهتمامته، إلى جانب اهتمامه في العديد من العلوم والمجالات المُختلفة؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً مُبدعةً بازغة تسعى دوماً لتحقيق طموحاتها وأهدافها، ومن أهم العلوم التي اهتم بها ابن جلجل هي: علوم اللغة والأدب والمنطق والحكمة.
اشتهر ابن الصغير في زمانه بأنّه كان صاحب حدسٍ صائب جداً، كما أنّه كان حسن المنظر والمظهر بهيّ الشكل جميل الشيبة، كما أنّه كان ناصراً للمظلوم على الظالم لا يعرف للحقد والغيبة في حياته معنى.
كان ابن الصغير يُقيم العديد من الندوات والمُحاضرات التي يحضرها شيوخ وكبار الدول، إلى جانب العديد من الأناس العاديين؛ الأمر الذي جعله واحداً من أهم المصادر التي يرجع إليها العلماء والأطباء والطلاب لإتمام أبحاثهم ودراساتهم، هذا وقد أخذ العديد من العلماء عن ابن جلجل كما أنّه أخذ منهم.
إلى جانب ذلك فقد كانت علوم ابن الصغير تُعتمد بشكلٍ كبير في الشرق العربي، كما أنّ هناك العديد ممّن يهتمون بمجال الطب ويدرسونه يلجأون إلى تلك العلوم، هذا وقد وصلت آراءه خاصةً تلك التي تتعلّق بالطب وعلومه إلى الدول الأوروبية بشكلٍ كبير.
تولّى ابن الصغير العديد من المهام والمناصب التي ساعدته في رقع قيمته المادية والمعنوية، إلى جانب أنّها منحته الفرصة أمام إتمام دراساته وأبحاثه في علوم الطب والفلك، والتي كان قد بدأ في سن مُبكرة.
تولّى ابن الصغير العديد من المهام والمناصب والتي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وازدهره، إلى جانب أنّها زادت من مكانته وقيمته في نفوس العديد ممن التقى بهم، ومن أهم تلك المهام أنّه تولّى رئاسة الأطباء عندما كان موجوداً في مصر؛ وذلك نظراً لعلمه الواسع ومعرفته وفكره الثقافي الذي كان يُعتمد عند العديد ممّن عاصره وعاش معه.
قرر ابن الصغير الإنتقال من مصر إلى حلب؛ وذلك بعد ما تم توجيه مهمةً صعبة إليه، حيث طُلب منه أن يقوم بخدمة الملك الظاهر برقوق، حيث استطاع أن يُلبي ذلك الطلب كما أنّه نجح في خدمته، حتى أنّ شهرته وعمله المُتقن وصل إلى مُعظم حكّام وأولياء الدول المجاورة؛ الأمر الذي جعلهم يرغبون بوجوده وعمله معهم، هذا وقد بقي ابن الصغير في حلب يعمل بخدمة الملك إلى أن مات فيها ودفن هناك، حيث وافته المنية في حوالي عام” 796″ للهجرة.
ذُكّرت أعمال ابن الصغير في عدد من الكتب التي بيّنت مدى أهمية تلك الأعمال، حيث تم ذكره في كتاب” المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار” للمؤلف تقي الدين أبي العباس أحمد بن علي المقريزي، والذي جاء فيه:” كان لابن الصغير داراً أنشأها في فترة حياته وقبل وفاته والتي كانت تُعرف بدار ابن الصغير وهي عبارة عن جملة الميدان، والتي تُعرف في يومنا هذا بخط باب سر المارستان المنصوري”.
تمكّن ابن الصغير من تأليف عدداً من الكتب والمؤلفات، ولكن لم يتم ذكر أي معلومات عنها، خاصةً بعد وفاته؛ الأمر الذي جعل عمليات البحث مُستمرة عن تلك الكتب إلى يومنا هذا.