ما لا تعرفه عن ابن كشكاريا:
هو أبو يحيى بن كشكاريا، كان طبيباً وعالماً وفيلسوفاً عربياً مسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دور كبير في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانة وقيمة ابن الكشكاريا في نفوس العديد من العلماء الذين عاصروه، حتى أنّ مكانته بقيّت محفوظة بعد وفاته.
استمر ابن الكشكاريا في مُمارسة دراساته وأبحاثه وتجاربه التي حققت نقلةً نوعية في زمانه، هذا وقد كان لابن الكشكاريا العديد من الإهتمامات والميولات في شتى العلوم والمعارف، فإلى جانب اهتمامه الكبير في مجال الطب وعلومه كانت له اهتماماتٍ في كل من الأدب والفلسفة والتاريخ والشعر.
التقى ابن الكشكاريا بالعديد من العلماء والأطباء والأدباء الذين أخذ عنهم وأخذوا منه، فقد كان له التأثير الكبير والواضح في نفوسهم، كما عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك رغبةً منه في تحقيق المزيد من المعرفة وطلباً للعلم، كما أنّه حقق شهرةً واسعة في كل مكان يزوره ومع كل شخصٍ يلتقي به.
هذا وقد كان يُقال عن ابن الكشكاريا أنّه من أذكى العلماء، يتميّز بحنكته وفطنته ودهائه؛ الأمر الذي جعله يعقد وباستمرار العديد من الندوات والمُحاضرات التي يحضرها كبار وشيوخ الدول، إلى جانب أنّه تولى العديد من المهام والمناصب التي زادت من مكانته العلمية وفكره الثقافي.
بزغ ابن الكشكاريا بشكلٍ كبير في القرن الرابع للهجرة، حيث ساهم في تقديم العديد من النجاحات في شتى العلوم والمعارف، إلى جانب أنّه تولى أولى مهامه في كل من حلب وبغداد، فقد كان يشتهر بحبه للعمل واعتماده على ذاته في تحقيق أهدافه.
قام العديد من العلماء الذين عاصرو ابن الكشكاريا وحتى الذين سبقوه بمدحه والثناء عليه، فقد ذكره العديد منهم في كتبهم ومؤلفاتهم؛ وذلك لمكانته العظيمة وعلمه الواسع إلى جانب أنّها كانت كوسيلة شكر وتقدير على كل الأعمال والجهد الذي بذله في سبيل رقي وتقدم الدولة العربية والإسلامية.
ومن أشهر العلماء الذين وصفو ابن الكشكاريا ومدحوه هو ابن أبي أصيبعة، الذي وصفه في كتابه” عيون الأنباء في طبقات الأطباء، حيث قال عنه:” لقد كان ابن الكشكاريا طبيباً وعالماً معروفاً، اشتهر بفضله وإتقانه لعمله خاصةً في صناعة الطب، إلى جانب أنّ أعماله كانت تتصف بالجودة والدقة والإبداع”.
حقق ابن الكشكاريا نجاحاً كبيراً وواضحاً في مجال الطب بشكلٍ خاص، حيث لازم العديد من أطباء العالم العربي والغربي، كما أنّه أخذ عن العديد ممّن عاصروه، إلى جانب أنّه كان له العديد من التلامذة الذين بزغوا على يده أمثال سنان بن ثابت بن قرة.