ما لا تعرفه عن ابن مهند:
هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن مهند اللخمي، يُكنّى بأبو المطرف، يُلقّب بأبن مهند، كان طبيباً وعالماً ورياضياً وصيدلانياً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في حوالي عام”467″ للهجرة.
كان ابن مهند من مواليد مدينة طليطلة في الأندلس التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده في أي من الروايات والكتب إلّا أنّه قد ورد أنّه كان من مواليد حوالي عام”389″ للهجرة، إضافةً إلى أنّه كان ابناً لواحدة من الأسر المعروفة بعلمها في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على ضرورة تعلّم كل فرد من أفرادها، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في دراساته وأبحاثه.
بعد أن أتم ابن مهند دراساته الأولية في مدينة طليلطلة قرر الإنتقال إلى قرطبة لإكمال دراساته الثانوية، حيث مكث فيها فترةٍ طويلة جعلته يحظى بمكانةٍ عظيمة في ذلك الزمان، إلى جانب أنّه بدأ أولى أعماله ودراساته فيها؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً معروفة قبل حتى أن يُصبح عالماً معروفاً.
إلى جانب ذلك فقد كان لابن مهند العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.
يُعدّ ابن مهند واحداً من أهم العلماء الذين برعوا في علوم الطب والصيدلة، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال، كما أنّه اختص بشكلٍ واضح في دراسة أهم أنواع النباتات، إلى جانب أنّه كان قد اشتهر بالفلاحة والزراعة حيث قدّم العديد من الإنجازات والابتكارات في تلك المجالات.
كان ابن مهند من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة الأندلس بشكلٍ خاص، حيث بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه، خاصةً أنّ كل من علوم الطب والصيدلة تحتاج إلى الدقة المُتناهية في كل ما يتم تقديمه.
تولّى ابن مهند العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأعمال التي تولاها هي الإشراف على علوم كل من عاصره من طلابٍ وعلماء وأساتذة، إلى جانب أنّه مارس مهنة التدريس لفترةٍ محدودة.
كان ابن مهند يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمذون على يده.
حظي ابن مهند بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، حيث ذكره ابن الآبار في إحدى كتاباته مادحاً اياه قائلاً عنه فيما معناه:” كان ابن مهند اللخمي من أهم وأشهر من عمل بالفلاحة، فإلى جانب أنّه كان طبيباً وصيدلانياً معروفاً إلّا أنّه لم يترك هواياته في زراعة وفلاحة الأرض، فقد نجح في غرس جنة المأمون والتي كانت في ذلك الزمان من أشهر الجنائن في مدينة طليلطلة.
أشهر مؤلفات ابن مهند:
تمكّن ابن مهند من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وازدهاره وزيادة شهرته، ومن أهم هذه الكتب:
- كتاب” الأدوية المُفردة “: يُعدّ هذا الكتاب من اهم وأشهر الكتب التي قدّمها ابن مهند والذي استخدمه أهل زمانه بشكلٍ ملحوظ في حياتهم اليومية والعملية، حيث شمل على كل ما يتعلق بالعقاقير والأدوية إلى جانب أنّه وفي فصلٍ من فصول هذا الكتاب كان قد ذكر أهم أنواع النباتات التي من الممكن أن يتم استخدامها في علاج بعض الأمراض.
- كتاب” الوساد في الطب : ذكر ابن مهند في هذا الكتاب بعض الامراض التي من الممكن استخدام النباتات في علاجها؛ كالدوار والتورم والبثور وتقرحات الجلد وغيرها الكثير.