نبذة عن ابن رشد:
يُعدّ ابن رشد واحداً من كبار الفلاسفة والعلماء الأندلسيين الذين ظهرو في العصور الوسطى، كان مُتعدد التخصصات والميولات؛ حيث كان طبيباً وفقيهاً وفيزيائياً وفيلسوفاً، نشأ في واحدة من أهم وأكثر الأسر الأندلسية مكانةً وهيبةً، تعلّم على يد العديد من علماء وشيوخ القبيلة، كما أنّه عمل جاهداً على شرح أرسطو؛ الأمر الذي جعل له تأثيراً كبيراً في تلك العصور خاصةً عند الأوروبيين.
تمكّن ابن رشد من تقديم العديد من الإسهامات والانجازات الضخمة والتي كان لها تأثراً كبيراً في تلك العصور، هذا وقد كانت تلك الإنجازات في مجالاتٍ عديدة كالفلك والطب والقانون وعلم النفس، إلى جانب إسهاماته في كل من القانون والجغرافيا والفلك، وغيرها العديد من المجالات.
تميّز ابن رشد منذ نعومة أظفاره بحبه للاستكشاف والاطلاع، كما عُرف عنه أنّه كان كثير البحث والاطلاع بهدف اكتساب خبرة علمية وعملية تُمكنه من إجراء دراساته وأبحاثه دون أن تواجهه أي عقباتٍ أو مشاكل.
عمل ابن رشد على تأسيس المدرسة الرشيدية والتي تخصصت بشكلٍ رئيسيّ في مجال الفلسفة، حيث كان ابن رشد يختلف عن العديد من العلماء في رأئيه فيما يتعلق بعلم الفلسفة، فقد اعتبر كل من الفلسفة والدين وسيلتان يُساعدان على البحث ومعرفة الطريق المُناسب للخلاص البشري، هذا وقد ظهر تركيز ابن رشد على هذا الأمر في الوقت التي كان فيه علم الفلسفة موضوعاً على الهامش.
بذل ابن رشد جهداً كبيراً وواضحاً في سبيل الربط بين كل من معتقدات أرسطو مع المعتقدات الإسلامية، كما أنّه تمكّن من شرح وتفسير أعمال أرسطو خاصةً تلك الآراء التي تتعلّق بشكلٍ رئيسي في السياسة والشعب.
على الرغم من كل الجهود والأعمال التي بذلها ابن رشد إلى جانب النجاحات التي حققها في معظم دراساته وأبحاثه إلّا أنّه كان قد تعرّض للعديد من الانتقادات والمعارضات كما أنّه لاقى رفضاً لبعض من الآراء والأفكار التي نادى بها، إلى جانب أنّ هناك عدداً من أعماله مُنعت من النشر ومن الدخول إلى مراكش.
كان لابن رشد مكانةً كبيرة عند العديد من العلماء والمُفكرين والأدباء، كما أنّه كان له العديد من المؤلفات والروايات التي كانت وما زال جزء منها يُعدّ مرجعاً للعديد من المؤرخين والعلماء، هذا وقد ذكره العديد من الكُتّاب المشهورين في مؤلفاتهم وكتبهم؛ وذلك تقديراً له على جهوده وتكريماً له لمكانته العظيمة التي كانت في نفوسهم.
إضافةً إلى ذلك فقد تأثّر ابن رشد بشكلٍ كبير بابن باجه، حيث ظهر هذا التأثر واضحاً في العديد من مؤلفاته وأبحاثه، إلى جانب ذلك فقد تابع ابن رشد في مسيرته الفلسفية ما بدأ به ابن باجه، كما أنّه سعى على تطوير مدرسته الفلسفية التي كانت تُعرف بالمدرسة الرشيدية.
كان ابن رشد أول من قام باقتراح فكرة القصور الذاتي، كما أنّه عمل على وصف مفهوم القوة من وجهة نظره، حيث كان يقول وحسب ما ورد في كتاباته على “أنّ القوة هي عبارة عن معدل العمل المبذول في تغيير الحالة الحركية للجسم المادي”، إلى جانب ذلك فقد تمكّن ابن رشد من شرح وتوضيح السبب الرئيسي وراء تشكيل ظاهرة قوس قزح، حيث بين أنّ هذه الظاهرة سببها هو الانكسار وليس الانعكاس كما يعتقد الكثير.
كان ابن رشد يؤمن بكثير من الآراء والأفكار التي كان يقدمها العالِم الكبير أفلاطون، خاصةً تلك التي تتعلّق بالمساواة بين الرجل والمرأة إلى جانب اهتمامه بكل ما ورد عن النصوص الأدبية، حيث كانت بعض من اهتمامات ابن رشد تميل إلى الشعر والأدب.
مؤلفات ابن رشد:
تمكّن ابن رشد من كتابة العديد من المؤلفات والكتب التي حققت نجاحاً كبيراً في عصره وحتى بعد وفاته، كما أنّ جزءاً منها كان المرجع الرئيسي للعديد من العلماء والمُفكيرين الذين أخذو عن ابن رشد الكثير.
هذا وقد اختصت مؤلفات ابن رشد في أربعة أقسام رئيسية وهي الطب والفلسفة والفقه إلى جانب الأدب اللغوي، كما اهتم ابن رشد في بعض من كتاباته في الحديث عن التراث الأرسطي، والتاريخ، حيث وصل عدد مؤلفاته إلى ما يقارب”108″ مؤلف، كان منها حوالي”58″ نسخة كُتبت باللغة العربية، ومن أشهر كتب ابن رشد: كتاب” أرسطو”، وكتاب” تهافت التهافت” وكتاب” شرح أرجوزة ابن سينا“ إضافةً إلى كتاب” جوامع سياسة أفلاطون، وكتاب” بداية المجتهد ونهاية المقصد”.
أشهر أقوال ابن رشد:
- “البحث عن الحقيقة هي أشرف المهن والمعرفة هي عبادة الخالق”.
- “لو سكت من لا يعرف لقل الخلاف”.
- “أكبر عدو للإسلام هو رجل يُكّفر الناس”.
- “اللحية لا تصنع الفيلسوف”.
- من العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه، بمثل ما يأتي بها لنفسه”.