المزايا الاقتصادية للطاقة المتجددة

اقرأ في هذا المقال


بالمقارنة مع سياسات الوقود الأحفوري، والتي دائما ما تكون آلية وكثيفة رأس المال، فإن صناعة الطاقة المتجددة تحتاج عمالة أكثر كثافة، وتتطلب الألواح الشمسية إلى بشر لتركيبها، وتتطلب أيضا مزارع الرياح إلى عمال للصيانة، هذا يعني أنه في المتوسط، يتم إنشاء المزيد من الوظائف لكل وحدة من الكهرباء المولدة من مصادر متجددة مقارنة بالوقود الأحفوري.

أهمية الطاقة المتجددة

تساعد الطاقة المتجددة فعليا آلاف الوظائف في الولايات المتحدة، في عام الفان وستة، وظفت صناعة طاقة الرياح بشكل مباشر أكثر من مئة الف موظف بدوام كامل في مجموعة متنوعة من القدرات، بما يتضمن عمليات البناء ومشاريع التطوير والتصنيع وصيانة التوربينات والعمليات والتركيب والنقل والخدمات المختلفة مثل الخدمات الاستشارية والمالية والقانونية، يصنع أكثر من خمس مائة مصنع في الولايات المتحدة قطع غيار لركيب وصيانة توربينات الرياح، ومثّلت منشآت مشروع طاقة الرياح في عام 2016 وحده استثمارات بقيمة 13.0 مليار دولار.

توظف تقنيات الطاقة المتجددة الأخرى المزيد من العمال، في عام 2016، وظفت صناعة الطاقة الشمسية أكثر من مئتان وستون ألف فرد، بما في ذلك وظائف تركيب الطاقة الشمسية والتصنيع والمبيعات، بزيادة قدرها 25٪ عن عام 2015، شغلت صناعة الطاقة الكهرومائية ما يقارب من ستة وستون الف فرد في عام 2017، يعمل في صناعة الطاقة الحرارية الأرضية 5800 شخص.

تطور الطاقة المتجددة

ازدياد الدعم للطاقة المتجددة يمكن أن توفر الكثير من فرص العمل، وجدت تحاليل اتحاد العلماء لعام الفان وتسعة لمعيار الطاقة المتجددة بنسبة خمسة وعشرون في المائة بحلول عام 2025 أن مثل هذه السياسة ستخلق أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الوظائف أكثر من 200000 لإنتاج كمية مكافئة من الكهرباء من الوقود الأحفوري.

علاوة على دلك، وفرت مصانع الفحم بأكملها مئة وستون ألف شخص في عام 2016، جنبا إلى الوظائف التي تم تأسيسها مباشرة في صناعة الطاقة المتجددة، حيث يمكن للنمو في الطاقة النظيفة أن يسبب تأثيرات اقتصادية إيجابية متموجة، مثلا سوف تستفيد الصناعات في مراحل إمداد الطاقة المتجددة، وستستفيد الشركات المحلية أيضا غير ذات الصلة من زيادة دخل الأسرة والأعمال.

تستفيد الحكومات المحلية أيضًا من الطاقة النظيفة، بالأغلب من خلال فرض ضرائب على الممتلكات والدخل ومدفوعات أخرى من أصحاب مشاريع الطاقة المتجددة، غالبًا ما يتلقى أصحاب الأرض التي تقام عليها مشاريع طاقة الرياح مبالغ للإيجار تقريبا من 3000 دولار إلى 6000 دولار لكل ميجا واط من السعة المركبة، بالإضافة إلى مدفوعات ارتفاق خطوط الكهرباء وحقوق الطريق، قد يكسبون أيضًا إتاوات بناءً على الإيرادات السنوية للمشروع، يمكن للمزارعين وملاك الأراضي الريفية توليد مصادر جديدة للدخل التكميلي عن طريق إنتاج المواد الأولية لمرافق طاقة الكتلة الحيوية.

وجد تحليل (UCS) أن معيار الكهرباء المتجددة الوطني 25 بحلول 2025 سيحفز 263.4 مليار دولار في استثمار رأس مال جديد لتقنيات الطاقة المتجددة، 13.5 مليار دولار في دخل ملاك الأراضي الجدد من إنتاج الكتلة الحيوية ومبالغ إيجار أراضي الرياح، و 11.5 مليار دولار من عائدات ضريبة الأملاك الجديدة للمجتمعات المحلية.

المزايا الاقتصادية للطاقة المتجددة

  • تأتي الطاقة المتجددة بتكاليف منخفضة، هذا جيد للحفاظ على أسعار الطاقة عند مستويات مناسبة، حيث تأتي الصراعات والاضطرابات الجيوسياسية مع ارتفاع أسعار الطاقة وعدم القدرة على الوصول إلى الموارد، تبعا لأن الطاقة المتجددة محلية الإنتاج، فهي تتأثر بنسبة اقل بالأزمة الجيوسياسية أو ارتفاع الأسعار أو الصراعات المفاجئة في سلسلة التوريد.
  • الطاقة المتجددة تخلق فرص عمل، هذا جيد للمجتمع المحلي، يتم إنفاق اكبر جزء من استثمارات الطاقة المتجددة على مواد البناء وصيانة المرافق العامة، وليس على واردات الطاقة المكلفة، غالبا ما يتم صرف استثمارات الطاقة المتجددة داخل القارة، وكثيرا ما يكون في نفس البلد، او في نفس المدينة، وهذا يعني أن النقود التي ينفقها المواطنون على فاتورة الطاقة الخاصة بهم تبقى في بيوتهم لخلق فرص عمل وتغذية الاقتصاد المحلي.
  • لا تصدر الطاقة المتجددة أي ملوثات للهواء أو تنبعث منها نسبة منخفضة، هذا أفضل للصحة، تساهم الزيادات العالمية في النقل البري المستند إلى الوقود الأحفوري والنشاط الصناعي وتوليد الطاقة بالإضافة إلى حرق  النفايات في الهواء الطلق في العديد من المدن في ارتفاع مستويات تلوث الهواء، في العديد من البلدان النامية يساعد استعمال الفحم وحطب الوقود للتدفئة والطهي أيضًا في رداءة نوعية الهواء الداخلي.
  • تؤدي الجسيمات وملوثات الهواء الأخرى الناتجة عن الوقود الأحفوري إلى اختناق المدن حرفيًا، وفقًا لدراسات منظمة الصحة العالمية، فإن وجودهم فوق سماء المدن مسؤول عن ملايين الوفيات المبكرة ويكلف المليارات، بدلاً من استنفاد الموارد ثمينة السعر وتلويث البيئة، توفر الطاقة المتجددة اهداف وركائز الاقتصاد الدائري وهي عبارة عن محرك فعال للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
  • الطاقة المتجددة مربحة، في دراسة حديثة، وجدت (Greenpeace ،DLR)، المركز الألماني للطيران والفضاء أن الاستثمار اللازم للوصول إلى هدف متجدد بنسبة 100 في المائة سيكون ضخمًا، أي تريليون دولار أمريكي سنويًا، ومع ذلك فإن الخبر السار هو أنه سيتم تغطيته بأكثر من 1.07 تريليون دولار أمريكي من الوفورات في تكاليف الوقود وحدها في نفس الفترة، ناهيك عن الفوائد المشتركة الهائلة على صحة الإنسان والتكاليف التي يتم تجنبها من جراء تغير المناخ والطقس القاسي.
  • هناك حاجة للنظر في التنبؤات لإدراك أن استخدام الطاقة المتجددة أمر جذاب بالفعل من وجهة نظر اقتصادية، بأخذ المثال الألماني، يتم تلبية ما يقرب من ربع الطلب الوطني على الطاقة من خلال الموارد المتجددة، مما أدى إلى زيادة التوظيف في قطاع الطاقة بما يقرب من 380.000 وظيفة جديدة.
  • ومن المعقول أن نستنتج أن هذا النوع من الأمثلة سيتكرر في جميع أنحاء العالم في المستقبل القريب، حيث تتزايد حصة مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم وستشكل 25٪ من الطاقة العالمية في 2018، نظرًا لأنها مأخوذة من الموارد المتاحة مجانًا، فإن الطاقة المتجددة تتيح أيضًا التحكم طويل المدى في أسعار الطاقة. حتى الآن، أثرت الاستثمارات في البنية التحتية والتقنيات لإنتاج الطاقة المتجددة على تكلفة مصادر الطاقة المتجددة، لكنها لن تكون هي نفسها في المستقبل القريب، بافتراض بذل جهود كافية.

إن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100٪ أمر منطقي اقتصاديًا، خاصةً عندما يتم أخذ التكاليف الحقيقية لنظام الطاقة الحالي لدينا في الاعتبار، كما انه في السنوات الأخيرة انخفضت تكاليف طاقة الرياح والطاقة الشمسية بشكل كبير، على سبيل المثال انخفضت أسعار الألواح الشمسية الكهروضوئية بنسبة 75٪ منذ عام 2009.


شارك المقالة: