ما هو الفحم الحجري؟
هو عبارة عن وقود أحفوري مثل النفط الخام والغاز الطبيعي، حيث تشكل الفحم في الأرض لأكثر من مائة مليون سنة من بقايا النباتات أو الحيوانات، وتتكون طاقة الفحم من الطاقة الموجودة في النباتات التي نمت في المستنقعات، حيث غطت طبقات الصخور والأوساخ تلك النباتات لأكثر من مليون سنة، مما أنتجت بدورها الكثير من الضغط والحرارة، والنتيجة المجمعة حولت تلك النباتات إلى فحم، ويتم استخدام غالبية الفحم عادةً لتوليد الكهرباء ولأغراض أخرى.
تأثيرات طاقة الفحم الحجري
يعد الوصول إلى الكهرباء الموثوقة هو أمراً حيوياً لرفاهية الإنسان، وعلى هذا النحو قد يستمر الطلب على الكهرباء بشكل مرتفع، وفي الوقت نفسه يجب أن تنخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير إذا أردنا التخفيف من آثار تغير المناخ، ولحل هذه المشكلة فأنه يجب علينا التحول إلى مصادر أنظف للطاقة لتقليل تلوث الهواء، ولكن ينتج عن الفحم العديد من التأثيرات عندما نستخرج الطاقة منها وهم كما يلي:
- تلوث الهواء: عادةً عندما يتم حرق الفحم فإنه يطلق عدداً من السموم والملوثات المحمولة في الهواء، حيث تشمل هذه الملوثات كل من الزئبق والرصاص وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والجسيمات والعديد من المعادن الثقيلة الأخرى، كما يمكن أن تتراوح الآثار الصحية للبشر من الربو وصعوبة التنفس إلى تلف الدماغ ومشاكل القلب وبعض الاضطرابات العصبية والموت المبكر، وعلى الرغم من أن القيود التي وضعتها وكالة حماية البيئة ساعدت في منع بعض هذه الانبعاثات، إلا أن العديد من المصانع لا تحتوي على أدوات التحكم في التلوث الضرورية، ولا يزال مستقبل إجراءات الحماية هذه غير واضح.
- تلوث المياه: على سبيل المثال عندما نقوم بحرق الفحم في الشواية في المنزل فإنه يتبقى الرماد، وينطبق هذا الشيء نفسه على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، حيث تنتج محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أكثر من حوالي 100 مليون طن من رماد الفحم كل عام، وقد ينتهي الأمر بأكثر من نصف هذه النفايات في البرك والبحيرات ومدافن النفايات وغيرها من المواقع، ويمكن بمرور الوقت أن تلوث المجاري المائية وإمدادات مياه الشرب لدينا، كما تشمل بعض التأثيرات المائية الأخرى تصريف الصخور الحمضية من مناجم الفحم والوديان الجبلية عن طريق عملية التعدين لإزالة قمم الجبال.
- التلوث الحراري: إن التلوث الحراري هو عبارة عن تدهور جودة المياه بأي عملية تعمل على تغير درجة حرارة المياه المحيطة، حيث أن أحد الأسباب الشائعة للتلوث الحراري هو استخدام المياه كمبرد بواسطة محطات توليد الطاقة من الفحم، وعندما يتم إعادة المياه المستخدمة كمبرد إلى البيئة الطبيعية عند درجة حرارة أعلى، فإن التغير في درجة الحرارة قد يؤثر على الكائنات الحية من خلال تقليل إمدادات كمية الأكسجين والتأثير حقاً على تكوين النظام البيئي، وأيضاً عندما تفتح محطات الطاقة التي تعمل بالفحم للصيانة على سبيل المثال فإنها يمكن أن تقتل الأسماك والكائنات الحية الأخرى التي قد تتكيف مع نطاق درجة حرارة معينة من خلال الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الماء المعروف باسم الصدمة الحرارية.
- الاحتباس الحراري: يعتبر تغير المناخ هو أخطر تأثير عالمي طويل الأجل للفحم، حيث أن الفحم يتكون في الغالب من الكربون، والذي عند حرقه قد يتفاعل مع الأكسجين لإنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون، وعند عملية إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فإنه يعمل على حبس الحرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق الحدود الطبيعية، وتشمل عواقب الاحترار العالمي الجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والطقس القاسي وفقدان الأنواع، كما ترتبط شدة هذه التأثيرات بكمية ثاني أكسيد الكربون التي نطلقها بما في ذلك من محطات الفحم، فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة يمثل الفحم ما يقرب من ربع جميع انبعاثات الكربون المرتبطة بالطاقة.