يعد تلوث المياه السطحية الناتج عن أنشطة التعدين مصدر قلق بيئي ملح وله عواقب بعيدة المدى على النظم البيئية والمجتمعات والصحة العامة.
تأثير تلوث المياه السطحية بسبب التعدين
تتضمن عمليات التعدين استخراج المعادن القيمة من القشرة الأرضية، وغالبًا ما تتطلب عمليات حفر واسعة النطاق واستخدام المواد الكيميائية والآلات الثقيلة. ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي الجريان السطحي والتصريف من مواقع التعدين إلى إدخال مجموعة من الملوثات إلى المسطحات المائية السطحية القريبة.
أحد الملوثات الأساسية المرتبطة بالتعدين هو الترسيب. يمكن أن يؤدي اضطراب التربة والصخور أثناء الحفر إلى تآكل الرواسب في الأنهار والبحيرات والجداول القريبة. يمكن أن يؤدي هذا الترسيب إلى خنق الموائل المائية، وتعطيل التدفق الطبيعي للمياه، والإضرار بالحياة المائية عن طريق تقليل تغلغل الضوء ومستويات الأكسجين.
علاوة على ذلك، غالبًا ما يتضمن التعدين استخدام المواد الكيميائية السامة مثل السيانيد والزئبق، والتي تستخدم في استخراج ومعالجة بعض المعادن، مثل الذهب. وإذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح، يمكن أن تتسرب هذه المواد الكيميائية إلى المياه السطحية، وتلوثها وتشكل مخاطر كبيرة على كل من النظم البيئية المائية وصحة الإنسان.
يمكن للأسماك والكائنات المائية الأخرى أن تتراكم هذه السموم، والتي قد تدخل بعد ذلك إلى السلسلة الغذائية، مما يؤثر ليس فقط على الحياة المائية ولكن أيضًا على المجتمعات التي تعتمد على صيد الأسماك.
يعد تصريف المناجم الحمضية (AMD) مشكلة رئيسية أخرى مرتبطة بأنشطة التعدين. عندما تتعرض المعادن الحاملة للكبريتيد للهواء والماء، فإنها يمكن أن تولد جريانًا حمضيًا يحتوي على معادن ثقيلة، مثل الرصاص والزرنيخ. ولا يؤدي هذا التصريف الحمضي إلى تدهور جودة المياه فحسب، بل له أيضًا آثار مدمرة على الحياة المائية، مما يجعل المسطحات المائية غير صالحة للسكن بالنسبة للعديد من الأنواع.
للتخفيف من الآثار الضارة لتلوث المياه السطحية الناجم عن التعدين، من الضروري وجود لوائح بيئية قوية وممارسات تعدين مسؤولة. إن المراقبة الشاملة، والإدارة السليمة للنفايات، واعتماد تقنيات استخراج أقل ضررا يمكن أن تساعد في حماية نوعية المياه السطحية والحفاظ على النظم البيئية. يلعب الوعي العام والدعوة دورًا حاسمًا في مساءلة شركات التعدين عن تأثيرها البيئي وتعزيز ممارسات التعدين المستدامة لحماية موارد المياه الثمينة على كوكبنا.
