مفهوم خسوف القمر
خسوف القمر: هي ظاهرة كونيّة، موجودة منذ الأزل، تحدث عندما يكون القمر بدراً، حيث تكون الشمس والقمر في نقطة اقتران مع سطح الأرض وبالتّالي تكون هذه النقطة واقعة في الوسط، ليصبحَ بعد ذلك جزءٌ من سطح القمر مُعتماً؛ نتيجة مرور القمر في منطقة ظلِّ الأرض، والتي تنقسم إلى منطقة شبه الظّل، والمنطقة المُظلمة، بالإضافة إلى منطقة الظلِّ الجزئيّ.
كما يمكن مُشاهدة هذه الظاهرة بواسطة العين المُجردة أو من خلال استخدام تلسكوب، ومن المُستحيل أن تتكرّر هذه الظاهرة أكثر من ثلاث مرات في السنة، حيث تحدث ظاهرة الخسوف عندما يكتمل القمر، نظراً لوجود الأرض بين الشمس والقمر في أثناء دوران القمر حول الشمس، ممّا يؤدّي إلى عدم وصول أشعة الشمس لسطح القمر وبالتالي فإنّه لا يُضيء، بل تقوم أشعة الشمس بعكس الظّل على القمر لذلك يظهر وكأنّه مُعتم.
أنواع خسوف القمر
- خسوف كليّ: يحدث عندما يكون القمر بدراً، وعندما يكون كلٌّ من الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة، حيث وصل الخسوف الكليّ في القرن العشرين إلى فترة تعتبر من أطول فترات حدوثه، ومن المُمكن رؤية هذا الخسوف بالعين المجردة بشكل كامل ليلاً من أيِّ نقطة موجودة على سطح الأرض.
كما يؤدّي هذا النوع من الخسوف إلى دخول القمر إلى عدّة مناطق منها منطقة شبه الظّل للأرض، ومنطقة الظل الجزئيّ، حيث تقوم الأرض بإلقاء ظلّها على القمر، الأمر الذي يجعلها تقوم بتغطيته بشكل جزئيّ، وفي هذا الخسوف أيضاً يبدأ القمر بالابتعاد عن منطقة ظل الأرض وهذه المنطقة التي ينعدم فيها أيّ مصدر للضوء.
- خسوف جزئيّ: يحدث عند دخول جزء من القمر إلى منطقة ظلّ الأرض، ليصبح بعد ذلك هذا الجزء مُعتماً، في حين يبقى الجزء الآخر مُضيئاَ، حيث يدخل القمر في منطقة شبه الظل للأرض، لينتقل بعدها إلى منطقة ظلّ الأرض، حيث يتمّ تغطية جزء من سطحه فقط بالظل.
وبعد أن يتمّ تغطية أكبر قدر مُمكن من سطح القمر بواسطة ظلّ الأرض يصبح هذا الخسوف في أقصى حالاته، لينتهي بعد ذلك الخسوف الجزئيّ بعد خروج القمر من منطقة الظلّ ومنطفة شبه الظل بشكل كامل.
- خسوف شبه الظل: يحدث هذا الخسوف عند مرور القمر من منطقة شبه ظلّ الأرض، ليظهر الجزء الذي تمّ حجبه من القمر باللَّون الدّاكن كما أنّ حجمهُ يكون أكبر من باقي أجزاء القمر، وفي هذه الحالة يتمُّ تغطيّة القمر كاملاً بمنطقة شبه ظل الأرض، ليُصبح القمر داكناً ولكنه يبقى مرئياً، ومن المُمكن أيضاً أن يظهر باللَّون الرماديّ أو الذهبيّ ولكنه هنا يختفي تماماً.
المدة التي تستغرقها ظاهرة خسوف القمر
تبلُّغ مُدَّة الخسوف حوالي ثلاث ساعات من بداية ظهور هذه الظاهرة وحتى اختفائها، حيث يبقى القمر في العادة لمدّة لا تزيد عن ساعة واحدة في منطقة ظل الأرض مع وجود اختلافات بسيطة وواضحة بين كلّ خسوف وآخر، كما يكمن السبب وراء حدوث ظاهرة الخسوف مرَّة واحدة فقط في الشهر؛ في أنّ القمر لايعبر منطقة ظل الأرض في كلّ مرّة يدور فيها حول الأرض، حيث يُعدّ مداره مُنحرفاً أو مائلاً بالمقارنة مع مدار الأرض حول الشمس.
كما تحدث أطول مدّة للخسوف الكليّ في فصل الصيف خاصّة في نصف الكرة الشماليّ، وذلك عندما تكون الأرض قريبة من أبعد نقطة عن الشمس، فعند وجود الأرض في منطقة الأوج يكون ظلُّها أكبر بقليل من حجمها، الأمر الذي يؤدّي إلى ظهور خسوف طويل المدّة.
الفرق بين الكسوف والخسوف
يحدث الكسوف عندما يكون القمر واقعاً بين الشمس والأرض، الأمر الذي يجعله يقوم بحجب أشعة الشمس عن سطح الأرض، في حين يحدث الخسوف عندما تكون الأرض واقعة بين الشمس والقمر ومن المُمكن أن يكون الخسوف جزئيّاً أو كليّاً، كما هو الحال في الكسوف، كما أنَّ عدد المرَّات التي يحدث فيها الخسوف تكون اكثر من عدد مرَّات الكسوف؛ وذلك بسبب قُرب القمر إلى الأرض بالمقارنة مع قرب الشمس.
بالإضافة إلى أنّ فرصة وقوع الأرض بين الشمس والقمر أكبر من فرصة وقوع القمر بين الأرض والشمس، كما أنّ النظر إلى الشمس في أثناء الكسوف يُعدّ أمراً خطيراً ومؤذياً للعينين، في حين يكون النظر إلى القمر أثناء حدوث الخسوف يكون آمناً وغير مُؤذٍ.
كيف تحدث ظاهرة الخسوف
تُرسل الشمس أشعتها على سطح الأرض حتى يتكوّن لها ظلّ، حيث يكون هذا الظلّ كبيراً ليقوم بتغطية سطح القمر كاملاً، إلّا أنّ هناك جزء من هذه الأشعة غير المباشرة من الشمس، تقوم بالانحناء عند وصولها إلى الغلاف الجوي، كما أنّها تستمرُّ في المرور إلى القمر، لتقوم بإنشاء مناطق شبه مُضيئة وشبه مُظللة في نفس الوقت والتي تعبّر عن مناطق شبه الظل للأرض.
ونتيجة دوران الأرض حول الشمس، بالإضافة إلى حركة القمر في مدار حول الأرض، وحركة الأرض بين الشمس والقمر أحياناً، سيتمّ حجب ضوء الشمس السّاقط على القمر، ليتكوّن ظل الأرض بالنيابة عنه، الأمر الذي يؤدّي إلى تكوّن الخسوف، حيث يحدث الخسوف عندما يكون القمر مُكتملاً، يعني عندما يكون بجانب الأرض ومقابلاً للشمس.
لون القمر في أثناء حدوث ظاهرة الخسوف
في أثناء حدوث ظاهرة خسوف القمر يقوم ضوء الشمس الأبيض بضرب الغلاف الجويّ الموجود على جوانب الأرض، ليبدأ بتشتيتهِ وامتصاصه، حيث يتأثّر اللُّون الأزرق بشكل كبير في هذه الأثناء، ليقوم في النهاية كلُّ من اللّونين الأحمر والبرتقالي بتشكيل الألوان المُتبقّية، حيث يقوم اللَّون الأحمر بالمرور في الغلاف الجوي دون أن يقوم بامتصاص الضوء وتشتيته، هذا قبل أن يقوم الغلاف الجويّ بعكسه إلى الخلف، حتى يقوم هذا الغلاف ببعث ضوء أحمر بشكل غير مباشر على سطح القمر.
في حين يعتمد ظهور القمر في حالة الخسوف باللَّون الأحمر أو البرتقالي أو الذهبي على مقدار كميّة الغبار والمياه وغيرها من العوامل الأخرى كدرجات الحرارة ومقدار الرطوبة.
