دور الكيمياء الحيوية في الطب

اقرأ في هذا المقال


تتمتع الكيمياء الحيوية والطب بعلاقة تعاون متبادل، حيث سلطت الدراسات البيوكيميائية الضوء على العديد من جوانب الصحة والمرض، كما فتحت دراسة الجوانب المختلفة للصحة والمرض مجالات جديدة للكيمياء الحيوية، كما تم التأكيد على الأهمية الطبية للكيمياء الحيوية في كل من المواقف العادية وغير الطبيعية.

الكيمياء الحيوية

تقدم الكيمياء الحيوية مساهمات كبيرة في مجالات بيولوجيا الخلية، علم وظائف الأعضاء، علم المناعة، علم الأحياء الدقيقة، علم العقاقير، علم السموم، بالإضافة إلى مجالات الالتهاب، إصابة الخلايا، السرطان، كما تؤكد هذه العلاقات الوثيقة أن الحياة تعتمد على التفاعلات والعمليات الكيميائية الحية.

العلاقة بين الكيمياء الحيوية والطب

الشاغلان الرئيسيان للعاملين في العلوم الصحية وخاصة الأطباء هما فهم الصحة والحفاظ عليها وفهم المرض وعلاجه بشكل فعال، حيث تؤثر الكيمياء الحيوية على كل من هذه الاهتمامات الأساسية والعلاقة المتبادلة بين الكيمياء الحيوية والطب، وهي طريق واسع ذو اتجاهين.

كانت معرفة بنية البروتين ووظيفته ضرورية لتحديد وفهم الاختلاف الفردي في تسلسل الأحماض الأمينية بين الهيموغلوبين الطبيعي والهيموغلوبين في الخلية المنجلية، وقد ساهم تحليل العديد من الخلايا المنجلية المتغيرة والهيموجلوبين الآخر بشكل كبير في فهمنا لبنية ووظيفة كل من الهيموجلوبين المنجلي والهيموجلوبين الطبيعي والبروتينات الأخرى.

وخلال أوائل القرن العشرين درس الطبيب الإنجليزي أرشيبالد جارود المرضى الذين يعانون من اضطرابات نادرة نسبيًا مثل بيلة الكابتون، المَهَق، بيلة ​​سيستينية، بيلة ​​خماسية، وأثبت أن هذه الحالات قد تم تحديدها وراثيًا، كما حدد (Garrod) هذه الشروط على أنها أخطاء فطرية في التمثيل الغذائي، حيث قدمت أفكاره أساسًا لتطوير مجال علم الوراثة البيوكيميائية للإنسان.

ومن الأمثلة الأكثر حداثة دراسة الأساس الجيني والجزيئي لفرط كوليسترول الدم العائلي، وهو مرض ينتج عنه ظهور مبكر لتصلب الشرايين، بالإضافة إلى توضيح الطفرات الجينية المختلفة المسؤولة عن هذا المرض، حيث قدم هذا فهمًا أعمق لمستقبلات الخلايا وآليات امتصاص ليس فقط للكوليسترول، ولكن أيضًا لكيفية عبور الجزيئات الأخرى لأغشية الخلايا.

كما أن دراسة الجينات المسرطنة والجينات الكابتة للورم في خلايا السرطانية وجهت الانتباه إلى الآليات الجزيئية المشاركة في السيطرة على نمو الخلايا الطبيعي، وتوضح هذه الأمثلة كيف يمكن لدراسة المرض أن تفتح مجالات للبحث الكيميائي الحيوي الأساسي.

كما يوفر العلم للأطباء والعاملين الآخرين في مجال الرعاية الصحية والبيولوجيا أساسًا يؤثر على الممارسة ويحفز الفضول ويشجع على تبني الأساليب العلمية للتعلم المستمر، وطالما أن العلاج الطبي يرتكز بقوة على معرفة الكيمياء الحيوية والعلوم الأساسية الأخرى، فإن ممارسة الطب سيكون لها أساس منطقي قادر على استيعاب المعرفة الجديدة والتكيف معها.


شارك المقالة: