صدر الدين الشيرازي

اقرأ في هذا المقال


من هو الشيرازي؟

هو محمد بن ابراهيم القوامي الشيرازي، كان آخر حكماء الشيعة الذين جمعوا بين كل من المعرفة العملية والنظرية، كما أنّه كان أول من جمع بين الفلسفة والعرفان، له نهج خاص به سُميّ بنهج الحكمة المُتعالية، تميّز بصعوبة طرحه للأفكار، اشتهر بذكاءه وحكمته، إلى جانب سرعة استيعابه لكل ما يُحيط به.

كان الشيرازي واحداً من العلماء الذين لاقوا صعوبة في قبول نهجهم وأبحاثهم؛ وذلك نظراً لكونها كانت وما زالت مُتطورة لدرجة يصعب على من عاصره من الأدباء والحكماء فهمها أو دراستها، ممّا جعل كل من حوله يُضايقوه ويوجهون إليه العديد من التهم؛ الأمر الذي دفعه إلى مُغادرة قومه وهجرة بلاده والاتجاه إلى مكانٍ آخر، يُمارس فيه نشاطاته وأبحاثه.

لُقب الشيرازي بالعديد من الألقاب أشهرها لقب” صدر المُتألهين”، هذا وقد اشتهر الشيرازي بعلمه الواسع إلى جانب معرفته القوية؛ الأمر الي دفعه إلى التنقّل من مكان لآخر لإتمام أبحاثه ودراساته وتجاربه دون أن يتعرّض إلى مُضايقات أو اتهامات.

كان الشيرازي ابناً لإحدى العائلات الثرية، حيث كان والده وزيراً في ذلك الزمان، كما أنّه كان الوريث الوحيد له فلم يكن له أخوة أو أخوات؛ الامر الذي جعله يستفيد من الثروة التي كان يمتلكها والده، والتي صرفها على طلب العلم وتحقيق أبحاثه؛ وهذا هو السبب وراء تراثه العلمي حيث كان مُطلعاً على أغلب الفنون والمهن في ذلك الزمان.

كان الشيرازي من مواليد جمادى الأولى حيث ولد في أصفهان وذلك في عام”980″ للهجرة، بدأ دراسته في مسقط رأسه، حيث أخذ عن علماء وأدباء وأساتذة تلك المنطقة، اشتهر في أصفهان بشكلٍ كبير حيث كان مُلازماً على إعطاء الدروس والمُحاضرات للعديد من الطلبة، تميّزت مُحاضراته بالرونق العالي كما أنّها كانت تجذب كل من يستمع إليها؛ الأمر الذي جعل العديد من شيوخ وأدباء تلك المنطقة يتوجهون لحضور تلك المُحاضرات.

كان الشيرازي واحداً من العلماء الذين عاشو في زمانٍ كانت فيه الروح الإشراقية هي المُسيطرة، حيث كانت تلك الصفة من أشهر مميزات المجتمع الذي عاش فيه الشيرازي ممّا جعله يتأثّر بها بشكلٍ واضح حيث ظهر ذلك التأثّر جلياً في العديد من آرائه وأفكاره ومؤلفاته.

تأثر الشيرازي في العديد من الأساتذة والأدباء ممن حوله، حيث أخذ عنهم وتأثّر بهم بشكلٍ كبير، ظهر هذا التأثّر واضحاً في العديد من أبحاثه وكتاباته، ومن أشهر أساتذة الشيرازي: الشيخ محمد بن حسين الحارثي والذي كان يُعرف بالشيخ البهائي والذي كان من أكثر الأساتذة الذين أثرو بالشيرازي، إضافةً إلى كل من الأستاذ محمد باقر الحسيني والذي كان يُعرف باسم المُحقق الداماد، والأستاذ أبو القاسم والذي كان يُسمّى بالمير فندرسكي.

وإلى جانب تأثّر الشيرازي بأولئك الأساتذة، فقد كان له العديد من الطلبة والتلاميذ الذين عاصروه وأخذو عنه وتعلمو منه، ومن أشهر أولئك التلامذة الذين حققوا نجاحاً كبيراً على يده وأصبحوا من أعظم شيوخ ذلك الزمان: الشيخ محمد محسن والذي كان يُلقب بالفيض الكاشاني، إضافةً إلى كل من حسن ابراهيم التنكابني، والملا عبد الرشيد.

اشتهر الشيرازي باختلافه عن باقي العلماء الذين جاءوا من قبله، حيث ذكرت العديد من الروايات والمؤلفات بأنّ حياته مرّت بثلاث مراحل صنّفها هو حسب علمه وأشغاله، حيث كانت المرحلة الأولى هي مرحلة البداية والإنطلاق لتلمُّذ وتعلُّم الشيرازي الذي كان يتبع لآراء الفلاسفة والفلكيين في ذلك الزمان.

في حين أن المرحلة الثانية من حياة الشيرازي فقد قضى أغلبها في انقطاع وعزلة عن العالم الخارجي، حيث ذكرت العديد من الروايات أنّ الشيرازي قضى مُعظم حياته مُتأملاً لما يدور حوله كما أنّه كان مُعظم أوقاته يقضيها بعيداً عن من حوله في الجبال النائية.

أمّا المرحلة الثالثة فهي مرحلة الازدهار والتألق، بدأ الشيرازي بعد أن أتم دراساته وأبحاثه بالتأليف والتدوين لكل الآراء والأفكار التي كانت تدور حوله، إلى جانب ذلك فقد كانت جميع تلك الأفكار والمُدونات التي اعتنى فيها االشيرازي تتبع لكل من الطريقة الإشراقية والكشفية.

أشهر ما قيل عن الشيرازي:

حقق الشيرازي مكانةً عريقة في زمانه وحتى بعد وفاته، حيث كان العديد من العلماء والأدباء يكتبون عنه في كتبهم ومؤلفاتهم، ومن أشهر ما قيل عنه:

  • ورد على لسان أحد العلماء أنّه قال عنه:” كان الشيرازي فائقاً على من تقدمه من الحكماء الباذخين، والعلماء الراسخين”، هذا وقد وُصِف الشيرازي على أنّه السبب الرئيسي وراء نمو وازدهار وتطور الأمة في ذلك الزمان.
  • قال عنه بعض من علماء زمانه بأنّه بالغَ في وجهات نظره وآرائه وذلك تبعاً لاختلاف العبارات والتكرارات التي عُرضت عليه، كما أنّه وصفه قائلاً:” كان الشيرازي كاتباً موهوباً لم يتم الحصول على نظيراً أو منافساً له في عصره وحتى قبل عصره”.

شارك المقالة: