طبيعة القشرة الأرضية التي تستقر عليها السلسلة الجبلية وطور الترسيب فيها

ما هي طبيعة القشرة الأرضية التي تستقر عليها السلسلة الجبلية؟

إن أكثر السلاسل الجبلية تقوم فوق قشرة قارية، لذلك فإن الصفيحة التكتونية التي كانت توجد في أوروبا في نهاية الباليوزويك استخدمت من جديد عندما تشكلت السلاسل الألبية، وبالطريقة نفسها فإن الصفيحة التكتونية لنهاية البريكامبريان استخدمت من جديد أثناء تشكل السلاسل الهرسينية، وتقوم السلاسل البريكامبرية على أرضيات أقدم بكثير.
هذه الأرضيات التي تقوم عليها السلاسل الجبلية تتميز باستقرار وتوازن منذ وقت طويل، وهذا يعني أن تشكل سلسلة جبلية مستقل عن طبيعة القشرة التي تقوم عليها، بينما هي نتيجة لحركات مولدة تتوضع في المعطف العلوي.
في المقابل لم يتم التحقق من قيام سلاسل جبلية فوق أرضيات محيطية، على الرغم من أن بعضها يشكل نطاقات ذات ديناميكية نشطة مثل المحيط الباسفيكي الذي تجددت أعماقه في أقل من 150 مليون سنة، ولذا يمكن القول أن معظم السلاسل الجبلية تقوم على أنقاض أرضيات قارية كانت موجودة من قبل.

طور الترسيب في القشرة القارية:

فيما عدا بعض الحالات النادرة، فإن أي سلسلة جبلية تتوافق مع نطاق، حيث تكدست بشكل مسبق رسوبات بسماكات أكبر مما حولها، وتبدي سحنات مختلفة ومماثلة للسحنات العميقة؛ لأن السلسلة الجبلية تتوضع غالباً فوق تخدد رسوبي يسمى جيوسنكلينال نظراً لأبعاده.
إن سماكة الجيوسنكلينال والسحنات المتشكلة تتوقف كثيراً على أهمية الرسوبيات المحمولة، فعلى سبيل المثال لنفرض وجود أخدود عمقه 2000 متر فإذا كانت عملية الترسيب ضعيفة والرسوبيات المحمولة قليلة فإنه ستتشكل رسوبات قليلة السماكة وذات سحنة عميقة جداً.
أما إذا كانت عملية الترسيب نشطة والمجلوبات الرسوبية كبيرة فإنه ستتشكل رسوبات سميكة ذات سحنات مختلفة عميقة أو قارية، ومن جهة أخرى إذا كانت الحمولات الرسوبية هامة منذ تشكل التخدد وإذا لم يتغلغل البحر إلى هذا التخدد، فإن السحنات المتشكلة تكون قارية ومن الممكن إيجاد السماكات والسحنات المختلفة جداً في الجيوسنكلينات.
فقط تصل السماكات إلى 10 أو 15 كيلو متر وأحياناً قد تصل إلى 20 كيلو متر، كما أن بعض السحنات لا توجد غالباً في الجيوسنكلينات مثل الفليش ومثل بعض السحنات الشيستية بالإضافة إلى سحنات السيليس ذات الراديولاريت.
إن مدة هذه المرحلة كبيرة جداً وبشكل عام فهي بحدود 100 مليون سنة، وقد تصل إلى 250 مليون سنة، كما في حالة السلاسل الهرسينية لأوروبا الغربية وتتجاوز هذا الرقم في حالة السلاسل البريكامبرية.