من هو الصوفي؟
هو عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي، يُكنّى بأبو عبد الرحمن، واحداً من أهم وأشهر العلماء الفلكيين الذين عاشوا طوال حياتهم في البحث والعلم والدراسة، كان الصوفي عالماً فارسياً مسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دوراً واضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره.
ولد الصوفي في حوالي عام” 291″ للهجرة والموافق” 903″ للميلاد، حيث كان من مواليد مدينة الري الكائنة في بلاد فرس والتي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث يُقال أنّه كان من أبناء لقرن العاشر للميلاد، ولم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات والكتب، إضافةً إلى ذلك فقد كان الصوفي ابناً لواحدة من الأسر العريقة في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في دراساته وأبحاثه.
إلى جانب ذلك فقد كان للصوفي العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.
يُعدّ الصوفي واحداً من أهم وأعظم وأشهر العلماء المسلمين الذين برعوا في علوم الفلك بالتحديد، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً تاريخية مرموقة ومعروفة، هذا ولم تقتصر إهتمام الصوفي على علوم الفلك فقط، بل كانت له اهتماماتٍ وميولاتٍ في شتى العلوم والمعارف المُختلفة.
تولّى الصوفي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأعمال التي تولاها هي توليه مهمة ترجمة وتوسيع الأعمال الفلكية خاصةً اليونانية، إلى جانب أنّه عمل في بلاط السلطان البويهي عضد الدولة الذي اتخذ من الصوفي فلكياً ومعلماً له.
عُرف عن الصوفي أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد يُقال أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم، كما أنّه حظي في كل مكانٍ يزوره بشهرةٍ كبيرة إلى جانب مكانته التي كانت تزداد في كل رحلة من رحلاته، هذا وقد التقى الصوفي بعدد كبير من العلماء والفلكيين الذين بزغوا في زمانه؛ الأمر الذي جعله يتعاون مع أغلبهم لإتمام إنجازاته وأبحاثه إلى جانب أنّه كان يأخذ الكثير عن علومهم ومعارفهم.
إضافةً إلى ذلك فقد اشتهر الصوفي بمحاضراته وندواته التي كان يعقدها في شتى البقاع والدول، حيث كان يتناول في تلك المحاضرات الحديث عن أهم العلوم والمعارف التي توصل إليها، إلى جانب أنّه كان يتطرق لطرح العديد من الأسئلة فيما يتعلق بعلم الفلك والرصد؛ وذلك رغبةً منه في زيادة علمه ومعرفته إلى جانب أنّه كان يطمح بتعليم كل من يحضره أهم القواعد والمبادئ والنظريات التي تتعلق بذلك العلم.
إسهامات وإنجازات الصوفي:
تمكّن الصوفي من تقديم العديد من الإسهامات والإنجازات في علوم الفلك بالتحديد والتي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه واشتهاره إلى جانب أنّها حققت نجاحاتٍ عظيمة في ذلك الزمان وحتى يومنا هذا، ومن أشهرها:
- تمكّن الصوفي من خلال أبحاثه ودراساته المُتواصلة من الوصول إلى طريقة خاصة تُمكّنه من رصد النجوم حتى نجح فيها، كما أنّه نجح في تحديد أبعاد تلك النجوم التي لاحظ أنّ هناك كميةً كبيرة منها لم يسبقها أحد من قبل.
- قام الصوفي برسم خريطة خاصة للسماء، حيث حدد في تلك الخريطة مواضع النجوم وأحجامها، كما أنّه حدد درجة لمعان كل نجم من تلك النجوم.
- وضع الصوفي فهرساً خاصاً للنجوم يعمل على تصحيح وتعديل جميع الأخطاء التي وضعها من سبقه من فلكيين، حيث قام بشكلٍ خاص في تصحيح وتعديل جميع الأخطاء الواردة عن بطليموس والتي كان قد قدّمها في واحدة من كتبه.
- يُعدّ الصوفي أول عالماً فلكياً تمكّن من الوصول إلى أنّ الكواكب تتغير ألوانها وأقدارها بين الحين والآخر وفقاً للظروف المكانية والمناخية التي يتعرض لها كل منها.
- يُعدّ الصوفي أول من لاحظ وجود مجرة جديدة وغريبة سُميّت بمجرة” أندروميدا”، كما أنّه قام بوصف تلك المجرة قائلاً عنها ما تلك المجرة إلّا لطخةً سحابية.
- كان الصوفي من أوائل العلماء الذين تمكّنوا من الوصول إلى سحابتي مجلان(الصغرى والكبرى).
أشهر مؤلفات الصوفي:
- كتاب” الأرجوزة في الكواكب الثابتة “.
- كتاب” صور الكواكب الثمانية والأربعين “.
- كتاب” رسالة العمل بالإسطرلاب “.
- كتاب” التذكرة “.
- كتاب” تطارح الشعاعات “.