عبد القاهر البغدادي

اقرأ في هذا المقال


من هو عبد القاهر البغدادي؟

هو عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي التميمي، يُكنى بأبو منصور، كان عالماً رياضياتي وفقيهاً وأديباً وفيلسوفاً عربياً مسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها الكبير في زيادة مكانته وقيمته العلمية والعملية.

كان أبو منصور البغدادي من مواليد مدينة بغداد التي نشأ وتعلّم فيها، ما زالت الخلافات قائمة حول تحديد تاريخ ميلاده الذي لم يرد في أي من الروايات أو الأقاويل، إلى جانب ذلك فقد كان أبو منصور البغدادي ابناً لواحدة من الأسر المعروفة بعلمها؛ الأمر الذي جعل أبو منصور البغدادي يبدأ دراساته في سنٍ مُبكرة.

عُرف عن أبو منصور البغدادي أنّه كان كثير السفل والتنقل، حيث يُقال أنّه جاب مُعظم بلاد ودول العالم؛ وذلك رغبةً منه في الحصول على أفضل المعلومات إلى جانب رغبته في تطوّر علمه وثقافته وفكره، ففي بداية حياته انتقل أبو منصور البغدادي مع والده إلى مدينة خراسان والتي أقام فيها مُعظم حياته.

إلى جانب ذلك فقد كان لأبو منصور البغدادي العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.

كان أبو منصور البغدادي واحداً من علماء الرياضيات المعروفين والمشهورين في مدينة بغداد بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، كما أنّه درس العديد من العلوم والمعارف التي اختصت بشكلٍ كبير في علم الرياضيات والحساب والهندسة؛ الأمر الذي جعله يبزع في تلك المجالات.

إلى جانب ذلك فلم تقتصر دراسات وأبحاث أبو منصور البغدادي على علوم الرياضيات ومجالاته، بل أنّه كانت له العديد من الإهتمامات والميولات المُختلفة في شتى العلوم والمعارف، حيث أبدى أبو منصور البغدادي إهتماماً واضحاً في علم الأدب والنحو والفقه والحكمة والفلسفة إلى جانب اهتمامه في علم الفلك والرصد.

تولّى أبو منصور البغدادي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وفقهاء وفلاسفة وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأعمال التي تولّاها هي استلامه مهنة التدريس في مسجد عقيل خاصةً بعد أن توفي الشيخ الإسفراييني والذي كان هو الأستاذ في ذلك الوقت.

كان أبو منصور البغدادي يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي يحضرها العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأدباء؛ الأمر الذي جعله يأخذ العديد من علومهم ومعارفهم، إلى جانب ذلك فقد كان البغدادي يتناول في تلك المُحاضرات الحديث عن كل الأمور التي تتعلق بعلم الرياضيات ومجالاته، إضافةً إلى حديثه عن كل ما كان قد توصّل إليه من علومٍ ومعارف.

هذا وقد كان أبو منصور البغدادي يرجع إلى العديد من الشيوخ والأساتذة الذين كانوا قد عاصروه وسبقوه في زمانه؛ وذلك لإتمام أبحاثه وبعض من دراساته، ومن أشهر أولئك الشيوخ؛ إسماعيل بن نجيد، بشر بن أحمد، أبو عمرو بن نجيد، أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر وغيرهم الكثير من العلماء والشيوخ.

أشهر تلامذة أبو منصور البغدادي:

اشتهر أبو منصور البغدادي بحنكته وذكاءه، إلى جانب علمه الواسع، حيث يُقال أنّه كان عالماً بأكثر من سبعة عشر علماً؛ الأمر الذي جعله يتلمذ على يده العديد من العلماء والطلبة والأستاذة منهم:

  • أبو بكر البيهيقي والذي كان صاحب التصانيف الجليلة والآثار المُنيرة.
  • عبد الغفار بن محمد الشيرويي، والذي اشتهر بعلومه الواسعة.
  • الفضل بن محمد الفارمذي الخراساني الواعظ.
  • المأمون أبو محمد الفضل بن محمد النيسابوري.

مؤلفات أبو منصور البغدادي:

تمكّن أبو منصور البغدادي من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات، حيث يُقال أنّ جزءاً كبيراً من تلك الكتب لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا، ومن أشهر تلك الكتب:

  • كتاب” تفسير القرآن “.
  • كتاب” التكملة في الحساب “.
  • كتاب” الملل والنحل “.
  • كتاب” الفَرق في الفِرق “.

أشهر العلماء الذين ذكروا منصور البغدادي في كتبهم:

  • أبو عثمان الصابوني والذي قال فيه: ” لقد كان أبو منصور البغدادي وبإجماعٍ من أهل العلم والفضل من أهم أئمة الأصول وصدور الإسلام، كما أنّه كان غريب التأليف والتهذيب”.
  • عبد الغافر الفارسي والذي قال عنه: ” يُعتبر أبو منصور البغدادي إماماً كاملاً، فقيهاً أصولي، أديباً شاعري، حقق نجاحاً باهراً في علم الحساب والعدد”.

شارك المقالة: