ما لا تعرفه عن السويدي:
هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد والمعروف ب”عز الدين بن السويدي”، كان طبيباً وعالماً وفيلسوفاً ووأديباً عربياً مُسلماً، إضافةً إلى أنّه كان كاتباً ومُترجماً معروفاً في زمانه، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه وازدهاره، إلى جانب نجاحاته الكثيرة التي ساهمت بشكلٍ كبير في نمو وازدهار دولته.
ولد عز الدين السويدي في حوالي عام “600” للهجرة ولم يرد أي معلومات حول تاريخ ميلاده بالشكل المُحدد، حتى أنّه لم يُعرف الكثير عن حياته؛ الأمر الي جعل العديد من العلماء يبحثون عن أهم تفاصيل حياته وتاريخ ميلاده ووفاته، هذا وقد مارس السويدي دراساته الإبتدائية وأهم أعماله في مسقط رأسه، حيث أنّه عمل في مجال صناعة الطب وعلومه، حتى أنّه حقق نجاحاً كبيراً وواضحاً في كل أعماله.
يُعدّ عز الدين السويدي واحداً من أهم وأشهر العلماء الذين بزغوا في زمانه، هذا وقد عُرف عنه أنّه كان ممّن يُتقنون أعمالهم بالشكل الكامل؛ الأمر الذي جعل منه عالماً فضيلاً قديراً لم يصل أحد من علماء وأطباء زمانه إلى ما وصل إليه.
أخذ عز الدين السويدي علومه ومعرفته عن والده حيث كان تاجراً كبيراً في مدينة حوران كما أنّه كان مُعلماً للعديد من الأجيال، إلى جانب ذلك فقد كان السويدي ابناً لواحدة من الأسر التي اشتهرت بعلمها ومكانتها القديرة، حيث نشأ السويدي في جوٍ أُسري علمي؛ الأمر الذي جعله يتربي على أهم المبادئ والقواعد العلمية القيمة والمهمة.
إضافةً إلى ذلك فقد حقق عز الدين السويدي شهرةً كبيرة في كل مكان يزوره، خاصةً إنّه قد عُرف عنه أنّه كان كثير التجول والترحال، إلى جانب أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم ورغبةً منه في تقدّم وتطوّر نفسه وعلومه.
تولّى عز الدين السويدي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً واضحاً في تقدّمه كما أنّها زادت من مكانته وقيمته عند كل من عاصروه من علماء وأطباء وحكماء، إلى جانب مكانته في نفوس العديد من الخلفاء والملوك والسلاطين، هذا وقد عمل السويدي طبيباً في البيمارستان النوري، كما أنّه كان مُدرساً في مكتبة الشيخ أبي بكر الصقلي الأمر الذي جعل منه شخصيةً محبوبةً ومرغوبة عند كل من عاصره والتقى به.
التقى عز الدين السويدي بعدد كبير من العلماء والأطباء والمؤرخين، حيث أخذ عنهم العديد من علومهم ومعارفهم، كما أنّه تلمّذ على يد أهمهم، إلى جانب ذلك فقد عُرف عن السويدي أنّه كان يُقيم العديد من الندوات والمُحاضرات التي يتناول فيها الحديث عن كل العلوم والمعارف والفكر والثقافة التي توصل إليها من خلال أبحاثه ودراساته، هذا وقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من شيوخ وعلماء وكبار الدول.
حقق السويدي مكانةً كبيرة في نفوس العديد من العلماء؛ الأمر الذي جعله يحظى بمدحهم وثناءهم في أهم كتبهم ومؤلفاتهم، إلى جانب ذلك فقد كان ابن أبي أصيبعة الذي ذكر السويدي في كتابه” عيون الأنباء في طبقات الأطباء” من أهم وأحب العلماء الذين التقى بهم السويدي، والذي القى عليه الشعر مادحاً اياه كهدية شكرٍ لما قاله عنه في ذلك الكتاب.
تميّز السويدي بذكاءه وفطنته وحنكته، إلى جانب أنّه كان يتمتع بخفة ظله ودهائه، كما عُرف عنه أنّه كان صاحب رأي سديد، لديه حس قومي كبير، فقد اشتهر في زمانه بصعوبة إقناعه وعناده حيث كان لا يقبل أي نتيجة أو اكتشاف أو حتى رأي إلا بعد اختباره واعتماده على أفضل الدلائل والوقائع التي تختص بذلك الفكر أو الرأي.
أشهر إنجازات السويدي:
حقق السويدي العديد من الإنجازات والإسهامات كغيره من العلماء الذين ساهموا في تقدّم وازدهار الدولة العربية إلى جانب الدولة الإسلامية، كما أنّه ساهم بشكلٍ كبير في تقديم العديد من الابتكارات والإختراعات التي تُساعد على تقدّم ورقي نفسه إلى جانب رغبته في زيادة مكانته العلمية والعملية وفكره الثقافي والمعرفي.
إضافةً إلى ذلك فقد قدّم عز الدين السويدي العديد من الإسهامات والإنجازات في مختلف العلوم والمعارف، كما أنّه كانت له ميولاتٍ مُتعددة فإلى جانب الطب، كان يهتم بشكلٍ كبير في علم الترجمة والأدب والشعر وإلقائه، إلى جانب ميولاته في علم الفلسفة والحكمة والفلك، هذا وقد عُرف عنه أنّه كان مُتقناً للعربية.
أشهر مؤلفات السويدي:
قدّم عز الدين السويدي العديد من الكتب والمؤلفات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه وازدهاره، إضافةً إلى أنّ جزءاً كبيراً منها يُقال أنّه لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا، حيث تناول في كتبه العديد من المواضيع المُختلفة التي تحدّث فيها عن أهم وأبرز نجاحاته واكتشافاته، ومن أهم وأشهر تلك الكتب:
- كتاب” الباهر في الجواهر”.
- كتاب” التذكرة الهادية والذخيرة الكافية في الطب”.