اقرأ في هذا المقال
من هو تشارلز داروين؟
تشارلز روبرت داروين؛ عالماً وجيولوجياً ومخترعاً، اختص في مجال علوم الطبيعة، قدّم العديد من الابتكارات والإنجازات التي ساهمت في تقدّمه واشتهاره، حيث يعود السبب وراء شهرته الواسعة لما قدّمه وساهم به في نظرية النشوء والارتقاء حيث أحدثت هذه النظرية ضجةً كبيرة بين المُجتمعات، فهناك من قبلها وهناك من رفضها، خاصةً أنّها كانت مُخالفة للعقيدة الإسلامية وباقي الأديان السماوية.
ولد تشارلز داروين في الثاني عشر من فبراير لعام” 1809″ للميلاد، حيث كان من مواليد مدينة شروسبري في إنجلترا، كما أنّه كان ابناً لعائلة تنتمي إلى الطائفة الإنجيلية، إلى جانب أنّه كان الابن الخامس للطبيب المعروف روبرت داروين، عُرف عن تشارلز داروين أنّه كان منذ صغره يتمتع بتفكيره الخاص الذي جعله يتميز عن الكثير، خاصةً أنّ هذا التميّز كان يظهر في كل مرةٍ يتوجه فيها إلى الكنيسة الإنجليكانية.
على الرغم من نجاحات تشارلز داروين وابتكاراته إلّا أنّه لم يكن مُحباً للعلم، فقد كان يشعر في الملل في كل مرةٍ يتجه بها إلى المدرسة؛ الأمر الذي جعل والده يغضب منه، ولكنه رفض إهمال ابنه هذا وأجبره على أن يتعلّم ويُكمل دراساته، الأمر الذي جعل تشارلز ينظم إلى إحدى الجمعيات الخيرية التي تُناقش أهم القضايا الطلابية.
عمل تشارلز داروين في بداية حياته مع والده الذي كان قد أخذ عنه كل ما يتعلق بأمور الطب والصيدلة، حتى أنه نجح في علاج العديد من الأمراض، إلى جانب ذلك فقد تمكّن داروين من أن يخوض في كل الأمور المُرتبطة بعلم التحنيط حتى تمكّن من فهمها والابداع بها.
قدّم تشارلز داروين العديد من الابتكارات والانجازات التي كان لها دوراً كبيراً في فهم كل ما يدور حولنا من تغيّراتٍ وراثية، حيث توصل من خلال دراساته إلى ابتكاراتٍ حديثة في علوم الوراثة، إلى جانب أنّه كان قد تمكّن من رسم الخرائط الوراثية لجميع أنواع الحياة بدءاً بالإنسان ووصولاً إلى الكائنات المجهرية.
عمل تشارلز داروين في البداية كاتباً؛ رغبةً منه في تطوّر كل ما يحيط به، إلى جانب أنّه كان جيولوجي ماهر ساهم في نشر كل ما يتعلق بأمريكا الجنوبية، كما أنّه نجح في الوصول إلى السبب الرئيسي وراء تكّون الجزر المرجانية، إلى جانب أنّه كان عالماً أحيائياً مُبدعاً ظهر ذلك من خلال قيامه بتقديم وصفاً دقيقاً عن كل ما يتعلق بإحدى أنواع المحار والمعروف باسم” البرنقيل”.
تشارلز داروين صاحب نظرية التطور:
يُشير مفهوم التطور إلى التغيّر الواضح والملموس في الصفات الوراثية المُتوازنة مع مرور الوقت بين الكائنات الحية المُختلفة، حيث يُصاحب هذا التغير إنتاج أنواع جديدة وغريبة من الكائنات الحية، إلى جانب التغيرات التي من الممكن أن تحدث لنفس النوع للكائنات الحية.
صاغ تشارلز داروين كل ما يتعلق بهذه النظرية في كتابه الشهير والمعروف باسم” أصل الأنواع “؛ حيث كانت هذه النظرية تنص على أنّه ومع مرور الوقت ستتغير جميع الكائنات الحية نتيجة تعرّضها لمجموعة من التغيرات والتي قد تكون في سلوكها الوراثي أو في صفات أجسامها؛ الأمر الذي يجعل ذلك الكائن يتقبل تلك التغيرات ويتكيف معها حتى يتمكّن من الاستمرار والبقاء.
إلى جانب ذلك فإنّ هذه النظرية ساهمت بشكلٍ كبير قي تطوّر وازدهار تشارلز داروين، حيث تُعتبر من أهم وأفضل النظريات التي تتحدّث عن الارتقاء الطبيعي؛ الأمر الذي جعلها تحظى بالعديد من الاهتمامات التاريخية، إلى جانب الأدلة العلمية التي تم تقديمها لدعم هذه النظرية كعلم الوراثة وعلم الحفريات وغيرها الكثير من العلوم التي جاءت لتدعم تلك النظرية وتؤكد صحتها.
آلية التطور من وجهة نظر تشارلز داروين:
كانت نظرية التطور قائمة على أساس وجود تغييرات في تركيب البشر الجيني الذي يظهر على الأجيال المُتعاقبة، حيث يعود السبب وراء هذه التغييرات حسبما ورد في الدراسات التي قدّمها تشارلز إلى زواج الأقارب أو التهجين والطفرات، حيث وضح داروين أنّ هذه الأسباب تؤدي بشكلٍ رئيسي إلى إحداث تغيرات ملحوظة، هذا وقد كانت هذه النظرية قائمة على مجموعة من الآليات التي تدعمها، وهذه الآليات هي:
- الانتقاء الطبيعي: حيث كانت هذه الآلية تفرض أنّ جميع الأفراد الذين يمتلكون صفات مُميزة يستمرون في البقاء، كما أنّ تلك الصفات تنتقل إلى الأجيال التالية.
- الطفرات الوراثية: أكّد تشارلز داروين من خلال دراساته أنّ السبب لرئيسي وراء نقل الصفات الوراثية عبر الأجيال المُتعاقبة يعود بشكلٍ رئيسي للجينات ودورها في إحداث هذا النقل.
- الانحراف الجيني: يُشير هذا المفهوم إلى التغيرات العشوائية التي تحدّث في معظم الصفات الوراثية.
- الهجرة الجينية: بيّن تشارلز داروين أنّ السبب الرئيسي لمثل هذه الهجرات يعود إلى التزاوج الذي يحدث بين مجموعاتٍ مُختلفة من الأفراد.