بشكل عام تأتي غالبية الكتلة الحيوية اليوم من الغابات والزراعة والصناعة والبلديات، وهذه الكتلة الحيوية التي يمكن أن تكون أي نوع من المواد النباتية أو حتى النفايات الحيوانية أو البشرية هي أقدم مصدر للطاقة للبشرية، حيث أنها قد استخدمت منذ فترة طويلة لصنع منتجات مفيدة مثل الأدوات والملابس والأصباغ، وفي الآونة الأخيرة أدت بعض التطورات التكنولوجية وزيادة المخاوف البيئية والاقتصادية إلى قيام العديد من الحكومات والشركات والمستهلكين باستكشاف طرق لاستخدام الكتلة الحيوية كبديل للطاقة المتجددة للوقود الأحفوري وكبديل أكثر استدامة للعديد من المنتجات.
ما هي طاقة الكتلة الحيوية؟
هي عبارة عن الطاقة التي تأتي من النباتات والمواد المشتقة من النباتات، ولقد تم استخدام طاقة الكتلة الحيوية منذ أن بدأ الناس في حرق الأخشاب لطهي الطعام والتدفئة، حيث لا يزال الخشب هو أكبر مصدر لطاقة الكتلة الحيوية اليوم، كما تعمل تقنيات الطاقة الحيوية على تحويل وقود الكتلة الحيوية المتجددة إلى حرارة وكهرباء باستخدام واحدة من ثلاث عمليات وهم: الاحتراق والتحلل البكتيري والتحويل إلى وقود غاز، وبالإضافة إلى الكهرباء والوقود، حيث يمكن أيضاً تحويل الكتلة الحيوية إلى مواد كيميائية لصنع البلاستيك والمنتجات الأخرى التي تُصنع عادةً من البترول.
ما هي عيوب طاقة الكتلة الحيوية؟
تعد الطاقة الحيوية نوع متاح على نطاق واسع وموثوق من مصادر الطاقة المتجددة، حيث يمكن أن يساعدنا حصاد الكتلة الحيوية لتوليد الكهرباء في تقليل النفايات، ومع ذلك هناك العديد من السلبيات التي يجب وضعها في الاعتبار، وهذا أمر بالغ الأهمية إذا كان يجب مواجهتهم بشكل صحيح من أجل السماح لطاقة الكتلة الحيوية بالعمل من أجل الأشخاص الذين يحتاجون إليها، وفيما يلي العديد من عيوب طاقة الكتلة الحيوية:
- طاقة الكتلة الحيوية ليست نظيفة تماماً: في حين أن الكتلة الحيوية هي مصدر وقود محايد من الكربون فهي ليست نظيفة تماماً، حيث أنه قد يؤدي حرق الأخشاب والحياة النباتية إلى انبعاثات أخرى بالإضافة أيضا إلى الكربون، كما يمكن أن تُلوث هذه الانبعاثات البيئة المحلية حتى لو لم تكن هذه التأثيرات شديدة كما قد تكون من الوقود الأحفوري، كما تشير بعض المنظمات إلى أن وقود الكتلة الحيوية ملوثاً أساسيا للهواء، وبالمقارنة مع مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل المياه فإن هذا النقص في الانبعاثات النظيفة هو عيب رئيسي.
- إمكانية إزالة الغابات: على الرغم من أن وقود طاقة الكتلة الحيوية قابل للتجديد إلا أنه يحتاج أيضاً إلى الصيانة، ويمكن أن يؤدي عدم القيام بذلك إلى إزالة الغابات على نطاق واسع، وهذه قضية بيئية رئيسية، حيث إنها تقلل بشكل كبير من المناطق الصالحة للسكن المتاحة لعشرات أنواع الحياة البرية، مما قد يؤدي إلى الانقراض، وهذا قد يكون عامل رئيسي يعيق استخدام وقود الكتلة الحيوية على نطاق واسع.
- الفراغ: يوجد هناك حاجة إلى مساحة كبيرة لتنمية المواد المستخدمة في طاقة الكتلة الحيوية، ولن تكون هذه المساحة متاحة دائما لا سيما في المناطق المبنية مثل المدن، ويحد هذا أيضاً من المناطق التي يمكن فيها بناء محطات طاقة الكتلة الحيوية، حيث يجب أن تكون هذه المناطق قريبة من مصادر الوقود لخفض تكاليف النقل والتكاليف الأخرى، وهذا قد يجعلها أقل تفضيلاً عند مقارنتها بالطاقة الشمسية، والتي تتطلب عادةً مساحة أقل ويمكن تركيبها في المدن والمناطق المأهولة الأخرى.
- تكاليف عالية بالمقارنة مع البدائل الأخرى: في حين أن تكلفة عملية استخراج وقود الكتلة الحيوية أقل من معظم أنواع الوقود الأحفوري إلا أنها لا تزال تتجاوز عموماً تلك المرتبطة بالعديد من أشكال الطاقة المتجددة الأخرى، وفي بعض الحالات تعتبر مشاريع الكتلة الحيوية لا تستحق ثمن الإنجاز خاصة عندما تتوفر بدائل الطاقة الشمسية والمياه والرياح، وتأتي هذه التكلفة من الحاجة إلى الحفاظ على موارد الكتلة الحيوية وإعادة زراعة الكتلة الحيوية المستخرجة، وعلاوة على ذلك تعتبر تكلفة الآلات المستخدمة في الاستخراج عاملاً أيضاً حيث إنها تنقل الكتلة الحيوية.
- طاقة الكتلة الحيوية تتطلب الكثير من الماء: من عيوب طاقة الكتلة الحيوية في كثير من الأحيان هي كمية المياه اللازمة في عملية الإنتاج، حيث تحتاج جميع النباتات إلى الماء لكي تعيش، مما يعني أن المصادر يجب أن تكون متاحة في جميع الأوقات، ولا يؤدي هذا فقط إلى زيادة التكاليف فيما يتعلق بالري، ولكنه قد يؤدي إلى تقليل مصادر المياه المتاحة للناس والحياة البرية.
- لا تزال طاقة الكتلة الحيوية تحت التطوير: بشكل عام هناك المزيد مما يتعين علينا القيام به لتسخير الإمكانيات التي تتمتع بها طاقة الكتلة الحيوية، ومع ذلك فقد تم تأجيل طاقة الكتلة الحيوية كمصدر بديل للوقود بسبب العديد من العيوب المذكورة أعلاه، وفي الواقع لا يزال العديد من العلماء يعملون على إيجاد طرق لجعلها أكثر كفاءة، وحتى يتم تجاوز هذا الحاجز فمن غير المرجح أن يتم اعتماد طاقة الكتلة الحيوية كمصدر وقود بديل قابل للتطبيق على نطاق واسع.
