فرانز بواس

اقرأ في هذا المقال


من هو فرانز بواس؟

فرانز أوري بواس، عالم ألماني برع في علوم الفيزياء، كان مُخترعاً بارعاً وناجحاً في العديد من المجالات، وهو أول من ابتكر علم الإنثربولوجيا، إلى جانب أنّه كان جغرافياً اهتم بعلوم الطبيعة والبيئة بشكلٍ كبير، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وتطوره، لُقب في زمانه بلقب” أبو الأنثروبولوجيا الأمريكية”؛ لما قدّمه من ابتكارات ونظريات ساهمت في تقدّم وتطوّر هذا العلوم.

ولد فرانس بواس في التاسع من شهر يوليو لعام”1858″ للميلاد، حيث ولد في إحدى المدن الألمانية، ينتمي إلى واحدة من الأسر المعروفة بعلمها وثقافتها، فقد كان والداه مُتعلمين يحثون على ضرورة تعلّم كل فردٍ من أفرادها؛ الأمر الذي جعل فرانز بواس يُمارس دراساته الأولية في سنٍ مبكر، إلى جانب ذلك فقد حظي باستقلاليةٍ تامة في التفكير والإبداع، خاصةً أنّه كان قد أظهر ذكاءه وفطنته منذ نعومة أظفاره.

اختلفت العديد من الروايات والكتب حول تحديد أصل بواس، حيث ورد في بعض الكتب للعديد من المؤلفين أنّه من أصلٍ يهودي، في حين أنّ هناك رواياتٍ أخرى كانت قد روّت أنّه كان مسيحي، هذا وقد قامت بعض الروايات بذكر ووصف فرانز بواس التي جاء بها:” لقد كان بواس بروتستانتي الجوهر، يؤمن باستقلالية الفرد وانفراده أكثر من أي شيءٍ آخر”.

كان فرانز بواس طالباً في جامعة هايدلبرغ ولكنه لم يُكمل تعليمه فيها، حيث انتقل إلى جامعة بون التي درس فيها أكثر من تخصص كالفيزياء والرياضيات والجغرافيا، ولكن حبه وتفوقه في علوم الفيزياء جعلته ينتقل مرةً أخرى إلى جامعة برلين؛ وذلك رغبةً منه في أن يتعلم على يد هرمان فون البروفيسور الفيزيائي المعروف في ذلك الزمان.

عُرف عن فرانز بواس أنّه كان شغوفاً مُحباً للعلم، طوحاً يطمح دائماً للوصول إلى أعلى درجات التفوق، كما أنّه كان كثير التنقل والترحال، حيث زار العديد من الدول والمناطق الأوروبية وذلك لرغبته الكبيرة في الحصول على أكبر قدرٍ ممكن من العلوم والمعارف؛ الأمر الذي جعله يلتقي بالعديد من العلماء والأساتذة المعروفين ممن أخذ عنهم، حيث تعلّم على يد كل من العالم الكبير فريدريك راتزل والعالم كارل ريتر وغيرهم الكثير.

إلى جانب ذلك فقد عمل فرانز بواس أستاذاً في العديد من الجامعات والكليات؛ الأمر الذي جعل العديد من الطلبة والتلامذة يتلمذون على يده، حيث كان كل من روث بندكت وجوزيف غرينبيرغ وألفريد لويس كروير من أشهر التلامذة الذين بزغوا على يد بواس.

أهم المناصب والأعمال التي تولاها فرانز بواس:

تولى فرانز بواس العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في زيادة مكانته العلمية والعملية، إلى جانب دورها في شهرته وتقدّمه، ومن أهم هذه المناصب:

  • كان فرانز بواس عضواً رئيسياً في أكاديمية العلوم البروسية، إضافةً إلى عضويته في الأكاديمية الألمانية للعلوم.
  • تم تعيينه في حوالي عام”1889″ للميلاد رئيساً لقسم الأنثروبولجيا في ألمانيا.
  • عمل فرانز بواس كمُساعد أمين في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي.
  • تم تعيينه في عام”1901″ للميلاد عالماً لغوياً في إحدى المكاتب الأمريكية الخاصة بعلوم الأنثروبولوجيا والطبيعة.
  • تم انتخابه في عام”1931″ للميلاد رئيساً للرابطة الأمريكية الخاصة بتقدّم العلوم.

نظرية النسبية الثقافية لفرانز بواس:

حاول فرانز بواس من خلال دراساته وأبحاثه من الوصول إلى تحديد الاختلافات في النظام الثقافي للجماعات الإنسانية، حيث أكّد أن ذلك الاختلاف قائماً على أساس اختلاف الثقافة وليس على الأساس العرقي؛ وذلك نظراً لكون النظام العرقي ثابت لا يتغير ولا يتبدل.

تمكّن فرانز بواس في بداية القرن العشرين من ابتكار نظرية خاصة به توضّح مدى تلك الفروقات والنسبة فيما بينهما، وهذه النظرية هي نظرية النسبية الثقافية والتي كانت تنص على أنّه:” يجب على الأشخاص المُحيطين بأي فردٍ من الأفراد أن يتفهموا كل الأفعال والمُعتقدات التي يقوم بها بناءاً على طبيعة الثقافة التي كان قد ولد بها ونما عليه”.

هذا وقد كان أول حديث لفرانز بواس عن نظريته تلك في حوالي عام” 1887″ للميلاد، حيث جاء على لسانه أنّه قال:” لا يُمكن أن تكون الحضارة قائمة على الشيء المُطلق فقط، بل يُمكن اعتبارها بأنها نسبية إلى حدٍ ما، حيث أنّ كل ما يحيط بتلك الحضارة من ثقافة ومعتقداتٍ ومفاهيم وأفكار تكون قائمة وصحيحة إلى آخر الزمان، أو حتى إلى أن يأتي اليوم الذي لا يكون للحضارة فيه معناً أو وجوداً”.

أشهر مؤلفات فرانز بواس:

تمكّن فرانز بواس كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات التي لا يزال جزءاً كبيراً منها قائماً حتى يومنا هذا، إلى جانب أنّها جاءت كدلائل تؤكد كل ما توصل إليه بواس، ومن أهم تلك الكتب:

  • كتاب” ذهن الإنسان البدائي”.
  • كتاب” الفن البدائي “.
  • كتاب” الأنثروبولوجيا والحياة العصرية “.

  • كتاب” الأنثروبولوجيا العامة “.
  • كتاب” الأسكيمو الوسطى “.
  • كتاب” قواعد الإثنوكرافيا “.
  • كتاب” الارتفاء التطوري والارتقاء المقارن “.

شارك المقالة: