فلسفة الكندي:
سعى الكندي بشكلٍ واسع في تطوير وازدهار الفلسفة الإسلاميّة وذلك من خلال تقريب الفلسفة اليونانية للمسلمين بشكلٍ خاص وجعلها مُتعارفة ومقبولة لديهم، حيث كان هذا الجهد واضحاً من خلال قيامه بترجمة العديد من النصوص التي تتحدث عن الفلسفة، إلى جانب ذلك فقد انضم الكندي إلى العمل في بيت الحكمة الموجود في بغداد؛ رغبةً منّه في ازدهار الفلسفة الإسلاميّة بشكلٍ كبير.
ومع استمرار أبحاث ودراسات الكندي إلى جانب عمله الدائم في الترجمة تمكّن من ادخال العديد من المُفردات الفلسفيّة إلى اللغة العربيّة، حيث كان لأعمال الكندي الفلسفية الفضل الكبير في وصول العديد من العلماء كالفارابي وابن سينا والغزالي إلى ما وصلو إليه.
إلى جانب ذلك فقد كانت من أهم إهتمامات الكندي هي الوصول إلى دليلٍ واضح للوصول إلى التوافق ما بين الفلسفة وكل من اللاهوت الطبيعي (يعتمد بشكلٍ خاص على العقل والتجارب العلميّة) من جهة وعلم الكلام من الجهة الأخرى، كما أنّه كان يعتقد وحسب فلسفته أنّ الوحي هو المصدر الوحيد لمعرفة العقل.
وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلها الكندي من أجل النهوض بالفلسفة إلّا أنه تم اعتبار نهجه في الفسلفة نهجاً بدائيّاً، حيث اعتبره العديد من المُفكّرين والعلماء نهجاً غير ناجحاً بشكلٍ كبيرإلى جانب عدم اقتناعهم به بالشكل الكافي، ويُمكن تفسير تلك العقبات التي اعترضت الكندي على أنه كان الفيلسوف الأول الذي يكتب باللغة العربية.
هذا وقد يُعتبر الكندي واحداً من أهم فلاسفة التاريخ الذين ظهرو في العصور الوسطى، حيث تأثّر بشكلٍ كبير في مجموعة من فلاسفة المدرسة الأفلاطونيّة المُحدثة كأفلاطون والبروكليوس وغيرهم العديد، كما اهتم الكندي بفلسفته في دراسة طبيعة الوجود إلى جانب اهتمامه في تفسير جميع الظواهر التي تحدث في الطبيعة ومُستويات الوجود في العالم، حيث حدد الكندي أنّ هناك علاقة تربط بين كل ماهو موجود في العالم وهذه العلاقة تجلّت في معرفة الله سبحانه وتعالى.
كان اهتمام الكندي وتركيزه مبني على أساس توحيد الله؛ الأمر الذي أدى إلى جعله في موضع الشك، حيث اتهمه البعض بإنه كان يتأثّر بفكر ومُعتقد المُعتزلة (وهي عبارة عن فرقةٍ كلامية ظهرت في العصر العباسي) وذلك لإنّ كلاهما يدعون إلى مسألة توحيد الله حتى تبيّن بعد فترةٍ من الزمن أنّ هذا التوافق ماهو إلّا صُدفة.
الروح وفلسفة الكندي:
ارتبطت فلسفة الكندي بالروح من خلال ايمانه بأنّه شيءٌ غير مادي، يرتبط بشكلٍ رئيسي في الجسد المادي؛ وهذا هو السبب وراء وجودنا الدنيوي، إلى جانب ذلك فقد تأثّر بشكلٍ كبير في مبادئ ومُعتقدات العديد من العلماء من أشهرهم العالِم أبكتاتوس الذي تمكّن من خلاله من الوصول إلى أنّ هناك العديد من الأشخاص والأفراد لا يُحبون الإرتباط بالأشياء الماديّة التي قد يأتي عليها يوماً وتزول.