ما هي قصة اختراع الأسلاك الكهربائية؟
الأسلاك والكابلات موجودة في كل مكان اليوم، ولا يمكن الاستغناء عنها أبدًا، فنحن نستعملها في العديد من الأمور وفي تشغيل أجهزتنا المتنوعة، بحيث تقوم بنقل البيانات والكهرباء الصوت والطاقة عبر مسافات قصيرة وطويلة، كما أنّها تكون آمنة لأنه يتم تغطيتها بمادة عازلة، على مر التاريخ تم تطوير طرق استعمال وتصنيع الاسلاك والكابلات، في عشرينيات القرن (19)م، اكتشف العالم فاراداي طرق التوصيل الكهرومغناطيسي، ومن هنا بدأت فكرة ابتكار الأسلاك.
بداية استعمال للكابلات الكهربائية هي عندما تم إنشاء خطوط التلغراف التجارية، عندما تم ابتكارها لأول مرة كان يتم صنعها من الحديد وكان من الصعب إنتاجها، من أجل تحسين الإنتاج عن طريق تشحيم سطح الحديد للأسلاك، تم استخدام كبريتات النحاسكمادة عازلة، في أوائل القرن العشرين، عندما زاد استعمال الطاقة الكهربائية في الإنتاج تم استعمال الأسلاك والكابلات الإلكترونية الموحدة، حيث كان أمر ابتكارها في غاية الأهمية.
خلال الحرب العالمية الثانية. زادت متطلبات الاتصالات والتصنيع بشكل كبير، وعملت شركة (Consolidated Electronic Wire & Cable) كشركة مصنعة لتلبية احتياجات الأشخاص من الأسلاك والكابلات، في أمريكا في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر من عام 1920 إلى عام 1935م تم توصيل 70 بالمائة من المنازل الأمريكية بشبكة المرافق الكهربائية، بالتالي تم تركيب الأسلاك في الكثير من المنازل وفي ذلك الوقت تم تحسين الأنظمة المتعلقة بسلامة استعمال الأسلاك الكهربائية.
يتم تثبيت الأسلاك الموصلة بنسيج من القماش المطاطي، ويتم تثبيتها في مكانها بواسطة عوازل بمقبض من البورسلين مثبتة على جوانبها، ومحمية بواسطة عوازل أنابيب البورسلين، عازل القماش المطاطي كان تقدمًا كبيرًا في تاريخ سلامة وأمان استعمال الأسلاك، بعد ذلك قام الأشخاص والعلماء بالبحث عن طرق أخرى لزيادة أمان استعمال الأسلاك.
أهم الأحداث في تاريخ الأسلاك الكهربائية:
في العشرينيات إلى الأربعينيات من القرن الماضي، تحولت التركيبات الكهربائية إلى إنشاء أسلاك أكثر حماية عند استخدامها، كان إنشاء أسلاك (Flex)، المعروفة أيضًا باسم (Greenfield)، من أهم التعديلات للأسلاك التي تم ابتكارها وتطويرها، على الرغم من أنّه كان تحسنًا كبيرًا، إلّا أنّ طريقة عمل هذه الأسلاك غير متقنة، على الرغم من حماية الموصلات السلكية، فإنّ الغلاف المعدني الخارجي المرن كان لا يعمل بشكل صحيح أبدًا.
في الثلاثينيات من القرن الماضي، تم تطوير طريقة تركيب أسرع. وتم تعديل تصميم الكابلات غير المعدنية، والتي تشبه أسلاك المقبض الخاصة بحماية السلك، لكن أيضًا كان لتلك الكابلات عدة مشاكل وكان يجب العمل على تطويرها، خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي حدثت عدة تطورات في تاريخ تطور الأسلاك عادة في إنشاء أسلاك أكثر عزلًا ومتقنة الصنع وتم استخدامها في كافة المنازل تم تقديم أحدث إضافة إلى الأسلاك في حوالي عام 1965م، وهو كيبل (NM).
تضمن ذلك استخدام سلك معزول نحاسي داخل الغلاف، بدلاً من الغلاف المطاطي، يستعمل كيبل (NM) المطور غلافًا قويًا من الفينيل، كان ابتكار مثل تلك الكيبلات والأسلاك غير مكلف وسهل الاستعمال ويستخدم على نطاق واسع في كل منزل. تم أيضًا تطوير كابلات للاستخدام الآمن تحت الأرض. يحتوي هذا النوع من الأسلاك على سلك معزول بدرجة أمان عالية في غلاف فينيل بلاستيكي صلب يحميه من الرطوبة، يوفر هذا طريقة غير مكلفة لتشغيل الطاقة تحت الأرض للمباني الخارجية.
في عام 1906م تم إدخال الكابلات المكونة من غلاف مرن وكانت دقيقة الصنع، في الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت التجارب الأولى على عوازل (PVC) تُصنع في ألمانيا وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي، أصبحت عوازل (PVC) قابلة للتطبيق تجاريًا واستبدلت الكابلات المطاطية في العديد من المجالات خاصة في الأسلاك المنزلية، مع أنّ المعدن المفضل في معظم تاريخ ابتكار الأسلاك هو النحاس، لكن بسبب ارتفاع أسعار النحاس، تم استعمال الألمنيوم للأسلاك الكهربائية.
بين عامي 1965 و1974م زاد الطلب بشكل كبير على استعمال كل من الألمنيوم الصلب أو الألومنيوم المُغطى بالنحاس. تُعتبر أسلاك الألمنيوم (AU) أو الألومنيوم المطلي بالنحاس (AL-CU) آمنة تمامًا إذا تم توصيلها بأجهزة أخرى مصنفة للاستخدام مع الألومنيوم. لكنها قد تسبب مشاكل عند تثبيتها مع الأجهزة المخصصة للاستخدام مع الأسلاك النحاسية فقط، ممّا قد يؤدي إلى تعطيل بعض الأجهزة.
بسبب هذه المشكلات لم يعد يتم استعمال الألمنيوم، وتم استعمال معادن أخرى يتم تخصيصها في صناعة الأسلاك، اليوم أصبحت الاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت والمعالجات الدقيقة والعمل عن بُعد أمرًا ممكنًا عن طريق التطور الكبير في طرق تصنيع الأسلاك والكابلات.