منذ القدم وخاصةً أثناء الحروب والمعارك كان يجب على الجنود والمقاتلين حماية أنفسهم من ضربات وهجمات العدو وكان يجب ابتكار أدوات من شأنها أن تصد تلك الهجمات، تم استعمال أدوات بسيطة نظرًا لغياب التكنولوجيا والتي عُدّت من أسلحة الحرب البدائية من ضمن تلك الأدوات البسيطة هي الدروع، كان أول صناعة للدروع على يد سيدنا داوود عليه السلام.
ما هي قصة اختراع الدروع؟
قصة اختراع الدروع في الحضارات المختلفة:
قام الآشوريون ثم الرومان والفرس وتلاهم العرب في ابتكار وتطوير صناعة الدروع، إنّ تاريخ ابتكار مثل تلك الأدوات البسيطة جعلته أحد أكثر الأدوات التي تم استخدامها في المعارك والغزوات قديمًا لحماية الجنود، تم تغير شكل تصميم الدروع وابتكارها في ساحات القتال بشكل كبير من قرن إلى آخر، توجد أدلة تعود لاستخدام الدروع إلى 3400 عام وذلك عندما عندما تم إنشاءها في اليونان القديمة وذلك باستعمال البرونز والمعدن.
في الواقع إنّ صناعة الدروع لم تقتصر فقط لحماية الرأس، فقط تم تصميم عدة أنواع، فهناك دروع يقوم بحملها الجندي بيده ودروع تكون مخصصة الاستعمال لحماية الأطراف والدروع الواقية للبدن، في البداية كانت الدروع تُصنع من مواد بسيطة وخفيفة للغاية مثل القماش والجلد وفراء الحيوانات، وتم صنعه بتصميم متعدد الطبقات، مع ذلك فإنّ اكتشاف المعادن البرونزية مثل البرونز والفولاذ والحديد خلال الألفية الثالثة والأولى قبل الميلاد حسّن بشكل كبير من صناعة الدروع.
كما مكّن العديد من الحضارات المبكرة من البدء في القيام إنتاج معدات واقية للهجمات بحيث تكون أكثر متانة وقادرة على تحمل الضربات من الأسلحة والهجمات الحادة بعيدة المدى مثل السهام، إنّ أقدم الأمثلة على الدروع المعدنية تأتي من العصر الميسيني، تمكنت دروع تلك العصر في عام 1400 قبل الميلاد من إنشاء دروع من الصفائح المعدنية البرونزية تحمي الصدر والظهر والرقبة والكتفين وأعلى الذراعين.
أصبحت الدروع اليدوية أدوات مهمة للغاية، حيث أنها أصبحت من الأسلوب العسكري التي لا يتم الغنى عنها، قام الإغريق وبعدهم الرومان أيضًا بصنعها لكافة الجسم وتشمل كل من الصدر والظهر والأرجل واليدين، أيضًا كانت مصنوعة في الغالب من معدني البرونز أو الفولاذ وصنع الرومان دروع هياكلها من الخشب السميك المحاط بإطار فولاذي و مقبض فولاذي.
ما يميزها عن غيرها بأنها كانت خفيفة الوزن نسبياً و سهلة الحمل مقارنة بالأخرى، أصبحت تستعمل بشكل واسع في القرن السادس عشر وذلك عندما لعبت أوروبا في العصور الوسطى دورًا مهمًا في تاريخ الدروع ومعدات الحماية، حيث تم تنفيذ واختبار العديد من أنواع الدروع الواقية للبدن الجديدة في الحروب التي استمرت لقرون، تمت صناعة بدلة من الدروع التي مكنت الفرسان من ارتداء بدلة الدروع التي تزن حوالي 30 كجم من المعدن.
خلال الحروب الأهلية الإنجليزية حدثت بعض التطورات، حيث تم تصنيع الطبقة الخارجية للدروع بشكل متقن وذلك لمنع تأثير الرصاص عليها واختراقها، تم إنشاء دروع متقنة في كل مكان من الصين وكوريا إلى اليابان تقريبًا، بعد التطور التكنولوجي خاصة في منتصف القرن التاسع عشر، سعى العديد من المبتكرين إلى صنع سترات واقية من الرصاص، وذكرت صناعتها في أيرلندا، ومع ذلك بقيت هذه السترات نادرة جدًا.
في الحرب العالمية الأولى، تم ذكر العديد من المحاولات لتحسين صناعة الدروع، لكن في الواقع مع جميع الجهود المبذولة في تصميمها لم تكن عملية بالإضافة أنها تعيق الحركة، أيضًا كانت التكلفة لتصميمها وإنتاجها مرتفعة للغاية، حاولت الولايات المتحدة تطوير دروع واقية لكن في الواقع لم يتم تبنيها على نطاق واسع، قبل الحرب العالمية الثانية، تم اختبار العديد من أنواع الدروع الحريرية بشكل رسمي وغير رسمي، لكنها لم تكن فعالة.
بعد الحرب العالمية الثانية، تم استعمال مواد صناعية أفضل في صناعة الدروع مثل الألواح المعدنية وحتى البلاستيك، في منتصف القرن التاسع عشر بدأ ظهور أول شكل حديث من أشكال الدروع الواقية للبدن، قام البريطانيون بتصنيع دروع لاقت قبولًا واسعًا كانت ذات شعبية كبيرة.
خلال الحرب الكورية تم إنتاج الكثير من الدروع لجنود المشاة، في الواقع كانت قادرة على إيقاف طلقات 7.62 ملم من مسافة بعيدة ولكن في الممارسة العملية تبين أنها غير فعالة ومع ذلك، فقد وفر استعمالها حماية جيدة خاصة ضد شظايا القنابل، بدأ سميث ويسون في تسويق دروع في عام 1969م، تمت صناعتها من الألواح المعدنية والنايلون وكانت مضادة للرصاص وقد لاقت قبولًا واسعًا وقد كانت بداية لصناعة الدروع الحديثة.