اختراع الكاميرا
يمكن إرجاع تاريخ الكاميرا إلى العصور الوسطى باستخدام الكاميرا ذات الثقب الأول، فقد اكتشف عالم الفيزياء ابن الهيثم العالم العربي المسلم، صاحب العديد من الاختراعات وكما يُدعى بالغرب “Alhazen” فكرة “Camera Obscura” أو ما تسمّى بالحجرة المظلمة، ممّا دفعه إلى إنشاء أول كاميرا ذات ثقب باختصار، تقوم Camera Obscura بإعادة إنتاج الصورة مع الحفاظ على اللون والمنظور وهذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
متى تم اختراع الكاميرا
تمّ اختراع الكاميرا أو بالأحرى التي تمّ اختراعها من قبل عدة أشخاص على مدار التاريخ، لكن الكاميرا كما نعرفها اليوم، اخترعها المخترع الفرنسي جوزيف نيسفور نيبس في حوالي (1816)، التقط نيبس من منظوره في الناحية الفنية أول صورة على كاميرا حيث كانت محلية الصنع، بورق مغطى بكلوريد الفضة.
في حين أنّ صورته الأولى كانت ناجحة جزئياً فقط، فلذا كان مخترع أول صورة فوتوغرافية متبقية، وهذا هو السبب الرئيسي وراء قبوله على نطاق واسع كمخترع الكاميرا، يعود تاريخه إلى عام 1826 أو1827، وهو الآن في المجموعة الدائمة لجامعة تكساس أوستن.
من كان له يد في اختراع الكاميرا
إنّ الفضل لاختراع الكاميرا عام 1685 يُنسب عادةً إلى الألماني يوهان زان، قام المؤلف الألماني بتأليف الكثير عن مظلات الكاميرا والعدسات والتلسكوبات، كان ذلك في عام 1685 عندما اخترع تصميماً لأول كاميرا انعكاسية محمولة، كان يوهان زان متقدماً على عصره حيث سيستغرق الأمر 150 عاماً أخرى قبل أن يصبح هذا التصميم حقيقة واقعية.
ما هي قصة “Camera Obscura”ومن قام باختراعها
لم تُستخدم “الكاميرات” الأولى كثيراً لالتقاط الصور كما كانت في دراسة البصريات، وضّحت مظلات الكاميرا كيف يمكن استخدام الضوء لعرض صورة على سطح مستوٍ، الفكرة الأساسية لهذه الظاهرة البصرية الطبيعية بسيطة للغاية، الضوء الذي يمر عبر ثقب صغير في أحد الجدران سوف يعرض صورة تكون على الجدار المقابل، الإسقاط الناتج هو صورة مقلوبة وولادة التصوير.
يعتبر العالم العربي، ابن الهيثم (945-1040)، المبدع صاحب الكاميرا المظلمة “Camera Obscura”، على الرغم من أنهّ تمّ العثور على أقدم مراجع لهذه الفكرة في كتابات أرسطو حوالي 330 قبل الميلاد، وحتى النصوص الصينية في حوالي 400 قبل الميلاد، ولكي لا يتم الاستلباس بينها وبين الكاميرا ذات الثقب، فالفرق الوحيد بين الكاميرا ذات الثقب هو أنّ الكاميرا المظلمة تستخدم العدسة، في حين أنّ الكاميرا ذات الثقب تحتوي فقط على الفتحة المفتوحة.
أصبحت هذه التقنية شائعة في القرنين السابع عشر والثامن عشر عندما استخدمها الفنانون للمساعدة في رسم المشاريع التي يمكنهم تتبعها بعد ذلك، لكن لم تكن هناك طريقة فعلية للحفاظ على الصورة إذن، متى تم اختراع التصوير؟ هذا هو السبب لتفضي المخترع نيسيفور نيبس الذي قام باختراع الكاميرا من نوع خاص بحلول عام 1816، حيث بدأ (وإن لم يكن ناجحاً تماماً) في التقاط الصور لأول مرة، وهذه العملية كانت تسمّى “التصوير الشمسي”.
لكن بشأن الكاميرات التي تلتقط صوراً دائمة في عام 1829، فيعود الفضل للويس داجير في تطوير التصوير الفوتوغرافي العملي، تمّ بيع هذه التكنولوجيا إلى الحكومة الفرنسية، في عام 1840، كان ألكسندر وولكوت هو من اخترع الكاميرا الأولى التي التقطت صوراً لا تتلاشى بسرعة، فالمخترع الحقيقي لهذا النوع من الكاميرات كان الإسكندر، ولكن كان يتطلب الأمر المزيد من الأشخاص لبناء التكنولوجيا وإتقانها.
كيف كانت تبدو الكاميرات القديمة
كانت الكاميرات قديماً ضخمة الحجم، حيثُ كانت الكاميرا الأولى في الواقع كبيرة جداً لدرجة أنها تتطلب العديد من الأشخاص لتشغيلها، كانت بحجم الغرفة تقريباً، كانت بها مساحة تتسع لعدد من الأشخاص بداخلها، تمّ استخدام الكاميرات الكبيرة حتى الأربعينيات، تمكنت بعض الكاميرات من التقاط الصور، لكن لم تتمكن من حفظها، وبالتالي كان على المصور أن يتولى مهمة تتبع الصور يدوياً بعد التقاطها، في البداية أنتجت الكاميرات صوراً ضبابية تحسنت تدريجياً، التقطت الكاميرا الأولى أيضاً صوراً بالأبيض والأسود، في الواقع، حتى الأربعينيات من القرن الماضي ، أصبح التصوير الفوتوغرافي الملون شائعاً وتمّ تسويقه.
جسم الكاميرا
“جسم” الكاميرا هو، في الأساس، الصندوق المحكم للضوء الذي يسمح بالتقاط الضوء على الفيلم أو الورق أو المستشعر الرقمي، تأتي أجسام الكاميرا في مجموعة متنوعة من الأنماط والأشكال والتنسيقات التي لها العديد من الاستخدامات المقصودة، وسيتم ذكر أشهر أجسام تنسيقات الكميرات وأنماطها كالآتي:
- الكاميرات ذات التنسيقات الكبيرة: مصممة للأفلام مقاس 4×5 بوصة أو أكبر، تمنح هذه الكاميرات المصور أقصى قدر من التحكم في المنظور والتعرض، غالباً ما يتم التعرف عليها بواسطة المنفاخ، ممّا يجعل حتى الكاميرات الحديثة تبدو “قديمة الطراز”، يتم تشغيل هذه الكاميرات يدوياً، وهي مفضلة للمصورين التجاريين والفنون الجميلة.
- الكاميرات ذات التنسيق المتوسط: مصممة لاستخدام 120 فيلماً، تأتي الكاميرات ذات التنسيق المتوسط في العديد من الأشكال على الرغم من أنها غالباً ما تكون ذات شكل يشبه الصندوق، تعد “Hasselblad” و “Mamiya” من بين أشهر الشركات المصنعة، وكانت هذه الكاميرات الموثوقة للمصورين المحترفين والتصوير التجاريين لعقود، لا يزال العديد منها يعمل يدوياً، على الرغم من أنّ الوظائف التلقائية شائعة أيضاً.
- كاميرات “Point and Shoot“: كانت شائعة قبل الهواتف المحمولة، وكان لدى كل عائلة تقريباً كاميرا للتصوير، وربما شقّت طريقها من أفلام 110 إلى 35 ملم، وفي النهاية إلى الكاميرات الرقمية مع تقدم التكنولوجيا، لا تزال تُصنع وتُستخدم لأنّ بصريات العدسة الداخلية تظل متفوقة على تلك المستخدمة في هواتف الكاميرا.
- كاميرات الهاتف: حتى إنّ الهاتف الخلوي أصبح الآن كاميرا بفضل التصوير الرقمي، من الشائع جدًا وجود نوع من التصوير الفوتوغرافي يسمّى iPhoneography ، لذلك لا يمكن تجاهله في أي نقاش حول الكاميرات.
أهمية الكاميرا في حياتنا
لا تكمن أهمية الكاميرا في الجهاز نفسه، بل في ما تنتجه، أصبحت الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو حيوية للتواصل والتعليم والحفاظ على التاريخ وسنقوم الآن بشرح كل منها على حدى:
- أهميتها في التواصل: تُعتبر الكاميرا أداة مهمة للتواصل في حياتنا اليومية، بحيث تُستخدم الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة بالكاميرات للتواصل، وفي رواية القصص ومشاهدتها عن طريق احتفاظها بالكاميرا، تُستخدم الكاميرا لتصوير الأحداث أو الأشخاص لالتقاط الصور التذكارية الجميلة مع العائلة أو الأصدقاء، ولتجعلنا في تواصل دائم مع أهلنا أو أصدقائنا في كل مكان، فقد اختصرت علينا الوقت والجهد والمال كما لم يكن متاحاً في السابق.
- أهميتها في التعليم: بعض الناس يتعلمون من خلال السمع، والبعض الآخر بالكتابة، والبعض الآخر بالرؤية، أضافت الكاميرا بعداً جديداً للتعليم، حيث سمحت للصور الفوتوغرافية والفيديو بأن تصبح أدوات تعليمية، تخيل كتاباً مدرسياً في كلية الطب بدون صور فوتوغرافية، يأخذ التعلم بُعداً جديداً تماماً عندما يتمكن الطالب من تصور المادة التعليمية المراد تعلمها مع صوت وصورة وجعله أكثر فهماً واستيعاباً للمعلومة.
- أهميتها فيالحفاظ والعودة للذكريات الجميلة: تساعد الكاميرا في إنشاء ذكريات ذات قيمة تاريخية أوعاطفية والحفاظ عليها، أصبحت الصور الفوتوغرافية الشهيرة لحظات وأحداث التاريخ البارزة ممكنة بفضل الكاميرا، كل يوم يولد فيه الأطفال، ويتزوج الناس، وكل ذلك موثّق بالكاميرات، وهو مصدر يساعدنا على تذكر ماضينا، تعد الكاميرا مصدراً قيماً للحفاظ على التاريخ.
الكاميرات الذكية
تمّ تقديم الكاميرات الذكية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، إنّ تقديم الكاميرات المدمجة التي كانت قادرة على اتخاذ قرارات التحكم في الصور بمفردها، كان لها أهمية عظمى في عالم الكاميرا، فقامت كاميرات “التوجيه والتصوير” بحساب سرعة الغالق وفتحة العدسة والتركيز، ممّا يترك للمصورين حرية التركيز على التركيب، أصبحت الكاميرات الأوتوماتيكية شائعة للغاية بين المصورين العاديين، استمر المحترفون والهواة الجادون في تفضيل إجراء التعديلات الخاصة بهم واستمتعوا بالتحكم في الصورة المتاح مع كاميرات SLR.
كاميرات المراقبة
تعد من أنظمة الكاميرات التي يتم استعمالها حتى تقوم بنقل مجموعة من الصور للقيام بالترصد للمسافات، ليتم الحفاظ على سلامة المباني والطرق بداخلها وخارجها، تتنوع كاميرات المراقبة بطريقة كبيرة وجذابة، قد تتوفر هذه الكاميرات بدقة مختلفة وذلك تبعاً للمصدر المنتِج لهذا المنتَج، توجد الكاميرات بعدة أنواع لكي يلبّي كل نوع منها الغاية من استخدامه وهي كالآتي:
- كاميرات الشبكة: وهي من الكاميرات الرائجة والمستخدمة في الأسواق بكافة أشكالها الداخلية والخارجية، دقة وضوحها المتنوعة من 2 ميجا بيكسل وحتى 8 ميجا بكسل.
- كاميرات المراقبة التلفازية عالية الجودة: وتستخدم لأغراض العرض التلفازي والتي تعمل بجودة ودقة عالية Full HD وتتنوع دقتها ابتداء من 4 ميجا بيكسل وحتى 32 ميجا بيكسل.
- كاميرات المراقبة متحركة ptz: وهي الكاميرات التي تستعمل في المراقبة بـ360 درجة ويتم التحكم بها وتحريكها باستعمال جير يتحكم بدوران الكاميرا عن بعد وتبدأ دقة الكاميرات من هذا النوع من ب 8 ميجا بيكسل.
- الكاميرا الحرارية: لا يحتاج هذا النوع من الكاميرات إلى مصدر ضوئي للعمل جيداً، تتميز هذه الكاميرات بإمكانية تحسس الحرارة المحيطة وعرضها على الشاشة، وتستخدم هذه الكاميرات غالباً في المصانع التي يلزمها معرفة الحرارة المحيطة بها، كما تستعمل في الغابات التي لا تحتوي على مصدر ضوئي مناسب لوضوح الكاميرات التقليدية.