ما هي قصة اختراع المعداد؟
قصة اختراع المعداد واستعماله في الحضارات المختلفة:
منذ القدم والأشخاص يسعون إلى إلى طرق عديدة للعد، فكان لا بد من إجراء العمليات الحسابية، اليوم بفضل التطور التكنولوجي وخصوصًا ابتكار الآلة الحاسبة التي سهل وجودها من القيام بالعمليات الحسابية، لم يتم استعمال طرق العد القديمة التي كان استعمالها فعالًا قديمًا، من بين الطرق القديمة لإجراء العمليات الحسابية هي المعداد أو العداد، حيث سهل اختراع المعداد إيجاد حلول للمسائل الرياضية السهلة والصعبة.
بدايةً كان من الصعب استخدامه وقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا لإجراء الآليات الحسابية، كما أنه عد من أقدم الأدوات التي قام باستخدامها البشر، فيما بعد تم استعماله في نطاق واسع في العديد من التطبيقات كالمنطق، بداية ظهوره إلى اليوم بقي يستخدم ككرات وأسلاك يتم تمثيل العمليات المنطقية والحسابية عليها، تم العثور على أقدم معداد وحسب الأدلة التاريخية القديمة منذ 3000 ق.م حيث كان عبارة عن صفيحة يتم إجراء الحسابات عليها باليد، وذلك في بلاد ما بين النهرين.
أيضًا يرجع تاريخ العثور عليه في بابل، وتم استعماله في الشرق لفترات بعيدة على مر الحضارات القديمة، لم يكون النموذج المصمم للعداد قديمًا سهل الاستخدام، لذلك وفي مصر حوالي عام 500 ق.م، تم تطويره ليصبح على شكل خرزات وكان استخدامه أسهل مما كان عليه سابقًا، كلمة (Abacus) هي من اللغة اللاتينية أو أنها أتت من اليونانية وترمز إلى جدول لكيفية إيجاد الأعداد وتمثيلها والعمليات الحسابية، وإجراء العد بكل سهولة ويسر.
تم ذكر استعماله من خلال العالِم هيرودوت في مصر القديمة، تظهر بعض الأدلة بأن اليونانيين قد عرفوا العداد من الحضارة الفينينقية، في الواقع وخاصةً في الحضارة المصرية بالرغم من ذكر العديد من العلماء بأنه تم استخدامه، لكن لا توجد أيّ صور تم العثور عليها في المعابد الآثار أو حتى البيوت تظهر الشكل الحقيقي له، تطورت النماذج المختلفة المصممة للمعداد خاصة في بلاد اليونان والهند كما تم استعماله من قبل الفرس وذلك خلال الإمبراطورية الأخمينية في 600 ق.م.
وباعتبارهم علماء في كل من الإمبراطوريات البارثية والساسانية والإيرانية، فقد عملوا على تبادل العلم مع الدول القريبة منهم مثل الصين والإمبراطورية الرومانية، حيث قاموا باستعمال المعداد، احتاج التجار الذين يقومون بتداول البضائع إلى نظام يقومون فيه بالحساب ليتم معرفة البضاعة المباعة، فكانوا بحاجة إلى أداة يتم من خلالها القيام بعملية الجرد للبضائع، وكان المعداد أحد أهم ما قاموا باستعماله لذلك الأمر.
حيث عدّ أحد أهم أجهزة العد التي ساعدتهم في إجراء آلية العد للحسابات بين البائع والمشتري، وعندما بدأ استعمال نظام الأرقام الهندوسية العربية، تم استعمال العدادات حتى يتم حساب القيمة المكانية، في اليونان تم استعمال الحصى عوضًا عن الخرزات أو الكرات، وذلك في القرن الخامس ق.م، في عام 1846م، عثر في جزيرة سالاميس باليونان تعود لـ 300 ق. م، أظهرت استعمال المعداد.
أكثر الدول التي تم استخدامه فيها هي الصين، يرجع أقدم توثيق لاستخدامه للقرن الثاني قبل الميلاد، وهي خرزات تكون مدورة ومصنوعة من الخشب خلال عهد أسرة سونغ، ولا زالوا يستعملونه إلى يومنا الحالي، خاصةً في المدارس الابتدائية لتعليم الأطفال على كيفية إجراء آلية العد بالاستغناء عن الآلات الحاسبة، حيث أن استخدام المعداد ساعدهم للقدرة على التخيل وذلك يساعد على الذكاء والتركيز والإبداع، فالأطفال بحاجة لتنمية قدراتهم الذهنية بطرق مفيدة ومبتكرة.
قديمًا كانوا يقومون باستعمال عشرة أسلاك بالإضافة إلى سبعة خرزات حتى يقوموا بإيضاح القيم وتقسيمها لفئات الآحاد والعشرات وغيرها، وهكذا يستطيع الشخص بكل بساطة القيام بالعمليات الحسابية المهمة، أيضًا وجدت أدلة تظهر استعماله في الرومان تعود إلى القرن الأول الميلادي، في فترة القرن الخامس الميلادي، حاول الكتبة الهنود استعمال وسائل وطرق جديدة ليقوموا باستعمال محتويات المعداد، قام الهندوس باستعمال الرقم صفر للإشارة إلى العمود الفارغ الموجود على المعداد.
أيضًا قام الرومان باستعماله في حسابات التفاضل والتكامل وذلك باستخدام الحجر والحصى، كما استخدمه الإغريق في العديد من الأمور التي تحتاج إلى نظام العد والقيام بإجراء العمليات الحسابية، بقي المعداد من أهم الأدوات التي تم استخدامها قديمًا لإجراء العمليات الحسابية السهلة وحتى المعقدة لكن اليوم بسبب الطرق الحديثة لإيجاد العمليات الحسابية القليل فقط من الدول تقوم باستعماله لكن الباقي يلجؤون لاستخدام الآلات الحديثة وذلك اختصارًا للوقت.