قصة اختراع نظام برايل للمكفوفين

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع نظام برايل للمكفوفين؟

تمت تجربة طرق عديدة على مختلف الأزمنة، لإيجاد وسيلة يتم فيها تعلم القراءة والكتابة لضعاف البصر والمكفوفين، مع ذلك فقد نشأ الكثير من النسخ من الحروف المطبوعة، كان من أكثر الطرق التي ساعدت على تعلم القراءة والكتابة نظام برايل فقد نجح بذلك لأنّه يعتمد على تسلسل للإشارات المصممة لأطراف الأصابع، يعود تاريخ طريقة برايل إلى أوائل القرن التاسع عشر، لكن قبل ذلك كان الفرنسي فالنتين هاي أول شخص ينقش الورق كوسيلة للقراءة للمكفوفين.

أدّت طباعته لأحرف عادية بارزة إلى ابتكار نسخ مبسطة؛ ولكن لم تكن قيد الاستخدام، طوّر رجل يُدّعى تشارلز باربييه خدم في جيش نابليون نظامًا فريدًا يُعرف باسم الكتابة الليلية، حتى يتمكن الجنود من التواصل بأمان أثناء الليل، عندما تكون الرؤيا ضعيفة، استند باربير في نظامه للكتابة الليلية باستخدام النقاط وكانت 12 نقطة، تمثل كل نقطة حرفًا صوتًيا تكمن المشكلة في أنّ الإصبع لا يمكنه الشعور بكل النقاط تلك بلمسة واحدة.

وُلد (Braille) في فرنسا عام 1809م، فقد بصره في سن مبكرة جدًا في سن الحادية عشرة، قام باختراع ما كان مصدر إلهام لتعديل كود الكتابة الليلية لتشارلز باربييه لإنشاء نظام مكتوب لزملائه من الأفراد المكفوفين، يُعد نظامه لتعلم القراءة والكتابة باللمس للمكفوفين أحد أبرز الأنظمة وأهمها للمكفوفين في تعلم القراءة والكتابة، يحتوي نظامه أيضًا على علامات الترقيم ويوفر رموزًا لإظهار مجموعات الحروف وحتى الرموز الرياضية والعلمية.

جهود برايل في تطوير نظام القراءة والكتابة للمكفوفين:

عندما كان يدرس بمدرسة للمكفوفين، قام بتطوير نموذجًا باستخدام النقاط، في البداية بدأ في العمل على كود القراءة الخاص به، قام باستخدام أساليب النقاط على ورق سميك ووضع أسلوبه الخاص بتعلمها، ذلك وهو بعمر 15 عامًا فقط، كما أخذ الكود الذي قدمه له الكابتن تشارلز باربييه وأنشأ نظامه الفريد، أدرك برايل أنّ نظام باربييه كان من الصعب فك تشفيره لأنّ الرموز كانت كبيرة جدًا.

بعد ذلك قام بتقصير أداة القراءة من 12 نقطة إلى ست نقاط فقط، كان ذلك تصميم محسن، بما في ذلك كيفية استخدام النقاط الست بـ 63 طريقة مختلفة، لقد أمضى الجزء الأكبر من حياته في تطوير نظام النقاط البارزة التي أصبحت تُعرف باسمه، نظام برايل، يعني هذا التحسن الحاسم أنّ طرف الإصبع يمكن يستشعر النقاط والتنقل بسرعة من نقطة لأخرى، بمرور الوقت أصبحت طريقة برايل مقبولة في جميع أنحاء العالم باعتبارها الشكل الأساسي للتواصل الكتابي للأفراد المكفوفين.

مع ذلك كان هناك بعض التعديلات الصغيرة على نظام برايل، لا سيما إضافة الاختصارات التي تمثل الأحرف أو الكلمات الكاملة التي تظهر بشكل متكرر في اللغة، حتى تتم القراءة بشكل أسرع، كما أنّه يساعد في تقليل حجم الكتب بطريقة برايل، ممّا يجعلها أقل تعقيدًا، تم اعتماد بلده الأم، فرنسا، طريقة برايل كنظام الاتصال الرسمي للأفراد المكفوفين، بعد سنوات قليلة في عام 1860م، شقت طريقة برايل إلى أمريكا.

لقد ساهم في تنوير حياة الملايين من المكفوفين، تم إصدار عدة نسخ لتعليم نظامه بالعديد من اللغات المختلفة في جميع المناطق ودول العالم، كما تم تكييف نظامه  ليتزامن مع التغييرات في اللغة الإنجليزية، لم يتم اعتمادها رسميًا في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة حتى عام 1932م، بحلول عام 1960م، كان 50٪ من الأطفال المكفوفين في الولايات المتحدة يستخدمونها، تم اختراع أول آلة للكتابة بطريقة برايل في عام 1892م، أطلق عليها اسم (Hall Braille)، في مدرسة إلينوي للمكفوفين.

طرق تعلم نظام برايل:

 الطريقة غير التعاقدية (أو الدرجة الأولى):

عبارة عن نقل حرفي بسيط للأبجدية وبعض علامات الترقيم، غالبًا ما يكون النوع الأول من طريقة برايل التي يتعلمها شخص ما مفيد جدًا في تصنيف أشياء مثل الأدوية، ومع ذلك فإنها تشغل مساحة أكبر لذلك نادرًا ما تستخدم للنص الطويل.

الطريقة المختصرة (أو الدرجة الثانية):

هذه الطريقة أكثر تقدمًا وتتضمن إشارات إضافية لعمل اختصارات، نتيجة لذلك يتم استخدام عددًا أقل من الرموز، بشكل عام يعتبر النوع الأكثر استخدامًا للكتابة مثل الكتب أو الصحف.

ما هي فائدة تعلم واستخدام نظام برايل للمكفوفين؟

إنّ أهمية تعلمها تعمل على محو الأمية، ولكونها أيضًا تتكون من علامات الترقيم وطرق عديدة لبنية الكلمات على الصفحة فهي بذلك تساعد المكفوفين على فهم بنية الجملة وتكوين النصوص بطريقة لا تستطيع الكتب الصوتية القيام بها، تعتبر طريقة برايل مفيدة لأكثر من مجرد قراءة الكتب.

استخدامها الأكثر شيوعًا في الواقع هو تصنيف الأشياء في الحياة اليومية؛ من الملابس إلى الأجهزة إلى مواد التنظيف الكيماوية، وجدت دراسة استقصائية أجرتها جامعة أمريكية على الأشخاص المعاقين بصريًا أنّ أولئك الذين تعلموا طريقة برايل لديهم فرص أعلى بكثير في الحصول على وظيفة.


شارك المقالة: