كيف تقود دولة الإمارات العالم في تبني الطاقة المتجددة؟

بشكل عام تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بشمس أكثر من أي دولة أخرى على هذا الكوكب، وبالتالي لديها آفاق مشرقة فيما يتعلق باستخدام واعتماد الطاقة المتجددة، كما أن لديها أطناناً من النفط والغاز الطبيعي، حيث لم تهتم هذه الدولة لفترة طويلة باعتماد مصادر الطاقة المتجددة (بالرغم من توافر هذه الإمكانيات)، ومع ذلك فقد تغيرت الأمور، ومع التنويع الاقتصادي وتزايد عدد السكان بالإضافة إلى زيادة الطلب على مرافق تحلية المياه اضطرت البلاد للبحث عن المزيد من مصادر الطاقة.

كيف تستثمر دولة الإمارات في قطاع الطاقة الخضراء؟

في كانون الثاني عام 2017 وضعت دولة الإمارات خطتها للطاقة لعام 2050 التي تأمل فيها في موازنة الإنتاج مع استهلاك الطاقة، وهذا يعني أنها شرعت في مسار لتنويع مزيج الطاقة الذي يتكون من الفحم والغاز النظيف بالإضافة إلى الطاقة النووية وبالطبع الطاقة المتجددة في أشكال مثل طاقة الشمس وطاقة الرياح وكذلك الوقود الحيوي، حيث  تأمل دولة الإمارات في استخدام 44 في المائة من الطاقة النظيفة و38 في المائة من الغاز بالإضافة إلى 12 في المائة من الفحم النظيف و6 في المائة أخرى من الطاقة النووية (وفقاً لخطتها لعام 2050).
تسعى الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى إلى تلبية ما يقرب من خمسين بالمائة من احتياجاتها من الطاقة من المصادر الخضراء وتقليل استخدام الوقود الأحفوري، وقد أعلنت الإمارات مؤخراً عن خططها لاستثمار 163 مليار دولار لتحقيق هدفها بإنتاج نصف احتياجاتها من الطاقة من المصادر الخضراء.
كما استثمرت دولة الإمارات 1.97 مليار دولار في الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، ومن المنطقي الاستثمار في الطاقة الخضراء في الإمارات العربية المتحدة لأن المستثمرين يمكنهم التطلع إلى جني العديد من الفوائد بما في ذلك الفوائد المالية، ومع بدء انخفاض التكاليف يصبح الشراء الجماعي أمراً ممكناً، وهذا سيجعل الأمور أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، ومع تحرك الأسواق فإن متداولي الفوركس (سوق صرف العملات) هم أيضاً قادرون على كسب الكثير من خلال تداول العملات الأجنبية.

ما نوع الطاقة المتجددة التي تركز عليها دولة الإمارات؟

تمثل الطاقة المتجددة عرضاً جذاباً لدولة الإمارات العربية، ولقد زادت في الواقع من استخدامها للطاقة المتجددة إلى عشرة بالمائة، وتتوقع في هذه العملية توفير ما يصل إلى 1.9 مليار دولار بحلول عام 2030، ولعل أهم أنواع الطاقة المتجددة التي يركزون عليها هي الطاقة الشمسية.
بعد ذلك تركز الإمارات العربية المتحدة أيضًا على الوقود الحيوي، وتبحث أيضًا في محطات تحلية الطاقة، كما تتطلع الإمارات العربية المتحدة أيضاً إلى ما هو أبعد من استيراد التكنولوجيا كما كان الحال قبل خمسة عقود، حيث إنها شاركت في مختلف مراحل الإنتاج والتطوير من خلال استثمار مبالغ كبيرة من المال، كما تتخذ دولة الإمارات العربية المتحدة ايضاً تدابير لجعل أبو ظبي عاصمة للطاقة المتجددة، حيث أنها ستقوم بتطوير تقنيات جديدة في قطاع الطاقة المتجددة وستتخذ أيضاً تدابير لتبادل الخبرات بالإضافة إلى إجراء البحوث مع البلدان الأخرى.
وعلى الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي دولة حديثة السن نسبياً إلا أنها تظهر علامات على أن تصبح نموذجاً ومحوراً عالمياً لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، حيث أطلقت دولة الإمارات العربية في أبو ظبي أيضاً محطة شمس بمساحة 2.5 ميل مربع، والتي تعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، كما أنهم يخططون لاستثمار 163 مليار دولار في مشاريع لتوليد خمسين بالمائة من متطلبات الطاقة للإمارات من خلال مصادر متجددة.
كما تخطط دولة الإمارات العربية المتحدة أيضاً لتنفيذ استراتيجية طاقة جديدة تلعب فيها كل من الطاقة الشمسية والطاقة النووية دوراً مهماً، وبالإضافة إلى ذلك فإنها تهدف أيضاً إلى تحقيق ما بين خمسة وعشرين إلى ثلاثين في المائة من توليد الكهرباء من الطاقة النووية والشمسية، حيث تنخفض تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية، وفي الواقع تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثالثة في العالم عندما يتعلق الأمر بإنتاج الطاقة الشمسية المركزة.

كيف تخطط الإمارات لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة المختلفة؟

في عام 2013 أنشأت الإمارات محطة للطاقة الشمسية (تجارية) كانت الأكبر في العالم، والتي كانت قادرة على إنتاج الكهرباء لإضاءة عشرين ألف منزل، حيث أن البلد متفائل للغاية عندما يتعلق الأمر باستخدام الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية، حيث إنها تريد تنويع إمداداتها من الطاقة وربما أيضاً تحقيق ربح من توليد الطاقة الشمسية.
قبل عام 2008 كانت تكلفة توليد الطاقة المتجددة مرتفعة للغاية، ولكن بسبب الركود العالمي في السنوات الأخيرة بدأت الشركات من الصين في إنتاج كميات كبيرة من الألواح الشمسية، حيث أدى هذا حقاً إلى انخفاض تكلفة توليد الكهرباء في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يدرك صانعو السياسة المكلفون بمهمة إنتاج الطاقة في البلاد أن سنوات الازدهار لن تستمر طويلاً.
وللوهلة الأولى قد لا يدرك المرء على الفور أن الطاقة ستكون مشكلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد يفقدون مواردهم النفطية في المستقبل غير البعيد، ونظراً لأن منطقة الخليج غنية بالشمس فإن مساحة كيلومتر واحد فقط من الأراضي في قطر قادرة على إنتاج ما يكفي من الطاقة الشمسية التي يمكن إنتاجها باستخدام 1.5 مليار برميل من النفط، وبالتالي تخطط الإمارات لاستثمار 350 مليون دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية.