كيف يمكن تحديد عنصر أوغانيسون في المختبر؟

اقرأ في هذا المقال


عنصر أوغانيسون (Og) هو عنصر اصطناعي فائق الثقل وله العدد الذري 118. تم اكتشافه لأول مرة في عام 2002 بواسطة فريق من العلماء الروس والأمريكيين في معهد الأبحاث النووية المشترك في دوبنا، روسيا. وبسبب طبيعته غير المستقرة وعمر نصفه القصير جداً، فإن تحديده في المختبر يمثل تحديًا كبيرًا.

تحديد عنصر أوغانيسون في المختبر

1. التخليق النووي

أ. التفاعل النووي

لإنتاج أوغانيسون، يتم استخدام تقنية التخليق النووي، حيث يتم قذف أهداف ثقيلة بنوى خفيفة بسرعات عالية. في حالة أوغانيسون، يتم قذف نوى كاليفورنيوم-249 (Cf-249) بأيونات كالسيوم-48 (Ca-48) وفقاً للتفاعل التالي:

ب. مسرعات الجسيمات

تستخدم مسرعات الجسيمات لزيادة طاقة أيونات الكالسيوم إلى مستويات عالية جداً، مما يسمح لها بالاندماج مع نوى الكاليفورنيوم. هذه العملية تحتاج إلى معدات متقدمة مثل السيكلوترون أو المسرع الخطي.

2. الكشف عن أوغانيسون

أ. الكشف عن الإشعاع

نظراً لأن أوغانيسون عنصر غير مستقر للغاية، فإنه يتحلل بسرعة إلى عناصر أخف. يمكن الكشف عن وجوده من خلال تتبع جسيمات ألفا أو غيرها من الجسيمات المشعة الناتجة عن تحلله. تستخدم كاشفات الإشعاع مثل كاشفات السيليكون أو الجيرمانيوم للكشف عن هذه الجسيمات.

ب. التحليل الطيفي

تستخدم تقنيات التحليل الطيفي للكشف عن التواقيع المميزة للإشعاع الناتج عن تحلل أوغانيسون. يتم تحليل طيف الإشعاع لتحديد الطاقات المميزة لجسيمات ألفا، والتي تدل على وجود أوغانيسون.

3. التحديات والمحددات

أ. عمر النصف القصير

أحد أكبر التحديات في تحديد أوغانيسون هو عمر نصفه القصير جداً، والذي يقاس في ميلي ثانية. هذا يعني أن الكميات المنتجة منه تتحلل بسرعة، مما يجعل من الصعب إجراء دراسات تفصيلية.

ب. الإنتاج المحدود

يتم إنتاج أوغانيسون بكميات صغيرة جداً، حيث قد تتطلب التجربة الواحدة عدة أشهر لإنتاج بضع ذرات فقط. هذا يجعل من الصعب تأكيد النتائج وتكرارها.

ج. الحاجة إلى تقنيات متقدمة

تتطلب عمليات إنتاج وكشف أوغانيسون تقنيات متقدمة ومكلفة، مثل مسرعات الجسيمات وكاشفات الإشعاع عالية الحساسية، مما يحد من القدرة على إجراء هذه التجارب في عدد قليل من المختبرات حول العالم.

تحديد عنصر أوغانيسون في المختبر يمثل تحدياً كبيراً بسبب طبيعته غير المستقرة وإنتاجه المحدود. يستخدم العلماء تقنيات التخليق النووي والكشف عن الإشعاع لتحديد وجوده، وذلك باستخدام مسرعات الجسيمات وكاشفات الإشعاع المتقدمة. على الرغم من هذه التحديات، يمثل اكتشاف أوغانيسون إنجازاً علمياً كبيراً ويقدم لنا فهماً أعمق لفيزياء العناصر الثقيلة.


شارك المقالة: