مؤلفات أبو الريحاني البيروني

اقرأ في هذا المقال


البيروني في طلب العلم:

كان أبو الريحان يُقيم في مدينة الخوارزم التي اضطر إلى مغادرتها بعد أن تعرّضت إلى العديد من الاضطرابات والقلاقل إلى جانب استمرار الجدل والمُعارضات فيها، حيث استقرّ بشكلٍ أساسي في مدينة الري التي التقى فيها بعددٍ من كبار العلماء والأدباء وبدأ يأخذ عنّهم العديد من العلوم والمعارف.

هذا وقد التقى البيروني بالعالِم الفلكي المعروف” الخوجندي”، الذي قام بإجراء العديد من الأبحاث والتجارب التي حقق فيها نجاحاً باهراً؛ الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى بلاده لإكمال عمله وأبحاثه في إجراء الأرصاد، حيث تمكّن البيروني من تحقيق شهرةً واسعة في فترةٍ وجيزة حيث أنّه كان يحظى بتقديرٍ ومكانةٍ مرموقة في مُجتمعه.

كان البيروني يشتهر بكثرة ترحاله طلباً لتحقيق العلم، حيث انتقل إلى مدينة كابول التي كانت في السابق تُعرف باسم” غزنة” وهناك بدأ انشغاله في علوم الفلك والأرصاد، ثم بدأ بعد ذلك يُشارك في العديد من الفُتوحات الظافرة في الهند؛ الأمر الذي دفعه إلى الإبحار في علومها حيث بدأ يتعلّم لغتها واختلط مع عدد من علمائها.

استمرّ البيروني في علمه وتعلّمه حتى آخر أيام حياته، حيث كان شغوفاً مُحبّاً ومُلماً في العلم؛ الأمر الذي جعل العديد من العلماء يقومون بالكتابة عنه وعن حُبه وشغفه للعلم، ومن أشهر العلماء الذين قامو بوصف تعلٌّق البيروني بالعلم هو المؤرّخ والعالِم الكبير ياقوت الحموي.

مؤلفات البيروني:

كتب البيروني عدداً كبيراً من المؤلفات والكتب، حيث تنوّع في كتاباته مابين علوم الفلك والرياضيات والجغرافيا، كما أنّه أبدع في الكتابة عن الصيدله والطب والأدوية.

اعتمد البيروني في كتاباته على نقل آراء وأفكار العديد من علماء الشرق والغرب القدامى، هذا وقد بدأ يضيف ويُعدّل على مجموعة من تلك الآراء، كما أنّه لجأ إلى أسلوب من النقاش والمُحاورة مع عدد من المؤلفين حول مواضيع مُحددة، فمثلاً نجدّه قد ساهم في توضيح صورة مُفصّلة عن عدد من القضايا والمسائل.

لم يتوقّف أبو الريحان البيروني عن الكتابة ولو للحظة، حيث جاب مُعظم بلدان العالم، وأخذ عن العديد من العلماء؛ الأمر الذي جعل عدد مؤلفاته وكتبه تزيد عن”100″ كتباً، كما أنّه ترجم بعض منها إلى العديد من اللغات كالفارسيّة والألمانيّة واللاتينية وغيرها من اللغات المعروفة، ومن أشهر تلك المؤلفات:

  • كتاب الصيدنة: اشتهر هذا الكتاب بشكلٍ كبير في زمان البيروني وحتى بعد وفاته، حيث تحدّث بشكلٍ رئيسي عن كل ما يتعلق في التراث والآثار، ذكر البيروني في كتابه هذا أنواع بعض الأحجار الكريمة والجواهر كما أنّه قام يتقديم شرح مُفصل عن أهم الخصائص الطبيعية لتلك المواضيع.
    إلى جانب ذلك فقد اهتم البيروني في كتاب الصيدنه ببيان وتوضيح كيفيّة قياس الوزن النوعي لعدد من تلك الأحجار والجواهر، كما أنّه توصّل إلى أنّه وبعد أن يتم الوصول إلى نتيجة القياس تلك ستسهُل عمليّة قياس الوزن النوعي لعدد من العناصر المُختلفة.
  • كتاب القانون المسعوديّ: يُعتبر هذا الكتاب من أهم وأشهر الكتب التي كتبها البيروني وأبدّع فيها، حيث اختص هذا الكتاب في الحديث عن كل ما يتعلّق بعلوم الفلك والهندسة والجغرافيا، هذا وقد تمكّن البيروني من تقسيم هذا الكتاب إلى مجموعة من الأبواب والفصول لكلٍ منّه موضوع مُحدد.
  • كتاب الجماهر في معرفة الجواهر: اشتهر هذا الكتاب بشكلٍ كبير في حديثه عن علم المعادن والفلزات وبعض من الأحجار الكريمة، كما أنّه قام بتقديم تفسير واضح بيّن فيه أسماء أهم الأحجار الثمينة وأكثرها قيمة، حيث تمكّن من تقديم وصف واضح ومُفصل عن أهم خصائص كل من الياقوتواللؤلؤ والزمرد وغيرها العديد من الأحجار الثمينة.
  • كتاب الآثار الباقيّة في عن القرون الخاليّة: تناول البيروني في كتابه هذا عدداً من المواضيع المُهمة حيث تحدّث فيه عن أهم التواريخ التي تدل على مُناسبة أو حدث مُحدد، إلى جانب ذلك فقد تحدّث البيروني في جزء من هذا الكتاب عن كل المعلومات التي تتعلّق بالنجوم.
  • كتاب الرسائل المُتفرقة في الهيئة: احتوى هذا الكتاب على ما يقارب “إحدى عشر رسالة” تحدّث فيها البيروني عن مجموعة من العلوم المُختلفة، حيث حظي هذا الكتاب باهتمامٍ واسع تجلّى في طباعته لأكثر من نُسخة في عدد من الدول.

تكريم البيروني:

حَظِيَ البيروني في حياته وبعد مماته بمكانةٍ علميّةٍ عظيمة كانت وما زالت محفوظة حتى يومنا هذا، حيث حصل في حياته على العديد من التكريمات والجوائز التي قدمها إليه عدداً من أشهر وأهم العلماء، إلى جانب توليه عدداً من المناصب والمسؤوليات.

أمّا بعد وفاته فقد قامت مجموعة من الجهات والدول بتقديم تكريماً خاصاً للبيروني تقديراً له على جهوده التي بذلها في حياته، فمثلاً قامت الأكاديميّة السوفياتيّة للعلوم بعمل مُجلداً تذكاريّاً لإحياء ذكرى وفاته، حيث تناول هذا الكتاب الحديث عن سيرة حياة البيروني وأبداعاته وعلومه.

إضافةً إلى ذلك فقد قامت جمهوريّة أوزبكستان ببناء جامعة سًميّت على اسم البيروني؛ وذلك تقديراً له على مآثره العلميّة، كما أنّه صُنِع له تمثالاً خاصاً تم وضعه في أشهر المتاحف الجيولوجيّة الموجودة في العالم.


شارك المقالة: