الفرق بين الإسموزية والإسموزية المعاكسة:
يستخدم العاملون على تنقية الماء أساليب متعددة لتنقية المياه المراد جعلها ماءً صالح للاستخدام البشري، والإسموزية المعاكسة هي إحدى هذه الطرق، وتستخدم لتحلية مياه البحر، وتستخدم أيضاً في المنازل لتنقية ماء الصنبور.
الإسموزية والإسموزية المعاكسة مبدأين متعاكسين في الاتجاه، إذ أنه إذا اختلف التركيز بين نقطتين في مساحةٍ من ماء فإن الإسموزية تعرف بأنها انتقال الماء من الوسط الأقل تركيزاً إلى الوسط الأعلى تركيزاً بينهما، وأما الإسموزية المعاكسة فتعرف بأنها انتقال الماء من الوسط الأعلى تركيزاً إلى الوسط الأقل تركيزاً بين نقطتي ماء مختلفتان في التركيز.
وتُعد الإسموزية من قوانين الطبيعة تلقائية في حدوثها وأما الإسموزية المعاكسة فهي من ابتكار الإنسان، تحدث قسراً لتحقيق أهداف معينة.
آلية حدوث الإسموزية والإسموزية المعاكسة:
يتم تحضير حوضي ماء كبيرين متلاصقين يفصل بينمها تماماً غشاء شبه منفذ للماء يسمح بانتقال الماء ويمنع انتقال الملح بين الحوضين ويكون مصنوع عادةً من السيليلوز، ويكون في الحوض الأول ماء مالح يوصف بأنه محلول عالي التركيز، وفي الحوض الثاني ماء عادي غير مذاب فيه ملح ويوصف بأنه محلول قليل التركيز، ويتصل بكل من الحوضين الأول والثاني أنبوبين كبيرين بحجم جيد يدخل منهما الماء إلى الحوضين، وبعد إتمام التحضيرات تكون النتيجة انتقال الماء من حوض الماء الأعلى تركيزاً إلى حوض الماء الأقل تركيزاً عبر الغشاء الشبه منفذ للماء متأثراً بقانون الطبيعة التي تُسمى خاصية الإسموزية.
وفي نفس التحضيرات السابقة، حوضي ماء كبيرين يفصلهما غشاء شبه منفذ أحدهما ماء مالح عالي التركيز، والآخر قليل التركيز، وأنبوبي تعبئة وتفريغ على طرفي الحوضين، بالإضافة لتحضير مكبس ضخم يثبت فوق أنبوب التعبئة والتفريغ الخاص بحوض الماء الأعلى تركيزاً، وعند البدء بتنفيذ الإسموزية المعاكسة يتم الضغط بشدة فوق أنبوب الماء الأعلى تركيزاً، ليجبر الماء على الانتقال إلى حوض الماء الأقل تركيزاً مخالفاً لطبيعته، استجابةً للضغط الشديد الواقع فوق الماء المالح، تاركاً الملح في مكانه في نفس حوضه المائي، وبهذه الطريقة يتم تنقية الماء من الأملاح ومن المُذابات والعناصر المختلفة التي يمكن أن توجد في الماء.
ثم يتم إضافة الكربون المنشط إلى الماء المُنقى لتنقيته مما إذا وُجد فيه طعماً أو رائحة غير مرغوبين، وتعتبر طريقة الأسموزية المعاكسة طريقةً فعالة بامتياز لتنقية الماء وتحليته، إلّا أنها تعتبر مكلفةً اقتصادياً بعض الشيء، وذلك لأن الحاجة لتغيير الغشاء شبه المنفذ إجباريةً وضرورية بعد كل عملية تنقية.
