من هو ابن السراج؟
هو محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأنصاري الغرناطي، اشتهر في زمانه باسم” ابن السراج”، كان طبيباً وعالماً ونباتياً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفّي في حوالي “720” للهجرة.
كان ابن السراج من مواليد مدينة بغداد التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده في أي من الروايات والكتب إلّا أنّه كان قد ورد أنّه ولد في حوالي عام” 654″ للهجرة.
إلى جانب ذلك فقد كان لابن السراج العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع، خاصةً أنّّه قدّم مجموعة من الأبحاث أحدثت نقلةً نوعية في التاريخ.
يُعدّ ابن السراج واحداً من العلماء الذين برعوا في علوم الطب والنباتات، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال، إلى جانب اهتماماته وميولاته المُختلفة في شتى العلوم والمعارف كالشعر والفلك والنحو وغيرها الكثير من العلوم التي كان لها درواً كبيراً في تقدّمه وازدهاره.
بذل ابن السراج جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه، خاصةً أنّ علوم الطب بالتحديد يحتاج إلى الدقة العالية في كل ما يُقدّم إليه؛ ذلك للحفاظ على صحة المرضى.
تولّى ابن السراج العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، من أهم الأعمال التي تولاها هي أنّه كان قد عمل مُشرفاً على مجموعة من الأراضي الزراعية التي تنمو فيها أنواعاً مُختلفاً من النباتات، كما أنّه عمل طبيباً لأكثر من خليفة وحاكم ممّن بزغوا في زمانه.
التقى ابن السراج بعدد كبير من العلماء والباحثين والأطباء، كما أنّه تلّمذ على يد أشهرهم، حيث أخذ علومه ومعرفته في الطب والنبات بالتحديد عن أشهرهم، إلى جانب أنّه كان يعود إلى الكثير من الكتب والمؤلفات التي تتعلّق بعلوم الطب للاستفادة منها في كل المواضيع التي يطرحها.
كان ابن السراج يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، التي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعله يتلمّذ على يد أشهرهم، إلى جانب أنّ الهدف الرئيسي من وراء هذه المُحاضرات هي الوصول إلى أكبر قدرٍ ممكن من المعرفة والأفكار تُتيح له الفرصة أمام تقديم كل ما هو جديد وثمين.
حظي ابن السراج بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، حيث ذكره شمس الدين الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء، كما أنّه كان قد ذُكر في كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان.
عُرف عن ابن السراج أنّه كان صاحب خَلقٍ وخُلق، كريم طيب، لا يرضى بالظلم، كما أنّه كان يعطف على الفقراء والمُحتاجين، فقد كان يُقدّم لهم الكثير من مأكل ومشرب وعلاج، إلى جانب أنّه اشتهر بحسن مجالسته وحديثه اللائق الحسن، هذا وقد اشتهر بذاكرته القوية الصافية التي جعلته يُقدّم العديد في سبيل النهوض بعلوم النبات بالتحديد.
أشهر مؤلفات ابن السراج:
تمكّن ابن السراج كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتبو المؤلفات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه في ذلك الزمان، إلّا أنّه وبعد وفاته فُقدّت تلك الكتب، ولم يتبقى سوى أجزاء بسيطة، ومن أهم تلك الكتب:
- كتاب” في النبات “: يُعدّ هذا الكتاب من أهم وأشهر الكتب التي قدّمها ابن السراج، حيث ظهر اهتمامه بشكلٍ واضح في كل ما يتعلّق بعلوم النباتات وخصائصها، إلى جانب أنّه كان قد بيّن أهم الأنواع التي من المُمكن استخدامها لعلاج بعض الأمراض كونه طبيباً ناجحاً.
- كتاب” فضائل غرناطة “.