بشكل عام سيرتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة حوالي 30 بالمائة بحلول عام 2040، ولتلبية هذا الطلب نحتاج إلى توليد طاقة نظيفة وفعالة، وهنا لا يوجد مصدر آخر يلبي هذه المتطلبات أفضل من الطاقة الكهرومائية، وهذا يجعله مفتاح مزيج الطاقة في المستقبل.
ما هي الطاقة الكهرومائية؟
هي عبارة عن عملية توليد الكهرباء من خلال قوة نقل المياه، حيث يمكن أن تكون هذه الطاقة في الجداول والأنهار قوية جداً، مما يجعل الطاقة الكهرومائية أحد أقدم مصادر الطاقة المتجددة على وجه كوكب الأرض.
كما تستخدم الطاقة الكهرومائية الطاقة الحركية لتحريك المياه لإنتاج الكهرباء، وهي أكثر أشكال الطاقة المتجددة استخداماً، حيث تولد 19٪ من الكهرباء في جميع أنحاء العالم، وفي حين أن المشاريع الكبيرة قد حققت نتائج متباينة في العالم النامي عندما يتم إجراؤها بشكل صحيح، فإن الطاقة الكهرومائية هي حقاً وسيلة رخيصة ونظيفة وفعالة لإنتاج الطاقة.
ما هي مزايا الطاقة الكهرومائية؟
- متجددة: الطاقة الكهرومائية متجددة تماماً، مما يعني أنها لن تنفد أبداً ما لم تتوقف المياه عن التدفق، ونتيجة لذلك تم بناء محطات الطاقة المائية لتدوم بشكل مستمر، وفي بعض الحالات لا تزال المعدات التي تم تصنيعها (لمدة 25 عاماً) تعمل بعد مرور ضعف الوقت.
- خالية من الانبعاثات: عادةً لا يؤدي إنشاء الطاقة الكهرومائية إلى إطلاق أي انبعاثات أو ملوثات في الغلاف الجوي، وهذا بالطبع هو احد أهم المزايا التي يحاول العالم الوصول إليها للحفاظ على صحتهم وبيئتهم.
- موثوقة: إن الطاقة الكهرومائية هي إلى حد بعيد الطاقة المتجددة الأكثر موثوقية المتاحة في جميع أنحاء العالم، وهي بالفعل على عكس الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فعندما تغرب الشمس لا نستطيع توليد الكهرباء، وعندما تكون الرياح غير متوفرة فلا نستطيع إنتاج الكهرباء، ولكن مع الطاقة المائية فعادة ما يكون لها تدفق مستمر وثابت على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وبالتالي موثوقية توليد الكهرباء بشكل مستمر.
- قابلة للتعديل: نظراً لأن الطاقة الكهرومائية موثوقة جداً يمكن للمحطات الكهرومائية ضبط تدفق المياه بالفعل، حيث يتيح ذلك للمصنع إنتاج المزيد من الطاقة عند الحاجة إليها أو تقليل إنتاج الطاقة عند عدم الحاجة إليها، وهذا شيء لا يمكن لأي مصدر آخر للطاقة المتجددة القيام به.
- إنشاء البحيرات: يمكن استخدام البحيرات للأغراض الترفيهية، ويمكن أن تساعد مثل هذه البحيرات في جذب السياح، فعلى سبيل المثال بحيرة ميد (بحيرة في الولايات المتحدة)، حيث جلبت هذه البحيرة أكثر من 7.5 مليون زائر في عام 2018، وهذا يمكن أن يعطي البلدات المجاورة دفعة اقتصادية كبيرة.
- تطوير الأراضي بشكل أسرع: نظراً لأنه لا يمكن بناء السدود المائية إلا في مواقع محددة فيمكنها المساعدة في تطوير الأرض للبلدات والمدن المجاورة، وهذا لأن بناء السد يتطلب الكثير من المعدات، ولنقلها عادةً يجب بناء طرق سريعة وطرق تساعد على فتح مسارات جديدة للمدن الريفية، وبالتالي تطوير الأراضي بشكل مستمر وسريع.
- الطاقة الكهرومائية نظيفة: على عكس مصادر الطاقة التقليدية للوقود الأحفوري فإن استخدام الماء لتوليد الكهرباء لا يطلق الملوثات الضارة في الهواء أو الماء، وفي حين أن هناك بعض الاعتبارات البيئية التي تأتي مع بناء منشآت كبيرة للطاقة الكهرومائية مثل السدود والخزانات فبمجرد تشغيل مثل هذه المحطات فإنها لا تتطلب حرق أي وقود أحفوري.
- الطاقة الكهرومائية مرنة: بشكل عام إن الطاقة الكهرومائية هي مصدر مرن للكهرباء، حيث يمكن توسيع نطاق المحطات الكهرومائية وتقليصها بسرعة لتلبية متطلبات الطاقة المتغيرة، وعلاوة على ذلك بالمقارنة مع التوربينات الغازية أو المحطات البخارية فإن وقت بدء التشغيل الذي تستغرقه التوربينات المائية أقل بكثير، كما تعمل وحدات الطاقة الكهرومائية أيضاً بمثابة دعم للمولدات غير المائية.
- مناسب للتطبيقات الصناعية: في حين أن العديد من محطات الطاقة الكهرومائية تعمل على تزويد شبكات الكهرباء العامة بالكهرباء سيتم أيضاً إنشاء بعضها لخدمة مؤسسات صناعية محددة، وغالباً ما يتم إنشاء مثل هذه المحطات المخصصة لتزويد كميات كبيرة جداً من الكهرباء لمحطات التحليل الكهربائي للألمنيوم.
- خلق وظائف كثيرة بسبب الطاقة الكهرومائية: على سبل المثال يعمل حوالي 300.000 شخص في صناعة الطاقة الكهرومائية الأمريكية، وقد تشمل المجالات الرئيسية لهذه الوظائف في مجالات البحث والتطوير والتصنيع والبناء، كما أن هناك العديد من الوظائف البيئية المتاحة، حيث يشارك مهندسو البيئة في تصميم بعض محطات الطاقة الكهرومائية، كما قد يدافع محامو البيئة عن مصالح شركات الطاقة والمجتمعات المحلية والهيئات التنظيمية الحكومية خلال مرحلتي التخطيط والبناء.