بشكل عام إن الطاقة مطلوبة لتطور أشكال الحياة على كوكب الأرض، ومع ذلك يتم الحصول على جزء كبير جداً من الطاقة التي نستخدمها اليوم من مصادر طاقة غير متجددة، وهذا بدوره يعني أنه بمجرد استخدامها لا يمكن تجديدها، وأن أهم مصدر للطاقة غير المتجددة المستخدمة على نطاق واسع هو الوقود الأحفوري الذي قد استغرق تكوينه ملايين السنين.
وبالتالي فمن المهم استخدام الوقود الأحفوري بحكمة، وهذا يتطلب منا البحث عن مصادر بديلة، ونحن نعلم حقاً أن الطاقة موجودة في أشكال مختلفة في الطبيعة ولا يمكن إنشاؤها أو تدميرها، ولكن يمكن نقلها من شكل إلى آخر، حيث يمكن تحويل الطاقة من الطبيعة للشمس والرياح والأمواج والمد والجزر وما إلى ذلك إلى شكل قابل للاستخدام، وواحدة من مصادر الطاقة المتجددة هذه هي طاقة المد والجزر.
ما هي طاقة المد والجزر؟
هي عبارة عن نوع من أنواع الطاقة الكهرومائية (البحرية) التي يتم عادةً تسخيرها من خلال حركة الرياح على الأمواج، حيث يمكن استخدام حركة الرياح للمسطحات المائية الكبيرة لتحويل الأجهزة الميكانيكية لإنتاج الكهرباء، كما تستغل طاقة المد والجزر ايضاً المد والجزر الطبيعي وتدفق مياه المد والجزر الساحلية الناجم بشكل أساسي عن تفاعل مجالات الجاذبية الأرضية والقمر والشمس لإنتاج الكهرباء.
ما هي مزايا طاقة المد والجزر؟
- طاقة المد والجزر متجددة: إن طاقة المد والجزر هي عبارة عن مصدر متجدد للطاقة، مما قد يعني أن الطاقة لا تستنفد عند استخدامها، لذلك نظراً لأننا نسخر الطاقة من المد والجزر المتغير فلن نقلل من كمية الطاقة التي يمكن أن ينتجها المد والجزر في المستقبل، كما لن يتوقف سحب الجاذبية من الشمس والقمر الذي يتحكم في المد والجزر في أي وقت قريب.
- انبعاثات الكربون الصفرية: بالإضافة إلى كونها مصدراً للطاقة المتجددة، فإن محطات طاقة المد والجزر لا تنبعث منها أي غازات دفيئة أثناء عملية توليد الكهرباء، ونظراً لأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي عبارة عن أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ، فإن العثور على مصادر طاقة خالية من الانبعاثات يعد أكثر أهمية من أي وقت مضى.
- طاقة المد والجزر خضراء: إن طاقة المد والجزر هي مصدر طاقة صديق للبيئة لأنها لا تستهلك مساحة كبيرة ولا تنبعث منها أي ملوثات، ومع ذلك هناك بالفعل بعض الأمثلة على محطات توليد الطاقة من طاقة المد والجزر وتأثيراتها على البيئة، ولكن يتم إجراء دراسات وتقييمات مهمة حول هذه الأمور لحلها.
- يمكن التنبؤ بطاقة المد والجزر: بشكل عام يمكن التنبؤ بتيارات المد والجزر، حيث تتبع المد والجزر المنخفضة والعالية دورات معروفة، مما قد يسهل معرفة متى سيتم إنتاج الطاقة على مدار اليوم، كما أنه قد يجعل من السهل معرفة مقدار الطاقة التي ستنتجها التوربينات، حيث يمكن التنبؤ بدقة طاقة المد والجزر والتيارات.
- انتاج طاقة عالية: عادةً أن محطات توليد الطاقة من المد والجزر قادرة على إنتاج كميات كبيرة من الكهرباء، وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن الماء كثيف جداً (حوالي 800 مرة أكثر كثافة من الهواء)، وهذا قد يعني أن توربينات المد والجزر ستنتج طاقة أكبر بكثير من توربين الرياح من نفس الحجم، وبالإضافة إلى ذلك حتى عندما يتحرك الماء بسرعات منخفضة فإن كثافة الماء تسمح له بتشغيل التوربينات، لذلك فإن توربينات المد والجزر لديها القدرة على إنتاج كميات كبيرة من الكهرباء حتى لو لم تكن ظروف المياه مثالية.
- اقتصاد طويل المدى: بمجرد تشغيل نظام طاقة المد والجزر فقد يكون الحفاظ عليه رخيصاً نسبياً؛ وذلك لأن التكنولوجيا بها القليل من الأجزاء المتحركة لا سيما بالمقارنة مع الشبكة المعقدة مثل: التقنيات والآلات المطلوبة لتكرير الوقود الأحفوري وحرقه في محطات توليد الطاقة التي تعمل بالتوربينات.
- كفاءة الطاقة: يتمتع المد والجزر بكثافة طاقة عالية للغاية مقارنةً بطاقة الرياح ومصادر الطاقة الأخرى، مما يعني إهدار القليل جداً من الطاقة في عملية تحويل الطاقة الحركية إلى كهرباء.
- طاقة المد والجزر بمثابة حماية ساحلية: إن كل من السدود والقناطر الصغيرة التي تُستخدم لتسخير طاقة المد والجزر يمكنها أن تحمي حقاً المناطق الساحلية وموانئ السفن من المد والجزر الخطير أثناء العواصف والظروف الجوية السيئة، بالتالي فإن هذه الطاقة مهمة في هذه الحالات.
وأخيراً يمكننا القول أنه لا يتعين على مصادر الوقود البديلة مثل طاقة المد والجزر أن تحل محل الوقود الأحفوري الآن، ولكن مناخنا المتغير وتحديات الاعتماد على الوقود الأحفوري تلزمنا حقاً بموازنة جميع خياراتنا ونشر أنظمة الطاقة البديلة حيثما تكون موجودة، ويمكن أن تكون طاقة المد والجزر مناسبة في أماكن معينة وفي أوقات محددة من اليوم بشرط أن نحسب تأثيرها على النظم البيئية المحلية.