بشكل عام إن استهلاك الطاقة العالمية آخذ في الازدياد، حيث تشير بعض التوقعات الموثوقة إلى أن إجمالي استهلاك كمية الطاقة سيرتفع بحوالي 60٪ في السنوات العشرين المقبلة، وسيظل الفحم هو المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة على مستوى العالم، ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية أنه في غضون حوالي 30 عاماً سوف يزداد حجم تجارة الفحم الدولية بنحو 1.5 مرة مقارنة بالمستويات الحالية، وستستمر التدفقات التجارية في التحرك نحو مختلف دول العالم.
ما هو الفحم الحجري؟
هو عبارة عن صخرة رسوبية تتكون من بقايا النباتات الموجودة بشكل رئيسي في الرواسب الجوفية، حيث تتكون هذه الصخرة السوداء الصلبة في الغالب من الكربون، وهي تحتوي أيضاً على كل من الكبريت والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين، كما أن الفحم قابل للاشتعال وله استخدامات عديدة، ولكن استخدامه الأساسي هو توليد الكهرباء، ويعتبر الفحم أيضاً بأنه من مصادر الطاقة غير المتجددة.
الدول التي لديها أكبر احتياطيات فحم مؤكدة:
قُدر إجمالي احتياطيات الفحم المؤكدة في العالم بأكثر من حوالي تريليون طن في عام 2019 مع وجود عدد قليل من البلدان التي تمتلك أكبر الودائع، كما تجاوز الإنتاج العالمي في عام 2019 حوالي 7.9 مليار طن، وهذا يعني أنه مع زيادة عدد السكان فإنه سيزيد الطلب على الفحم في السنوات القادمة، ومع ذلك يوجد هناك العديد من الدول التي لديها أكبر احتياطيات فحم مؤكدة وهم كما يلي:
الولايات المتحدة – 249 مليار طن:
تمتلك الولايات المتحدة إلى حد بعيد أكبر احتياطيات مؤكدة من الفحم في العالم، حيث بلغ مجموعها أكثر من 249 مليار طن في عام 2019 بنسبة 23٪ من الإجمالي العالمي، ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية كان إنتاج الفحم في البلاد في عام 2019 هو الأدنى منذ عام 1978 مع توقع مزيد من الانخفاضات السنوية، ويتم إنتاج معظم فحم البلاد في ولاية وايومنغ (39٪) وكذلك منطقة الأبلاش (27٪) التي تضم ألاباما وشرق كنتاكي وماريلاند وأوهايو وبنسلفانيا وتينيسي وفيرجينيا.
روسيا – 162 مليار طن:
تأتي روسيا في المرتبة الثانية في قائمة البلدان التي قد تمتلك أكبر احتياطيات من الفحم في العالم – محسوبة عند 162 مليار طن في عام 2019، وهذا قد يعادل 15٪ من إجمالي الموارد العالمية، وأيضاً أعلن صناع السياسة الروس عن خطط جديدة لزيادة إنتاج الفحم المحلي خلال السنوات المقبلة، والتي تستهدف أن تصل إلى حوالي 670 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035.
أستراليا – 149 مليار طن:
أستراليا هي موطن لثالث أكبر احتياطيات من الفحم في العالم مع مورد مؤكد يبلغ 149 مليار طن في عام 2019 أي حوالي 14٪ من الإجمالي العالمي، حيث إنها أكبر مُصدر للفحم، وهي توفر 27.5٪ من الإمداد العالمي إلى حد كبير إلى الأسواق في آسيا وخاصة الصين، وتحدث عملية إنتاج الفحم في جميع أنحاء البلاد ولكن ولايتي نيو ساوث ويلز وكوينزلاند هي الأكثر إنتاجاً، لا سيما لإنتاج الفحم الأسود أو القار.
الصين – 142 مليار طن:
كان لدى الصين احتياطيات مؤكدة من الفحم تبلغ 142 مليار طن في عام 2019، مما قد يمنحها حصة حوالي 13٪ من المورد العالمي، وتقع معظم هذه الاحتياطيات في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، وتعد الدولة أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، حيث أنها تمثل 48٪ و 52٪ من الإجمالي العالمي على التوالي، وفي عام 2019 كانت أكبر سوق استيراد لمنتجات الفحم، حيث استحوذت على 18٪ من التجارة العالمية.
الهند – 106 مليار طن:
تمتلك الهند خامس أكبر احتياطيات مؤكدة من الفحم في العالم، حيث بلغ مجموعها حوالي 106 مليار طن في عام 2019 أي أقل بقليل من 10٪ من الإجمالي العالمي، ويعد الفحم هو المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء في الهند، وهو يمثل حوالي ثلثي العرض المحلي، كما كانت هذه البلاد ثاني أكبر مستورد ومستهلك للفحم في العالم في عام 2019 بعد الصين.
مستقبل الفحم الحجري:
على الرغم من كل الاهتمام الموجه إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية قد يكون تطوير ونشر تقنيات الفحم المتقدمة أكثر أهمية في تشكيل مستقبل الطاقة لدينا، حيث يظل الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى هي العمود الفقري لنظام الطاقة العالمي، وسيظل كذلك في المستقبل المنظور.
وأيضاً يعد الفحم هو خياراً عملياً للطاقة للاقتصادات سريعة النمو مثل الصين والهند، والتي عادةً لا تمتلك موارد غاز طبيعي كثيرة، حيث أن هذه البلدان مصممة على تنمية اقتصاداتها، وبالنظر إلى اليقين من أن الفحم سيستمر في لعب دور كبير لا غنى عنه في إنتاج الكهرباء، فإن الطريق إلى الأمام قد يتطلب نشر تقنيات الفحم المبتكرة للتخفيف من انبعاثات الكربون.
فعلى سبيل المثال تقول الرابطة العالمية أن رفع متوسط الكفاءة لمحطات الفحم إلى 40 في المائة مقارنة بنسبة 33 في المائة اليوم من شأنه أن يقلل من إنتاج الكربون بمقدار يساوي انبعاثات الكربون السنوية، والأهم من ذلك أن هذه الكفاءات الأعلى تعتبر خطوة حاسمة نحو استخدام تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه، والتي بدونها من غير المحتمل أن يتم فعلاً خفض انبعاثات الكربون العالمية إلى مستويات مقبولة.